خطابات المسؤولين
وأضاف الراعي بشارة: «جميع أصدقاء لبنان وأشقائه يؤمنون بحياد لبنان، ولكن المؤسف أن هذا المفهوم المنقذ يغيب تماما عن خطابات المسؤولين»، ويتابع: «لا لقرارات مالية وضرائب مموهة في الموازنة».
وشدد بالقول: «قد سبق وأعلنا أن الحياد ملازم وجود لبنان، وهو ملح أي نظام سياسي عندنا، أكان مركزيا أم لامركزيا أم أي شكل آخر، ويحصر الخلافات، ويزيل أسباب النزاعات، ويوطد الشراكة الوطنية بين جميع المكونات، وينقي علاقات لبنان مع محيطه والعالم، ويضعه على نهج السلام الأصيل الذي هو أساس دوره ورسالته».
وكان لـ«حزب الله» بخطاباته العبثية الموجهة إلى دول الخليج، دور كبير في التردي الاقتصادي كما السياسي الذي يشهده لبنان.
وأصاب الشلل البنوك التي تعد محورية للاقتصاد القائم على الخدمات، وعجز أصحاب المدخرات عن سحب أموالهم بعد أن حالت الأزمة بينهم وبين حساباتهم الدولارية، أو قيل لهم إن الأموال التي يمكنهم السحب منها الآن لم تعد تساوي سوى جزء صغير من قيمتها الأصلية.
وانهارت العملة اللبنانية، مما دفع قطاعا كبيرا من السكان إلى صفوف الفقراء.
كان أحد المصادر الرئيسية للدولار هو تحويلات ملايين اللبنانيين الذي سافروا للعمل في الخارج، وحتى في الأزمة المالية العالمية عام 2008 واصل المغتربون اللبنانيون تحويل الأموال إلى البلاد.
وقصة الانهيار المالي الذي شهده لبنان منذ 2019 هي قصة انحراف رؤية لإعادة بناء دولة بفعل سوء الإدارة عندما عمدت النخبة الطائفية للاقتراض دون ضوابط تذكر.
احتيال منظم
وفي ظل معاناة متواصلة من انقطاع للكهرباء وأزمات الوقود والدواء وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وصف البعض النظام المالي في لبنان أنه احتيال منظم على المستوى الوطني على غرار خطة «بونزي» الهرمية، والتي يتم فيها اقتراض أموال جديدة لسداد مستحقات الدائنين الحاليين، وتفلح هذه الخطة في تحقيق مآربها إلى أن تنفد الأموال الجديدة.
وبعد الحرب الأهلية عمد لبنان إلى موازنة دفاتره بإيرادات السياحة والمساعدات الخارجية وحصيلة إيرادات القطاع المالي ودعم دول الخليج العربية التي مولت الدولة بدعم احتياطيات البنك المركزي.
غير أن وتيرة التحويلات بدأت تتباطأ بدءا من 2011، عندما أدت الخلافات الطائفية في لبنان إلى مزيد من التصلب السياسي، وانزلق جانب كبير من الشرق الأوسط وخاصة سوريا المجاورة إلى حالة من الفوضى.
في غضون هذا، زار وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، لبنان، حاملا رسالة خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان، بحسب تصريحات له بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون.
كما قال الصباح: «اللبنانيون الآن بصدد دراستها، وإن شاء الله يأتينا الرد قريبا، ولبنان ساحة أمل للجميع وليس منصة عدوان»، وأضاف: «طالبنا بألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وأن يكون عنصرا متألقا وأيقونة مميزة في المشرق العربي، ولا توجه للتدخل في شؤون لبنان».