تقود المملكة اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا؛ لتحفيز وتنمية قطاع التعدين في الفترة المقبلة، ودفع جلب الاستثمارات الأجنبية للمنطقة، ويُعَدُّ قطاع التعدين من أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة في المملكة، إذا نظرنا للثروات المتاحة من المعادن، حيث يصل إنتاج المملكة السنوي للمعادن ما يقارب 1.3 تريليون دولار، إضافة إلى اكتشاف أكثر من 5300 موقع تعديني والعائد لاتساع النطاق الجغرافي للمملكة.
وباعتبار أن قطاع التعدين ركيزة أساسية من ركائز رؤية المملكة 2030، ويمثل قطاع التعدين مجالًا حيويا لجذب المستثمرين للمملكة؛ كونها تتمتع بموارد طبيعية معدنية ضخمة، ولديها سوق استهلاكي كبير، إضافة لقرب المملكة من أسواق التصدير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالمملكة تتجه لتعزيز الإنتاج الصناعي، وقد وصف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع "يحفظه الله"، الثروات المعدنية بأنها نفط آخر غير مُستغَل، ولم يُستغل منها إلا 5%، لذا فالمملكة تسير نحو إستراتيجيات واعدة في قطاع التعدين، وتسعى لتلبية الطلب العالمي المستقبلي المتزايد على المعادن، ولعب دور بارز ورئيسي ضمن الدول الأكبر المنتجة عالميًا، حيث شهد قطاع التعدين تطورات غير مسبوقة واستثمارات كبرى، وتسعى المملكة من خلال رؤيتها لصياغة إستراتيجية كاملة للقطاعات التعدينية وأنظمة الاستثمار في هذا القطاع، إضافة إلى العديد من المبادرات، كرقمنة التعدين لتسهيل ممارسة أعمال قطاع التعدين، حيث يصل حجم الاستثمار في هذا القطاع إلى 180 مليار دولار، وهناك توقعات بنمو هذه الاستثمارات 150% بحلول عام 2030؛ لتكون بذلك الركيزة الثالثة للصناعات السعودية وفق رؤية 2030 وللإسهام في زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي غير النفطي ورفع الفرص الوظيفية.
لذا فنحن نشاهد ارتفاع الرقم القياسي العام للإنتاج الصناعي في المملكة بنسبة 10.3% خلال الأشهر الماضية، وهو مؤشر يقيس التحسن في قطاعات التعدين، واستغلال المحاجر، والصناعات التحويلية، والكهرباء والغاز أيضًا.
واستضافت الرياض مؤخرًا مؤتمر التعدين الدولي، ويهدف المؤتمر لتعزيز إنشاء وتطوير مناطق التعدين في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، حيث يُعد المؤتمر مرتكزًا وطنيًا جديدًا لتنمية الاقتصاد، وفيه تم إطلاق منصة ستكون عبارة عن قاعدة بيانات خاصة بالمصنعين ومقدمي التعدين، حتى يسهل على الجميع الاستفادة من الخدمات المطروحة في قطاع التعدين.
المملكة تعيش مرحلة جديدة لصناعة التعدين في المنطقة وما حولها، وذلك بجهودها التي ستمكنها من الوصول إلى مرتبة الريادة من خلال تحقيق المستهدفات الطموحة.
@HindAlahmed