وأضافت: بعد رئاسة إبراهيم رئيسي، أحد أكبر المجرمين ضد الإنسانية في العصر الحديث، والإصرار على التخصيب النووي، لم يعد للدول الغربية أي مبرر للتفاعل والتعامل مع هذا النظام، وأكدت أن المقاومة الإيرانية تسير وفق إستراتيجية واضحة للإطاحة بديكتاتورية ولاية الفقيه، التي جعلت أولويتها هي إمداد وتجهيز وتسليح الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتطوير أسلحة نووية وصاروخية من أجل بقائها.. وفيما يلي نص الحوار:
- لماذا فشلت الجولة السابعة من مفاوضات النووي في فيينا برأيكم؟
النظام يقف في طريق مسدود في التفاوض على مصير الاتفاق النووي ومسألة العقوبات، يحتاج خامنئي إلى رفع العقوبات بقدر ما يحتاج إلى القمع من أجل البقاء، بينما يرى أنه من الخطر على نظامه المتزلزل الامتثال للمطالب الأمريكية والأوروبية.
والنظام يبحث عن كسب الوقت لاستكمال مشروعه النووي حتى يكون لهم رأي في المفاوضات.
هذا المأزق نتيجة 40 عاما من الحكم لقتل ونهب الشعب الإيراني، ولو أن الخميني وخامنئي وعصابتهما المتعطشة للدماء أنفقوا جزءا صغيرا مما أنفقوه على قمع المجتمع والتحريض على الحرب في المنطقة أو البرنامج النووي والصاروخي، لتحسين الظروف المعيشية للناس، لما كانوا اليوم بالتأكيد في مثل هذا المأزق، لكن بسبب طبيعته الوحشية، النظام لا يعطي الأولوية لتحسين حياة الناس، والآن المواجهة مع المجتمع الدولي والحرب مع الشعب الإيراني أوصل النظام إلى نقطة لا يمكن للصين ولا روسيا أن تنقذه.
- كيف تنظرون لتخاذل المجتمع الدولي تجاه التعنت الإيراني بخصوص المحادثات النووية؟ وهل برأيكم ستكون هناك جولات أخرى رغم تعمد النظام إفشال الجولات السابقة؟
التقارير الأخيرة التي تفيد بأن الملالي لم يتوقفوا عن إنتاج القنابل ويواصلون سياسة التستر، تظهر أن نظام الملالي لم يتخل عن مشروع القنبلة الذرية لضمان بقائه، ويواصل التستر وتضليل المجتمع الدولي وكسب الوقت، وقد اتضح هذا الموضوع لجميع أطراف المفاوضات وللمجتمع الدولي في الجولة الأخيرة من المفاوضات، ولا يشك أحد في ذلك.
ويحاول نظام الملالي إجبار الأطراف الأجنبية على رفع العقوبات وتجاهل برامج الصواريخ وتصدير الإرهاب والتدخل في المنطقة، وهنا يجب على المجتمع الدولي أن يقف بحزم ضده وأن يظهر إرادة قوية، ومن الضروري منعه من حيازة القنبلة الذرية، وإعادة تطبيق قرارات مجلس الأمن الستة، والوقف الكامل للتخصيب، وإغلاق المواقع النووية وعمليات التفتيش في أي وقت وفي أي مكان.
- هل النظام الحاكم في طهران بدأ البرنامج النووي ليفاوض على انهياره أم ردع الملالي لا يمكن أن يكون سوى بالقوة؟
اليوم، أصبح السلام أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لجميع شعوب المنطقة، في رأيي لن يتحقق هذا السلام ما لم يتعرض النظام الإيراني لضغوط شديدة للتخلي عن حروبه وإرهابه.
فالمشروع النووي لنظام الملالي الحاكم في طهران مشروع موت وليس مشروع حياة، إنه مشروع هدم وليس «بناء»، إنه مشروع حرب وليس «سلام»، سواء بالنسبة للشعب الإيراني أو شعوب المنطقة، ولن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط من خلال النسخة الثانية أو الثالثة من الاتفاقية النووية بين القوى العالمية ونظام الملالي في إيران.
بعد رئاسة إبراهيم رئيسي، أحد أكبر المجرمين ضد الإنسانية في العصر الحديث، والإصرار على التخصيب النووي، لم يعد للدول الغربية أي مبرر للتفاعل والتعامل مع هذا النظام.
ويجب على العالم أن يقف بحزم ضد الفاشية الدينية الحاكمة، إلى جانب الشعب الإيراني ورغبته في قلب نظام الحكم وإقامة جمهورية ديمقراطية. أكدت المقاومة الإيرانية مرارا أن النظام الإيراني لا يفهم لغة أخرى غير لغة القوة.
- ما مستقبل احتجاجات إيرانيين وهل من الممكن أن نشهد تصعيدات جديدة كالتي حدثت عام 2019 ؟
المجتمع الإيراني ملتهب للغاية ويمر بحالة انفجارية، ووسائل الإعلام والمسؤولون يعترفون بذلك أيضا، الانتفاضة لم تتوقف ولا تزال مستمرة، وبدأت احتجاجات 2019 برفع سعر البنزين، لكنها سرعان ما أفضت إلى شعارات مثل «الموت للديكتاتور، الموت لولاية الفقيه» وشعارات الإطاحة بالنظام، وإشعال النار في مراكز ومعاقل القمع والأمن التي تحمي النظام.
انتشرت الانتفاضة بسرعة إلى 198 مدينة، رغم أن القوات القمعية قتلت ما لا يقل عن 1500 شخص واعتقلت 12 ألفا، فإن انتفاضة 2019 لم تنته، ولا يزال الناس يتذكرونها، وأمهات شهداء الانتفاضة نفسها يقفون الآن احتجاجا ضد النظام بشكل منظم كل يوم، ويحثون بقية الناس غير الراضين على الوقوف والانتفاض.
من انتفاضة 2019، تعلم الناس الدروس التي احتاجوا لاستخدامها في الانتفاضات التالية، كما رأينا في انتفاضات «سارافان» في سيستان وبلوشستان وخوزستان، ومؤخرا في أصفهان، كيف رد الشعب القوات القمعية وأجبرها على الهرب.
وبحسب النظام نفسه، فإن احتجاجات المعلمين الإيرانيين تجري حاليا في 200 مدينة، هذا هو تطور انتفاضة واحتجاجات الشعب الإيراني.
وفي اليوم التالي لانتفاضة ديسمبر 2017، قال زعيم المقاومة السيد مسعود رجوي في رسالة، «إن الانتفاضة مستمرة وتتوسع وتتعمق، وهي مرتبطة بالمقاومة المنظمة وتدعمها، النظام ليس لديه حل ضدها»، وهذا ما تحقق عمليا.
لذا، ردا على سؤالكم، أقول لا، لن نشهد احتجاجات مثل عام 2019، لكننا سنشهد احتجاجات أكثر كثافة وتنظيما ستؤدي إلى الإطاحة بهذا النظام.
- تتواصل الاحتجاجات الشعبية بين الحين والآخر، وبات واضحا أن النظام متمكن وأن الغرب ومعهم أمريكا لا يريدون إسقاطه ولن يرفعوا عنه الغطاء كما رفعوه عن الشاه قبل أكثر من 40 عاما، إيران إلى أين هذه الجدلية الصعبة؟
دعني أصحح جملة واحدة في سؤالكم، قلت «من الواضح أن النظام قادر»، لا ليس الأمر كذلك، الحقيقة هي أن النظام غير قادر على حل أي أزمة في المجتمع، بل يستجيب لمطلب الناس المشروع بالمياه بالرصاص.
كيف يمكن وصف مثل هذا النظام بالقادر؟ حتى على طاولة المفاوضات النووية، فهو غير قادر على لعب دور الجانب القوي، يغير مواقفه باستمرار وهو مشغول بإضاعة الوقت، الرسالة الأهم التي يجب على المجتمع الدولي فهمها، سواء في الغرب أو في المنطقة، هي أن النظام في أضعف حالاته.
لطالما قالت المقاومة الإيرانية للغرب: إنك في استرضاء نظام ضعيف للغاية ارتكبت خطأ كبيرا وأنت تطيل عمره، وبالطبع أنت تأخذ الثمن الأعلى من شعبنا.
- هل من الممكن أن نرى رئيسي وغيره من المسؤولين عن مجزرة 1988 وراء قضبان محكمة دولية، أم أن كل ما يجري لا يتعدى المحاكم الشعبية كالتي عقدت مؤخرا؟
بسبب حركة التقاضي والجهود الحثيثة للمقاومة الإيرانية، يواجه عملاء النظام الآن العدالة في مختلف المحاكم.
في العام الماضي، حوكم دبلوماسي إرهابي من النظام يُدعى أسد الله أسدي، أمام محكمة بلجيكية لقيادته مؤامرة إرهابية لمهاجمة تجمع كبير للمقاومة في فيلبينت بباريس عام 2018، وحكم عليه بالسجن 20 عاما.
النظام لم يستأنفها حتى لأنه سيؤدي إلى كشف المزيد من الفضائح حوله، وقبل ثلاثة أشهر، أمرت أعلى محكمة فيدرالية في سويسرا بالتحقيق في اغتيال د. كاظم رجوي، عضو المجلس الوطني للمقاومة في سويسرا، الذي نفذه النظام في 1990، في سياق جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
في السويد، بدأت محاكمة أخرى الصيف الماضي، حيث استمع إلى أحد مرتكبي مذبحة بحق أكثر من 30 ألف سجين سياسي عام 1988، 90% منهم من «مجاهدي خلق»، وتكشف في كل جلسة من جلسات هذه المحاكمة أبعاد جديدة لهذه الجريمة وقمع أسرى المقاومة الذين ذبحوا دفاعا عن قضيتهم وتنظيمهم.
«مجاهدي خلق» والمقاومة الإيرانية حاضرون في جميع هذه المحاكم لضمان احترام تطبيق القانون والعدالة.
عندما يحاكم الجلاد حميد نوري، يجب أولا تقديم رئيس النظام وغيره من مسؤولي النظام الذين حكموا على هؤلاء الأبطال بالإعدام، وهذا مطلب نسعى جاهدين لتحقيقه.
- ما دوركم كمعارضة في الضغط على الاتحاد الأوروبي لإيقاع عقوبات على نظام طهران؟
نحاول بصفتنا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و«مجاهدي خلق» في الخارج، فضح الوجه الديكتاتوري والإرهابي والعدائي لنظام الملالي لشعوب العالم، ويتم ذلك من خلال تنظيم فعاليات ومظاهرات في عواصم أوروبية وأمريكية، وكذلك من خلال عقد مؤتمرات في برلمانات الدول المختلفة.
وقدم المجلس الوطني للمقاومة مؤخرا، في اجتماع في الكونغرس الأمريكي، لأول مرة، كتابا عن إنتاج وتصدير واستخدام الطائرات دون طيار من قبل النظام وإرسالها إلى ميليشياته العميلة لتعزيز سياسة تصدير الحرب والعدوان والإرهاب في دول المنطقة.
وفي المؤتمر الأخير الذي عقدته مجموعة «أصدقاء إيران الحرة» في البرلمان الأوروبي، قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية: «تركت الحكومات الأوروبية بصمتها وعدم مبالاتها بقتل السجناء السياسيين وقمع الاحتجاجات، النظام حرا لإعمال المزيد من الانتهاكات»، وهم كانوا يعتقدون أن انتهاكات حقوق الإنسان تقتصر على إيران. أثبتت تجربة العقود الثلاثة الماضية أن هذه وجهة نظر وسياسة خاطئة.
واعتبر الملالي هذه السياسة علامة على ضعف العالم الغربي ووجدوا طريقهم لبناء قنبلة ذرية ومهاجمة الاستقرار والسيادة الوطنية لدول المنطقة، لذا «أتوقع من أعضاء البرلمان الأوروبي أن يدافعوا عن حقوق الإنسان للشعب الإيراني في مواجهة سياسة الاسترضاء والوقوف من أجل حقوق الإنسان للشعب الإيراني».
في أعقاب كشوفات المقاومة الإيرانية العديدة، أصدر أكثر من 100 عضو في البرلمان الأوروبي بيانا دعوا فيه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى تبني سياسة حازمة ضد النظام الإيراني واحترام حقوق الإنسان وإلغاء عقوبة الإعدام كشرط مسبق للعلاقات مع النظام.
كما دعوا الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بمذبحة عام 1988، على أنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، يجب أن أذكركم أنه وفقا لمرسوم الاتحاد الأوروبي الصادر في ديسمبر 2020، التزمت هذه المؤسسة الأوروبية بالرد على الجرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم.
- ألا تعتقدون أن نظام الملالي يعمل على تفكيك دول المنطقة وتدمير مجتمعاتها والغرب راض ومتواطئ؟
قلنا دائما إن هذا النظام يحتاج إلى «القمع داخليا وتصدير الإرهاب خارجيا»، ليحيا ويبقى بالسلطة.
ولذلك، فإن نظام الملالي يلجأ إلى تصدير الإرهاب والحروب في مجال السياسة الخارجية، بدلا من إعمال الدبلوماسية الصحيحة القائمة على المصالح الوطنية للشعب الإيراني.
ومن أجل بقائه، قام ويقوم بإنفاق ثروات الشعب الإيراني في بئر الإرهاب والبرنامج النووي والصاروخي وتجهيز ودعم عملائه ومرتزقته في المنطقة، ما أدى إلى إنزال غالبية الشعب الإيراني إلى ما دون خط الفقر وخلق عدم الاستقرار في المنطقة.