أعظم قوة دفع يمكننا ابتداعها هي الألم، الذي ينبع من الداخل وليس من الخارج، ومعرفتنا بأننا فشلنا بأن نعيش وفقًا للمقاييس، التي نريدها في حياتنا هو الألم الأقصى؟.
أحيانا تكون سلوكياتنا غير متوافقة مع مقاييسنا الشخصية أو الهوية، التي نحملها عن أنفسنا.. فإن الفجوة التي تكون بين (أفعالنا) وبين مَن نكون هي بحد ذاتها (دوافع) تستطيع مساعدتنا لإحداث التغيير الحقيقي الشمولي والأعظم، الذي نبحث عنه في حياتنا.. فالموضوع ليس عملية ضغط تحدث لنا من العالم الخارجي، بل الضغط الذي يتنامى لدينا من داخلنا ومن خلالنا نحن تجاه أنفسنا.. فالضغط الخارجي لطالما سوف تتم مقاومته بينما الضغط الداخلي لا مفر لنا إلا أن نواجهه.. إذًا نحن لا نتغير على الرغم من أننا نعي أحيانًا لأهمية حاجتنا لفعل ذلك لماذا يا ترى؟.. لأننا ببساطة نبدأ في ربط ألم أكبر تجاه التغيير من الألم، الذي قد نظل عالقين فيه إن لم نتغير.. ولكن لكي تحدث عملية التغيير الحقيقية لا بد أن نربط في أذهاننا فكرة أن التغيير سوف يصبح مؤلمًا بصورة لا تصدق بحيث يتجاوز عتبة كل الاحتماليات.. بينما يكون (التغيير) رائعا وباعثًا على السعادة والمتعة، ولكي تحصل هذه العملية الحقيقة لا بد لنا أن نبدأ في طرح أسئلة تبعث على الشعور بالألم مثلًا.. ما هو ثمن عدم تغيري؟ ماذا سوف أخسره في حياتي نهاية المطاف إن لم أسمح للتغيير أن يحدث في حياتي وينقلني إلى مرحلة وعي جديدة؟.
حينما نجرب أن نجعل الألم الناتج عن عدم التغيير يتغلغل في شعورنا بصورة فعلية وشديدة للحد الذي لا نستطيع بعده إلا أن نتخذ قرارا يبدأ هنا الضغط الداخلي بالحدوث!.. وإن لم تكن تلك المشاعر كافية يمكننا أن نركز على تأثير عدم التغيير على مَن نحبهم، فنحن غالبًا ما نبذل جهدا مضاعفا من أجل الآخرين أكثر مما نبذله من أجل أنفسنا، ماذا بعد؟ نحتاج أن نقوم بطرح أسئلة تربط الذهن بالمتعة، فنسأل أنفسنا اليوم ماذا إذا تغيرت كيف سأشعر حينها؟ ما هي قوة الدفع، التي سأحظى بها في حياتي إن استحدثت هذا التغيير؟ ما الذي يمكن أن أحققه من كل هذا التغيير؟ ما مدى السعادة، التي سأصل لها حينها؟ فمفتاح الأمور يكمن في جمعنا لاستجماع أكبر قدر من الأسباب أو ربما الأسباب الأفضل لضرورة حصول التغيير في حياتنا على الفور وليس لاحقًا!.
فتذكر بالنهاية إن لم يكن هنالك دافع حقيقي نابض ونابع من أعماقك للتغيير الآن، فإنه لن يكون لديك لاحقًا.. لماذا؟ لأن ما تملك أنت اليوم فقط هو (الآن) وليس (الحاضر)!
@hananco91