قصص الحياة، التي يحكيها لنا شخصا ما من واقعه، ويطلب مشورتنا تختلف اختلافا كليا عن تلك القصص، التي تحدثت عنها في أول مقالي لأنك هنا أُقحمت في ثناياها، ولم تكن قارئ أقصى ما يتوجب عليه التفاعل مع مشاعر الأحداث أو قطف ثمار الخبرة منها أو تحويلها لمادة للحديث والتحدث عنها.
قصص الحياة تلك قد تكون صاحب قرار في أحداثها ونصيحتك مسموعة في أحكامها، لذا تذكر أن لكل قصة من قصص الحياة بأنواعها وأنماطها زوايا نظر لراويها والمشاركين في أحداثها، ثم أنت وزاوية نظرك المبنية على خبراتك وعلى ما يصل إليك من أحداث ينقلها لك صاحبها وطريقة فهمك لها، حتى صاحبها يبقى فيه جانب لا يعلم حيثياته إلا الله قد يتوه عن دوافعه، فهو في جهل عن نفسه، وعن ثغرات حقيقة أهدافه أحيانا هو لا يستطيع استيعاب دوافع تصرفاته، وإن كان يظنها جلية، فبعض النفوس البشرية تحوي كثيرا من تعقيدات وأرضية من ذاكرة النشأة قد تكون الأصل في الدوافع ومتخفية خلف تلك الجلية، قد يكون الطرف الآخر له نسخته الخاصة من القصة وتختلف اختلافا كليا عن ناقلها متأثرا بدوافع ظاهره لا تمت بصلة عن بواطنها، لذا عندما تُطلب منك مشورة ورغبت في إعطائها كن معتدلا وضع الغائب موقع الراوي ثم انصح بخير ولا تشعل فتيل الشقاق، وتجنب وجانب واهجر النفاق، وبعد ذلك اجعلها على عتباتك تفنى.
وسأحكي لكم قصة قصيرة، فهي فن أدبي يستهويني وأحب الكتابة فيه وبدايتها، في يوم ما بعد غيابه عنها سألتها عن الحال!؟
فتحدثت وأسهبت ثم بكت وتوجعت ثم بدأت مرحلة الاستفهام وفيه تستفتيني سؤالا إثر سؤال، وقبل أن أُجيب تفند الجواب ثم بدأت تخفت الكلمات إلى أن انطفأت وبعد وهلة تمكنت من الكلام وأتمت الأحاديث.
قلت: الله يهديه، فبدأت تدعي له بقلب عامر بحبها، فقد غلبها الشوق ودعت أن يتسخر لها، فقد اشتعل الود وسألت الله بإلحاح أن تتثبت في عروقه فلا يسلاها.
قلت: آمين، ثم استأنفت الدعاء ودعت أن يفارقه نبضها لترتاح لتستكين.
قلت: آمين، فغضبت!؟ ففهمت علتها فذاك الشوق كثف دموع الحنين ونما في ربوعه لهفة وَلَه المشتاقين.
@ALAmoudiSheika