وأضاف: تكمن أهمية المستوى العالي من توكيد الذات في الإسهام في بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة مع الآخرين واستمرارها، كما تساعد الفرد على مواجهة الآخرين في المواقف الاجتماعية والتخلص من المشاكل والصعوبات التي تعترض طريق حياته، وهي أيضا تمثل جانبا مهما من جوانب الصحة النفسية، فهي تساعد على نمو تقدير الذات لدى الفرد والقدرة على التحمل والتمتع بالاتزان الانفعالي، وكلما ازدادت لدى الفرد زادت دافعية الإنجاز لديه وينخفض الشعور بالاغتراب والقلق، وهي مؤشر مهم أيضا على التوافق النفسي والاجتماعي للفرد، وتمكنه من مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية، ويستطيع الفرد المؤكد لذاته أن يطلب الخدمة من الآخرين حين يشعر بالحاجة لها، وتوجيه النقد لمن يرتكب سلوكا غير ملائم أو يتصرف نحوه بطريقة غير مقبولة، وأيضا تساعده على تقديم المساندة الاجتماعية والاشتراك في الأنشطة الاجتماعية والتعاون وتقديم الخدمات للآخرين والإسهام في حل مشاكلهم ومشاكل مجتمعهم.
الشعور بالحريةوأضاف: من خصائص الفرد المؤكد لذاته، أن يشعر بالحرية في إظهار نفسه عن طريق الكلمات، ويمكنه الاتصال مع الآخرين في كل المستويات، مع الغرباء والأصدقاء والأسرة، وهذا الاتصال يكون دائما صريحا ومباشرا وصادقا وملائما، يكون له توجه نشط في الحياة فهو يمضي وراء ما يريده، واعيا أنه لا يستطيع أن يكسب دائما، ويسعى دائما إلى المحاولة الجيدة التي تجعله سواء كسب أو خسر أو تعادل يبقى على احترامه لذاته.
السلوك السليم
وأشار إلى أن من خصائص السلوك التوكيدي السليم، أنه وسط بين الإذعان للآخرين بغباء والتسلط والاعتداء عليهم، ووسط في مراعاة مشاعر الناس وحقوق الذات، ويتوافق فيه السلوك الظاهري - من أقوال وأفعال - مع الباطن من مشاعر ورغبات وأفكار.
وعن أعراض وعلامات ضعف توكيد الذات، أوضح أن هناك أعراضا وعلامات تظهر فيمن وجد عنده ظاهرة ضعف توكيد الذات، ومن أهم هذه العلامات: مجاملة الآخرين ومسايرتهم والاستجابة إلى رغباتهم، وسعي الشخص إلى إرضائهم ولو على حساب نفسه ووقته وماله وسمعته.
الموافقة الظاهرية وتابع: إضافة إلى الإكثار من الموافقة الظاهرية، هناك ضعف القدرة على الرفض المناسب في الوقت المناسب، وتقديم مشاعر الآخرين على مشاعره وحقوقه، وكثرة الاعتذار للآخرين عن أمور لا تدعو إلى الاعتذار، وضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والانفعالات، وضعف القدرة على إظهار وجهة نظر تخالف آراء الآخرين ورغباتهم، وضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها وتحمل تبعاتها، وضعف التواصل البصري بدرجة كبيرة.
وعن عواقب ضعف توكيد الذات، فهي تختلف باختلاف الأشخاص والظروف، ولكن كثيرا ما يصاب هؤلاء بإحدى العلل التالية: قلق، اكتئاب، ورهاب اجتماعي، إضافة إلى المشكلات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية والصحية ونحو ذلك.
تدريبات مفيدة ومن التدريبات المفيدة لتنمية توكيد الذات، التحدث عن المشاعر، ويقصد بها التعبير لفظيا عن أي شعور لدى الفرد، مثل: أنا أقدر لك هذا العمل، لم يكن تصرفا ذكيا مني، أفضل شرب العصير، واستخدام تعبيرات الوجه، ويقصد بها التدرب على ممارسة التعبير بالوجه بما يتلاءم مع الانفعالات التي يعايشها الفرد، مثل الفرح والسعادة والكراهية والغضب والضيق والاشمئزاز وغيرها، والتعبير عن الرأي الشخصي في حالة مخالفته الرأي المطروح، وفيه يمارس الفرد التعبير عن رأيه الشخصي حين يكون لديه رأي مختلف عن الرأي المطروح، واستخدام ضمير المتكلم بدلا من ضمير الغائب، والتعبير عن الموافقة عندما يكون هناك اقتناع أو فائدة أو رضا، وممارسة الارتجال في التحدث ويقصد به أن يتدرب الفرد على الكلام الحر في صورة مرتجلة، ودون اللجوء بكثرة إلى الكلمات المعدة سابقا.
من خصائص الفرد المؤكد لذاته أن يشعر بالحرية في إظهار نفسه بالكلمات
تساعد الشخص على التخلص من المشاكل والصعوبات التي تعترض طريق حياته
التعبير لفظيا عن أي شعور لدى الفرد من التدريبات المفيدة لتنمية توكيد الذات
زيادتها تخفض الشعور بالاغتراب والقلق ومؤشر على التوافق النفسي والاجتماعي
