يشخص الاحتراق الوظيفي من خلال متلازمة بثلاثة أبعاد:
1. مشاعر استنفاد الطاقة أو الإجهاد.
2. ارتباط الوظيفة بالمشاعر السلبية أو التهكم.
3. انخفاض الكفاءة المهنية.
قد يتعرض أي شخص للاحتراق الوظيفي بغض النظر عن العمر والجنس والقطاع، إلا أن هناك أعمالا وقطاعات مهنية هي أكثر عرضة لزيادة الضغوط النفسية من ضمنها:
· العمل المدفوع بتحقيق الأهداف.
· العمل الذي يستحوذ الموظف لشغفه به.
· العمل الذي يخل بالتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
· العمل الذي يقوم على تقديم المساعدة والخدمات للناس عندما يضعف فيه التقدير.
ومن أكثر المهن المعرضة للاحتراق الوظيفي بحسب الدراسات، التي قامت بها مؤسسات متخصصة في الموارد البشرية:
· المسؤولون التنفيذيون، الذين يركزون على المهام.
· الموظفون العاملون في مؤسسات غير ربحية.
· قطاع التعليم تحديدا المعلمون ومديرو المدارس من الجنسين.
· قطاع الصحة وتحديدا الأطباء والتمريض من الجنسين.
ولتشخيص المشكلة، فقد استطلعت مؤسسة غالوب ـ 7.500 موظف بدوام كامل، ولخصت أهم خمسة أسباب للاحتراق الوظيفي:
1. المعاملة غير العادلة في العمل.
2. ضغوط الوقت غير المنطقية.
3. عدم وضوح المهام الوظيفية.
4. ضعف المديرين في التواصل والدعم.
5. أعباء العمل، التي لا يمكن التحكم فيها.
وجميع تلك الأسباب إدارية وتنظيمية، وحلها يكمن بإيمان ودعم من القيادة العليا لإدارات الموارد البشرية لتحسين الإنتاجية وتقليل الخسائر المالية الناجمة عن الاحتراق الوظيفي.
ففي دراسة من جامعة ستانفورد عن تأثير الإجهاد في مكان العمل على التكاليف الصحية والوفيات في الولايات المتحدة تبين أنه يكلف قرابة 190 مليار دولار، ويتسبب في 120 ألف حالة وفاة سنوياً، وبدراسة أجرتها «الجمعية البرلمانية الآسيوية» وجدوا فيها أن الموظفين المصابين بالاحتراق الذاتي ذي عرضة بواقع 2.6 مرة أكثر للسعي للحصول على وظيفة مختلفة مقارنةً بالبقية، وأيضاً الأكثر طلبا للإجازات المرضية بنسبة 63 %، والأكثر زيارة لغرفة الطوارئ بنسبة 23 %، ولا يقتصر ذلك على الموظفين، بل حتى على القيادات تنضب بسببه طاقتهم، فيصعب عليهم التأثير وتقديم الدعم والمساعدة لموظفيهم، أو الآخرين.
والوقاية خير من العلاج، ولتشعب متلازمة الاحتراق الوظيفي، فهي بحاجة لمنظومة إدارية متخصصة تجمع بين العلاج الإداري والتنظيمي، وبين العلاج الصحي النفسي.
فمن العلاج الإداري معرفة سبب الاحتراق الوظيفي وحل مشاكل الموظفين ومنحهم حقوقهم والاستجابة لتظلماتهم، ومعالجة المشاكل، التي تتسبب في الاحتراق الوظيفي بصورة جذرية.
ومن الجانب النفسي، تقديم الاستشارات النفسية والاهتمام بسعادة الموظف، فرفاهية الموظف من الأدوات، التي تستخدم لتعزيز الولاء الوظيفي والاندماج والشراكة في برنامج تحسين جودة الحياة كجهة تنفيذية لتحقيق الرؤية بأهداف نوعية تعزز من ركائزها وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.
DrLalibrahim@