كعادتها هيئة البحرين للثقافة والآثار تهتم بمكامن الثقافة في وطننا العزيز الزاخر بالتاريخ والشواهد، التي تعكس مدى عراقة حضارته، مؤخراً انطلقت مبادرة الآثاري الصغير من تلال جنوسان بمملكة البحرين مع الدكتور سلمان المحاري مدير إدارة المتاحف والآثار بذات الهيئة بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية وبمشاركة الأطفال وذويهم لخلق وتعزيز وعي الشراكة المجتمعية تجاه صون التراث الأثري، كما يقول المحاري «تم إطلاق تلك المبادرة عن تجربة شخصية لقد عشنا طفولتنا نلعب مع الأصدقاء دون وعي وإدراك بتلك المناطق الغنية بالتفاصيل المجهولة كالتلال الشامخة والقبور المكشوفة وغيرها تحمل الكثير من الآثار الثمينة، التي تعبر عن تراثنا الوطني الأصيل، وتعكس هويتنا البحرينية بمختلف الحقب الدلمونية والتايلوسية على سبيل المثال».
البعض يجهل أهمية التنقيب وتوابعها، التي ستنعكس حتما بشكل إيجابي على الأجيال، ونحن مهمتنا اليوم أن نحافظ على التراث الثقافي والأثري ونورثه للأجيال بحرفية ومصداقية تامة والأهم أن تلك الأنشطة والزيارات الميدانية تخلق نوعا من الفضول، الذي يدفعهم لتعلم طريقة الحفر بخطواتها الدقيقة غير العشوائية أثناء التنقيب والشعور بمسؤولية الحفاظ على كل ما تحمله الأرض من ملامح أثرية تعتبر كنزا ثمينا لا يفرّط به، كما يشدد المحاري أن عملية التنقيب يجب أن تكون بتأنٍ تام حتى تتفادى الترميم للقطعة الأثرية، التي قد يتم اكتشافها لاحقاً، ومازال هناك الكثير والمزيد من هذا العالم الممتع يحمل أسرار أجدادنا وأرضنا التي نعتز بها، كما أعتبره أنه العملة الصعبة في زمن التطور والتكنولوجيا.
@DalalAlMasha3er