في الثقافة العربية والإسلامية تكاد تجمع النصوص الشرعية والحكم المأثورة على أن الأفضل للإنسان تقليل الأكل، وأن الإكثار من الأكل له عواقب لا تحمد عقباها.
في القرآن الكريم هناك آية جمعت الطب كله، وهي قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، قال أبو الليث السمرقندي في معنى الإسراف: أن يأكل مما يحل له أكله فوق القصد، ومقدار الحاجة.. وقال القرطبي: «الإسراف: الأكل بعد الشبع».
وفي ثقافتنا تحذير شديد من التخمة، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، وقال عمر بن الخطاب: إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، وعليكم بالقصد، فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وقال الغزالي: في قلة الأكل صحة البدن، ودفع الأمراض.. وذكر ابن القيم في كتاب «الطب النبوي» أنواع الأمراض وأن سببها الزيادة على القدر، الذي يحتاج إليه البدن.. وقالوا في الحكم: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.. وقال الهنود في التحذير من «الشراهة» في الأكل: «النهمون يحفرون قبورهم بأسنانهم».. وهذا الكلام عن كثرة الأكل وإذا أضيف إليه الطعام غير الصحي تكون المصيبة أعظم..
يتحدث الطب اليوم عن خطر السمنة، وآثارها وأنها جامعة للكثير من علل وأمراض العصر، ولعل الناس شعروا باقتراب خطرها، فبات منهم مَن يتجنب الأطعمة الضارة وانخرط آخرون في الرياضة وربما اختصر بعضهم المسافة فعمد إلى عمليات التكميم طمعا في الحصول على جسم رشيق وهي طريقة محمودة في مقاومة السمنة.
بقي أن أقول:
هذا ما قيل في فضل تقليل الأكل لتجنب طريق السمنة، فالوقاية يا قوم خير من العلاج.. و(الاقتصاد) ما دخل في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
شيئان يرفعان الضغط.. (السمين) الذي يعمل الرجيم ولا ينحف.. والنحيف الذي (يرعى) الأخضر واليابس ويلتهم أضعاف ما يأكله الناس.. ولا يسمن ولا (يتكرش)!
@alomary2008