أوضحت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات، أن هناك عدة أسباب لزيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا المسبب لكوفيد 19؛ أبرزها التهاون في التباعد الاجتماعي خلال التجمعات العائلية، أو الأماكن العامة، أو مواقع العمل، إضافة إلى سبب آخر مهم ألا وهو الاعتقاد بأن المحصن بجرعتين أو ثلاث، بمأمن من الإصابة، مستطردة: ولكن هذا الكلام غير صحيح، لأنه مع زيادة المتحورات، تعمل جرعات اللقاح على تقليل المضاعفات ومنع الوفاة أو دخول العنايات المركزة، لكن لا تمنع من الإصابة أو نقل العدوى للغير، خاصة مع متحور أوميكرون.
وأضافت: تزداد الحاجة في الوقت الحالي إلى تلقي الجرعة التنشيطية، مع العلم بأنها لا تمنع الإصابة بنسبة 100 %، وبالتالي يجب على الجميع الحد من التجمعات وارتداء الكمامات في أي مكان، سواء كان مغلقا أو مفتوحا، مع الالتزام بالمسافة الآمنة، خصوصًا ونحن الآن في ذروة الانتشار، والبعض قد يكون ناقلا للفيروس دون أن يعلم.
رفع الوعي بإجراءات الوقاية
وذكر ولي الأمر، طلال البلوي، أن عودة الطلاب إلى مدارسهم قرار جيد، لكنه يتطلب حملات توعية وإرشاد لجميع الطلاب الذين انقطعوا عن مدارسهم طيلة عامين، مع رفع الوعي لديهم، والتشديد في تطبيق البروتوكولات الصحية مثل ارتداء الكمامات وتوفير المعقمات وتحقيق التباعد، مطالبا بتوفير أخصائيين يساعدون الطلاب على التهيئة النفسية ورفع مستوى الوعي لديهم، ويسهل العودة الآمنة، إذ سيدعم الحرص من الجميع سواء المدرسة أو الأسرة على تجاوز هذه المرحلة المهمة بأمان.
الإجراءات الثلاثية
أكد الأستاذ المساعد لطب الأسرة والطب المهني بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. حاتم القحطاني، أن المملكة حققت إنجازات هائلة في مواجهة جائحة كوفيد 19، متابعا: وما زالت الإنجازات مستمرة، ولكن لا يمكن لها أن تستمر إلا بتكاتف المجتمع والاستمرار معها على نفس النهج.
وأكد أهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية المعتمدة، والمبادرة باستكمال جرعات اللقاح، والتشديد في الإجراءات الاحترازية، مشددا على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بالالتزام بالإجراءات الثلاثية، التي تتضمن أولاً ارتداء الكمامات والتعقيم، وثانياً التباعد وتجنب التجمعات المزدحمة، وأخيرا تلقي اللقاحات.
قالت المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم للتعليم العام ابتسام الشهري، إن قرار عودة طلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال حضوريا إلى المدرسة، يتضمن 3 نماذج تشغيلية، «منخفض، ومتوسط، وعال»، مع تطبيق البروتوكولات والإجراءات الصحية المعتمدة من هيئة الصحة العامة «وقاية»، بما يحقق العودة الآمنة للطلاب والطالبات، مؤكدة أن 97 % من المدارس الابتدائية ورياض الأطفال تقع في نطاق النموذجين المنخفض والمتوسط، ومدارس التعليم الأهلي والأجنبي والعالمي ستعود كما كانت قبل الجائحة.
وأضافت: إن العودة الحضورية لطلاب المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، بدءا من 23 يناير الجاري، مطلب أسري وتربوي، ويحتاج إلى مسؤولية تشاركية من المجتمع والأسر وأولياء الأمور في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتوعية أبنائهم وبناتهم ومتابعتهم لهم.
فرصة للاستعداد
وأوضحت الشهري، أن هذا القرار أيضا ينسجم مع استمرار التعليم الحضوري من دون انقطاع لجميع المراحل الدراسية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، ودول مجموعة العشرين، لافتة إلى أن إعلان تحديد موعد العودة الحضورية للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، قبل فترة مناسبة يتيح فرصة أكبر للاستعداد ولتهيئة الطلبة وأسرهم للعودة.
وذكرت أن جميع الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية سيؤدون اختباراتهم للمواد الأساسية حضوريا للفصل الدراسي الثاني، ومن يتعذر عليه أداء الاختبار لمرض أو غيره من الظروف الخارجة عن الإرادة، ستتم إعادة جدولة اختباره حضوريا مع بداية الفصل الدراسي الثالث، مشيرة إلى أن التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد مستمر بالتزامن مع التعليم الحضوري، من خلال المنصات التعليمية وكذلك قنوات البث الفضائي، إذ إن هناك فئة من الطلبة لديهم أعذار صحية معتمدة من هيئة الصحة العامة، هؤلاء ستكون دراستهم عن بُعد.
جاهزية المدارس
وأكدت المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم للتعليم العام، أن المدارس جاهزة لاستقبال أبنائنا وبناتنا الطلبة، وتوفير كافة الاحتياجات، التي تحقق الرحلة التعليمية الآمنة، مثل توفير المعقمات والكمامات وإرشادات التباعد، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، مشيدة بالجهود المبذولة من الأسر وأولياء الأمور في متابعتهم المستمرة لأبنائهم في دراستهم، طوال الفترة الماضية أثناء رحلة التعليم عن بُعد للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال.
واختتمت: «نتوجه لهم اليوم بجزيل الشكر والامتنان على ما بذلوه، ونتطلع لاستمرار تلك الجهود مع العودة الحضورية، وأن يكون دور الأسرة داعما ومطمئنا لأبنائهم».
العودة مطلب أسري وتربوي وتحتاج مسؤولية تشاركية
قال المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة سعيد الباحص، إن إدارة التعليم وكافة مكاتبها ومدارسها وفرق عملها بمختلف الإدارات تعمل بما يسهم في تحقيق العودة الآمنة للطلاب والطالبات، والتي تهدف للحفاظ على سلامتهم أولا وذلك من خلال تطبيق الاحترازات الصحية والتدابير الوقائية المعتمدة من الهيئة العامة للصحة «وقاية» إلى جانب تطبيق كافة النماذج التشغيلية داخل المدارس، ومن ثم تقديم كافة الخدمات التربوية والتعليمية لتلقي العلوم والمعارف والمهارات في مدارسهم.
وأضاف، إن الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، تعمل على تهيئة المرافق المدرسية لمرحلتي الابتدائية ورياض الأطفال وذلك عبر خطة عمل وفق محاور محددة تتعلق بعملية تهيئة الفصول الدراسية وتوفير الاحتياجات الضرورية من حيث تنظيف المدارس ووضع الملصقات التعريفية لتحقيق التباعد الجسدي، واتباع التعليمات المطلوبة وتوفير الاحتياجات الضرورية المتعلقة بالجانب الوقائي، وذلك بهدف استقبال ٣٠٠ ألف طالب وطالبة من مرحلتي رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في ١٣٣٠ مدرسة.
وأوضح الباحص أن إدارة الإعلام والاتصال أطلقت خطة إعلامية عبر منصاتها الرسمية تضمنت رسائل تربوية ومجتمعية تؤكد أن قرار عودة الطلبة في المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال مطلب أسري وتربوي مما يعكس حقيقة المسؤولية التضامنية من المجتمع والأسر وأولياء الأمور في أهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية.
300 ألف طالب وطالبة في 1330 مدرسة بالشرقية
تهاون مرفوض
أكدت استشاري طب الأسرة في تجمع الشرقية الصحي د. هدى مهيني، أن من أهم أسباب تزايد الحالات، التهاون في الالتزام بالإجراءات والاحترازات الوقائية، خاصة في المنازل حيث التجمعات العائلية، مستطردة: بالإضافة إلى أن هناك فئة لم تستكمل جرعات التحصين، بالتزامن مع موسم الإنفلونزا، وتشابه الأعراض.
وأضافت: كثير من الناس قد يصابون دون أعراض، وبالتالي ينقلون العدوى لغيرهم، وهو ما يتطلب حرصا أكبر في الالتزام بالإجراءات الاحترازية واستكمال جرعات التحصين.
قالت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل، إن إعلان وزارتي الصحة والتعليم بشأن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة كان لعدة أسباب، منها تحقق الحصانة المجتمعية، وإقبال أفراد المجتمع على اللقاح وهو دليل على وعيهم وحرصهم على سلامتهم، إضافة إلى أنه رغم ارتفاع عدد الإصابات إلا أن نسبة التنويم وإشغال الأسرة في العناية الحرجة كانت أقل بـ 16 مرة، عن ذي قبل كما أن منظمة اليونيسيف دعت إلى فتح المدارس، والمملكة حريصة على التعليم والصحة.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة ستعلن عن بدء حملة التحصين للطلبة قريبا، التي ستكون بعد موافقة ولي الأمر، مؤكدة أن اللقاح هو حق من حقوق الطفل، ومتوقع تعاون أولياء الأمور في ذلك. وشددت العصيل، على ضرورة التنسيق بين الأهالي والمدارس في حال عودة الطلبة دون تحصين من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية والبروتوكولات وارتداء الكمامات وغسل اليدين، موضحة أن الوضع الصحي بالمملكة مراقب بشكل دقيق ومستمر.
حاجز الرهبة
دعا ولي الأمر علي الغامدي، لأن
تكون العودة بالتدريج، وأن يكون هناك تمهيد لكسر حاجز الرهبة لدى الطلاب، من خلال توفير أجواء المدرسة وتهيئة الطلبة نفسيا، وفق برامج تربوية، حتى يكتمل هذا النجاح.
مطلب الجميع
وطالب ولي الأمر عصام العيسى وزارة التعليم بالتشديد في تطبيق الإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن قرار العودة مهم ومطلب للجميع، ولكن يحتاج إلى تجهيز الفصول وتنظيفها وتعقيمها وعدم التهاون، إضافة إلى نشر الوعي اللازم بتلقي اللقاح.
حملات توعوية
وأوضح ولي الأمر علي عبدالمحسن أن من أهم الإجراءات، التي يجب اتخاذها في عملية العودة للدراسة للفئة المذكورة، تحقيق التباعد والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، مستطردا: الطلاب بحاجة، بعد الغياب الطويل، إلى تهيئة كبيرة، من خلال توفير أخصائيين يشرفون على هذه الأمور، مع تنفيذ حملات تثقيفية وتوعوية للطلاب، بالاحترازات اللازمة، مع الحذر الشديد وعدم التهاون.
لائحة اشتراطات
وقالت والدة طالب في الصف الثالث الابتدائي، أشواق السرواني، إن الأسر فقدت روتينها اليومي، بسبب التعليم عن بُعد، وأصبحت بحاجة ماسة إلى العودة الحضورية، خاصة أن استيعاب الطلاب والطالبات انخفض جراء الجلوس ساعات طويلة أمام الأجهزة الحاسوبية.
وأضافت: أرجو من وزارتي التعليم والصحة إصدار لائحة أو اشتراطات تعمم على مدارس التعليم العام والأهلي ويُتابع تطبيقها من قبل لجنة مختصة من وزارة الصحة، وتعقيم المدارس بشكل يومي وليس بعد ثبوت حالات إيجابية.
تعاون ثنائي
وأوضح ولي الأمر محمد العساف، أن قرار عودة طلاب المرحلة الابتدائية إلى مقاعد الدراسة من جديد لم يأت إلا بعد دراسة من قبل الجهات ذات الاختصاص، التي نثق بها وبما تراه مناسبا، ولما فيه مصلحة الأبناء والحرص على سلامتهم، مستطردا: نتمنى أن يكون هناك استعداد متكامل في جميع المدارس، وأن يتم تطبيق جميع الخطوات والإجراءات الاحترازية، التي تحافظ على صحة وسلامة الجميع، مع التهيئة المناسبة التي تشمل الأسر والمدارس، والعودة حضوريا تتطلب التعاون الثنائي ما بين الأسرة والمدرسة.
جاهزية الأبنية
وأعرب ولي الأمر حسن السعيد عن سعادته بعودة المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، ونقول «أهلا بالمدارس»، متابعا:
نأمل أن تكون المدارس مستعدة لاستقبال الطلاب والطالبات، من خلال تهيئة البيئة الصحية بالمدرسة وأثناء الدخول والخروج، ومراعاة الاشتراطات الخاصة بهذه المرحلة العمرية، التي تختلف عن المرحلتين المتوسطة والثانوية.
ثقافة التقنية
وأشار ولي الأمر إبراهيم التاروتي إلى أن عودة الطلبة والطالبات للمدارس يزيح عناءً كبيرا من على كاهل أولياء الأمور، لأن التعلم عبر المنصات التعليمية، ليس سهلا، ورغم أن التجربة كانت جميلة ومثمرة، إلا أنها قيدت أولياء الأمور كثيرا.
واختتم: من مميزات هذه التجربة أنها أعطت الأهالي الثقافة التقنية والتعلم على الحاسوب، وفي النهاية لا غنى عن التعلم الحضوري.
الإرشادات والتوجيه
تقدم ولي الأمر خليفة العويس بالشكر لحكومتنا الرشيدة، -حفظها الله-، على كل ما قدمته وتقدمه لمواجهة الوباء، وحرصها على سلامة الجميع، واصفا قرار العودة بـ«المفرح للغاية»، إذ يدعم المهارات الحياتية والتعليمية والمجتمعية للطلبة.
وقال: طلاب المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى اهتمام وتوجيه أكبر وتكثيف الإرشادات لهم قبل العودة، خصوصا ما يتعلق بالأمور الاحترازية.
الإعلان عن حملة تحصين الطلاب قريبا