ومضى يقول: للحصول على فهم أفضل للتوقعات المتعلقة بالسنة الثانية لإدارة بايدن، أجريت مقابلات مع أكثر من 50 خبيرًا أوروبيًا وأمريكيًا، ويبدو أن كل شيء لا يزال غير جيد في العلاقة عبر الأطلنطي.
وتابع: بشكل عام، تم تحقيق إنجازات مهمة بالفعل في 2021 من حل النزاعات التجارية الثنائية، وإطلاق التعاون التكنولوجي، وتنسيق العلاقات مع الصين.
ونقل عن محلل للسياسة الخارجية في مؤسسة فكرية بواشنطن، قوله: كانت هناك توقعات كبيرة بأن أوروبا ستكون أكثر أولوية في سياسة بايدن الخارجية بشكل عام، كان هناك شعور بأننا سنرى يومًا جديدًا في الشراكة.
عام التحديات
وتابع الكاتب يقول: لكن 2021 كان أيضًا عامًا مليئًا بالاحتكاكات، فقد أدت طريقة الانسحاب من أفغانستان، واتفاقية دفاع أوكوس، والتحديات التي تفرضها روسيا والصين، فضلاً عن التطورات السياسية في الولايات المتحدة إلى استنتاج في أوروبا بأن العلاقة مع الولايات المتحدة لن تنتهي أبدًا.
ونقل عن سفير أمريكي سابق لدى «الناتو» قوله: سواء عاد الرئيس السابق دونالد ترامب أم لا، التحدي الذي يواجه إدارة بايدن الآن هو إثبات خطأ هذه المخاوف.
كما نقل عن خبير بولندي في السياسة الخارجية، قوله: «عليك أن تعرف أنه ليس لديك أصدقاء غير أوروبا، إذا أخطأت في التحدث معنا، فهذا يقوض نظام التحالفات الأمريكية وهذا ليس مفيدًا للولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بالمواجهة التي تلوح في الأفق مع روسيا بشأن أوكرانيا، يشعر الأوروبيون بالقلق من أن الولايات المتحدة لم تتعلم هذا الدرس بعد، وهناك خوف، خاصة بين البولنديين، من أن صفقة ما تؤثر على مستقبلهم».
وقال سفير أمريكي سابق لدى الاتحاد الأوروبي: إن اتفاقية «أوكوس» تقول للأوروبيين «إن المشغولين بالصين في البيت الأبيض يقودون الحافلة، وليس لديهم تقدير للاتحاد الأوروبي كشريك مفيد في الأمور التي تهم الولايات المتحدة».
ونتيجة لذلك، قال محلل في برلين ساخرًا: مع تحول اهتمام واشنطن بشكل تدريجي إلى آسيا، فإن المزيد من الحوادث التي تثير شعور الأوروبيين بالتخلي أو الخيانة قد تكون حتمية، الخوف هو أنه سيؤدي إلى قطيعة عبر المحيط الأطلسي.
الاختبار الأول
وأشار الكاتب إلى أن الاختبار الأول لذلك قد يكون تايوان، التي فتحت مكتبًا تمثيليًا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وتابع: فرضت بكين عقوبات اقتصادية على الدولة الواقعة في البلطيق وهددت بمنع الشركات متعددة الجنسيات المصدرة من ليتوانيا من الوصول إلى السوق الصينية انتقاما لذلك، إذا وقفت واشنطن مكتوفة الأيدي بينما تقوم بكين بإرغام الدول الأعضاء والشركات في الاتحاد الأوروبي على هذا النحو، فإن التعاون عبر الأطلنطي بشأن الصين قد يكون نمرًا من ورق.
ومضى يقول: على نطاق أوسع، قد يكون عام 2022 اختبارًا للتضامن عبر الأطلنطي بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على كل من روسيا والصين، من شبه المؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيعجل بفرض عقوبات أمريكية وأوروبية، بما في ذلك إغلاق خط أنابيب الغاز الطبيعي «نورد ستريم 2»، وهناك دعم متزايد من كلا الجانبين للعقوبات ضد الصين بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان أيضًا.
وأردف: لكن في ظل معاناة الاقتصاد الأوروبي من أجل التعافي من تراجع وباء كورونا، واعتماد الاتحاد الأوروبي الأكبر نسبيًا على كل من الأسواق الصينية والروسية، قد تجد بروكسل وواشنطن صعوبة في العمل معًا.
وأضاف: على الرغم من كل ذلك، فإن التطور المسبب للتآكل أكثر في العلاقات عبر الأطلنطي في العام المقبل هو تدهور الديمقراطية الأمريكية نفسها وما يقوله ذلك عن مصداقية الولايات المتحدة كحليف.
وأردف: لقد حكم المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية، ومقره ستوكهولم، على الولايات المتحدة بأنها «ديمقراطية متراجعة».
«الرجل المريض»
ووفقًا لمسح أجراه مركز «بيو للأبحاث»، يعتقد 18% فقط من الجمهور في 9 دول أوروبية أن الديمقراطية الأمريكية هي مثال جيد للدول الأخرى لاتباعه.
ونقل عن خبير في السياسة الخارجية في نيويورك ومقره نيويورك، قوله: لم يعد أحد في أوروبا يتحدث عن الرجل المريض في أوروبا، «أمريكا هي الرجل المريض».
وخلص عضو اشتراكي ديمقراطي في البرلمان الأوروبي إلى أن أمريكا لا تزال تتصرف وكأنها القائدة، لكن في وجهة نظره، الشروط المسبقة للقيادة عبر الأطلنطي قد تغيرت بشكل جذري.
وقال: أمريكا ليست ذات سيادة كما كانت في السابق، أمريكا بحاجة إلى حلفائها بقدر ما يحتاج الحلفاء إلى الولايات المتحدة.
ومضى الكاتب يقول: كما أن انتخابات الكونغرس الأمريكية المرتقبة لعام 2022 وأرقام استطلاعات الرأي الباهتة لبايدن تثير قلق الأوروبيين.
وقال أحد المخضرمين في العلاقات عبر الأطلنطي: «هناك حالة من الذعر بشأن ما سيحدث في الولايات المتحدة، يسمع الأوروبيون أن الجمهوريين قد يفوزون بمجلس النواب ومجلس الشيوخ في 2022، والبيت الأبيض في 2024».
وأشار خبير أمريكي في مؤسسة فكرية بريطانية، إلى «أن إدارة بايدن تعمل في نافذة ضيقة للغاية من الفرص». وأضاف العضو الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الأوروبي بقلق: «قد يكون لدينا 10 إلى 11 شهرًا فقط، لأنه بعد الانتخابات النصفية، قد تكون الأمور مختلفة».
ونقل الكاتب عن مسؤول سابق رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، قوله: هل سيكون لدى بايدن أي «رأس مال سياسي» ينفقه على «أشياء مهمة» لأوروبا؟.