تأثر الاتصال
ومرّ الأفراد والمؤسسات خلال العام 2020 بالعديد من التغييرات جرّاء الجائحة، كقيود الإغلاق التي فرضتها الدول في جميع أنحاء العالم، ما أثّر تأثيرًا خطرًا على نواحي الاتصال والتواصل في حياة الأفراد المعيشية والمهنية، وخلقت الظروف الجديدة تحدّيات مختلفة وعُزلة اجتماعية وافتقارًا في التواصل مع الزملاء في العمل. ووفقا للدراسة التي أجرتها «كاسبرسكي» بين العاملين في مجال تقنية المعلومات في 31 دولة، لمعرفة كيف تمكنت الشركات والأفراد من التكيّف مع الواقع الجديد، وكيف ترتبط أشكال العمل الجديدة برفاه الموظفين وصحتهم الذهنية على المدى الطويل، لم يتمكن 39 % من المشاركين في الدراسة من التكيّف مع العمل عن بُعد وما زالت تشعر بالعزلة أثناء العمل من المنزل بالرغم من أن أغلبية الموظفين نجحوا في التحوّل إلى عصر الاتصالات الرقمية، موضحة أن الشعور بالوحدة يساهم في إنهاك الموظفين أكثر من العوامل الأخرى المثبطة للهمم، كالإرهاق والقلق، فإن هذه الأرقام ينبغي أن تدُقَّ ناقوس الخطر للتنفيذيين ومسؤولي الشركات.
الاتصالات غير المؤسسية
وقد يتمثل أحد أسباب تكوين علاقات أفضل مع الزملاء، حسبما أفاد به أكثر من نصف المشاركين في الدراسة، في اللجوء المكثّف إلى خدمات الاتصالات غير المؤسسية، الذي تبيّن من خلال الاستطلاع أنه يتزايد.
وارتفع التواصل لأغراض العمل عبر خدمات البريد الإلكتروني غير المؤسسية من 67% إلى 69%، وارتفع استخدام تطبيقات التراسل غير المؤسسية من 61% إلى 64%، والبرمجيات غير المؤسسية الخاصة بتخطيط الموارد من 42% إلى 45%، ومنصات الاتصال المرئي عبر الإنترنت من 83% إلى 86%، وشبكات التواصل الاجتماعي من 67% إلى 70%.
مخاطر رقمية
وتكمن المشكلة في أن التواصل بأريحية وعبر سبل غير رسمية بين الزملاء يسهِّل الاتصال ويعطي الشعور بالترابط، ولكنه في المقابل يزيد من المخاطر الرقمية التي قد تتعرض لها الشركات؛ فتلك القنوات غير الرسمية، المعروفة باسم «تقنيات الظلّ» shadow IT لا تُوظَّف ولا يُتحكّم فيها من قِبَل أقسام تقنية المعلومات، وبالتالي فإنها قد تنطوي على المخاطر. وقال رئيس قسم أمن المعلومات لدى كاسبرسكي، أندري إيفدوكيموف، إن الموظفين عادة ما يلجؤون إلى استخدام أدوات إضافية في العمل لأسباب وجيهة، معتبرًا أنه لا حَرج في محاولة الموظفين التيسير على أنفسهم في إنجاز العمل وإجراء الاتصالات.
وأوضح أن الخدمات أو التطبيقات غير المؤسسية «لا تنطوي بالضرورة على المخاطر، ولكنها ليست بالضرورة آمنة أيضًا»، مشيرًا إلى أن «تقنيات الظل» لا تسمح لمختصي الأمن أو تقنية المعلومات بالاطلاع على الصورة الكاملة للبنية التحتية الرقمية المؤسسية.
جوانب مقلقة
وأضاف إيفدوكيموف: «تؤدي هذه الحالة إلى زيادة المخاطر؛ لأن القائمين على نظم الحماية لا يأخذون في الاعتبار الأدوات الرقمية غير المصرح باستخدامها عند تطوير نماذج التهديد ومخططات تدفق البيانات، ويضعون الخطط الدفاعية، إذ لا تتحكم أقسام تقنية المعلومات في الوصول إلى «تقنيات الظلّ»؛ ما يعني أن بإمكان الموظفين تعريض معلومات الشركة القيّمة للخطر، عند إضافة أعضاء خارجيين إلى محادثة عمل غير مصرح لهم بحضورها، أو عدم حذف زملاء العمل السابقين منها، على سبيل المثال»، متابعًا: «وتشمل الجوانب المقلقة الأخرى، اللا مبالاة في استخدام التطبيقات غير المصحّحة أو إعدادات الخصوصية الخطأ، والتي قد تؤدي إلى تسرّب البيانات. وعلاوة على ذلك، فإن التعامل مع المعلومات الشخصية عبر خدمات غير موثوق بها قد يتسبّب في إيقاع غرامات على الشركات نتيجة إمكانية حدوث انتهاكات للمتطلبات التنظيمية».
إرشادات واضحة
وأوصت كاسبرسكي الشركات لتأمين الاتصالات بين موظفيها، بوضع إرشادات واضحة حول استخدام الخدمات والموارد الخارجية. إذ يجب أن يعرف الموظفون الأدوات التي ينبغي لهم استخدامها وتلك التي يجب عليهم الامتناع عن استخدامها، ويعلموا أسباب ذلك، وإذا كان الموظفون يرغبون في استخدام تطبيق جديد للعمل، فيجب أن يكون هناك إجراء واضح لاعتماده من قسم تقنية المعلومات والأقسام الأخرى المسؤولة ذات العلاقة، موضحة أن تشجيع الموظفين على وضع كلمات مرور قوية لجميع الخدمات الرقمية التي يستخدمونها من شأنه أيضًا أن يحمي الاتصالات بين موظفي الشركة الواحدة.
كما أوصت بإعداد سياسة خاصة بالوصول إلى أصول الشركة، بما يشمل البريد الإلكتروني والمجلدات المشتركة والمستندات المشتركة عبر الإنترنت، وتحديث مزايا الوصول أولًا بأول وإزالة ميزة الوصول الخاصة بموظف ما إذا ترك الشركة، موضحة أن استخدام برمجية «وسيط أمني» خاصة بالوصول السحابي يساعد على إدارة نشاط الموظف ومراقبته ضمن الخدمات السحابية ويفرض تطبيق سياسات الأمن المعتمدة.
