تبدو حياتنا مليئة بالكثير من المداخلات الصغيرة، التي تنغص علينا راحتنا في أوقات إجازاتنا، كتلقي مكالمة عمل أو رسالة نصية وأنت في رحلة استجمام مع الأهل أو الأصدقاء، ثم ما نلبث أن نقنع أنفسنا بأن ذلك كله لا يعتبر مشكلة كبيرة، فهو لا يعدو أن يكون لدقيقة أو دقيقتين، ولكن في الحقيقة لتلك المداخلات تكلفة عالية، فحين تبدو هذه المداخلات صغيرة تشير إلى أنها تؤدي إلى خسارة فادحة، لأن التسلل المستمر للعمل في حياتنا الشخصية يزيد من ضغوطنا وينال من سعادتنا، وهي لا تؤثر على الأفراد فحسب، بل كذلك على المؤسسات والشركات، فقد تخسر ما معدله 32 يومًا من الإنتاجية كل عام بسبب اكتئاب الموظفين، الذي يتولد من ثقافة أن الموظف ينبغي أن يكون متاحًا بشكل دائم.
ويظهر الخطر عندما نجمع هذه المداخلات الصغيرة، فينتج عنها حياة ناقصة من المتعة والتواصل والذكريات الرائعة والعيش الهانئ، ولحسن الحظ توجد هنالك إستراتيجيات ذكية بإمكاننا اتباعها لحماية أوقاتنا بشكل أفضل، ويكون ذلك عبر خلق ثقافة جديدة تحترم الوقت من خلال خطوات صغيرة يمكننا اتخاذها وهي كالتالي:
أولًا: إعادة صياغة مفهوم الراحة، فلا نعتبر الإجازة عائقا غير مثمر للإنجاز والعمل، بل دافعا لتنشيط الذهن والإنجاز، لذا ينبغي استغلالها والتخطيط لها.
ثانيًا: إنشاء حدود واضحة لوقت إجازتك، فلا ينبغي الرد على طلبات العمل إلا في الحالات الطارئة.
ثالثًا: تعلم لغة التفاوض، وأعرف كيف تحمي نفسك وتدافع عن حقوقك، كأن تطالب بإجازة أطول أو بساعات عمل أقل أو بألا يتم إشغالك بأعمال خارج أوقات العمل، فقد أثبتت الدراسات أن الموظفين، الذين طالبوا بأوقات راحة أكثر كانوا أقل عُرضة للتوتر والإرهاق واعتبروا أكثر التزامًا واحترافية.
إن كل ما ذُكر من تغييرات صغيرة تهدف لاستعادته حياتنا بشكل كامل، وبمجرد أن نكتشف عمق تأثيرها، سنشعر بالقوة لمطالبة الآخرين باحترام أوقاتنا الخاصة، كما أن ذلك قد يجعل الآخرين يتأثرون بنا، وينقلون تجاربنا لحياتهم الخاصة كذلك.
وقال الشاعر:
اقتصد في كل حال
لا تكن حلوًا فتؤكل
@azmani21