اندجاني: أسباب عديدة وراء توقف القلب المفاجئ
وقال طبيب الأسرة الدكتور أحمد اندجاني، إن نوبة توقف القلب المفاجئة هي فقدان كامل ومفاجئ لوظيفة القلب والتنفس وفقدان الوعي.
وأضاف: «تختلف نوبة توقُّف القلب المفاجئ عن النوبة القلبية التي يتوقف فيها تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب».
وأوضح: «حدوث هذه الحالة نادر جداً خلال المنافسات الرياضية، وتحدث لأسباب قلبية متعددة، وفي بعض الحالات لا يتوصل لسبب معين».
وتابع: «في الرياضيين الناشئين، أكثر الأسباب شيوعاً هي الأمراض الوراثية التي تؤثر على عضلات القلب، واضطرابات في النظام الكهربائي للقلب، بالإضافة إلى العيوب القلبية الموجودة منذ الولادة (مرض القلب الخلقي)، وأيضًا التهاب عضلة القلب».
وأردف: «أما في الرياضيين البالغين من العمر ٣٥ سنة وأكثر، فيعتبر متلازمة الشريان التاجي الأكثر شيوعاً، وهو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الحالات المصاحبة لانخفاض تدفق الدم المفاجئ إلى القلب التي قد تؤدي إلى النوبة القلبية».
وعن الوقاية منها، أكد: «يجب الالتزام بالكشف الطبي والمتابعات الدورية للفحوصات الطبية، وإعلام الفريق الطبي في حال وجود أي أمراض وراثية أو حدوت نوبة توقف القلب المفاجئ لأي من أفراد العائلة، وكذلك عدم ممارسة الرياضية خلال الإصابة بالعدوى الفيروسية، والتقيد بالتوصيات الطبية من عمل فحوصات طبية كالأشعة وغيرها إذا تطلب ذلك».
وتابع حديثه بالقول: «يوجد بعض القلق عند الرياضيين حول علاقة إصابة كوفيد وأخذ اللقاح بحدوث نوبة توقف القلب المفاجئ وزيادتها بالآونة الأخيرة».
وأتم: «بناءً على إحصائية فيفا العالمية، لا توجد زيادة في الحالات بمنافسات كرة القدم منذ بداية الجائحة وحملات اللقاح مقارنةً بقبل بداية الجائحة. بالواقع، لا توجد حتى الآن تقارير طبية تثبت أن كوفيد أو اللقاح هو سبب حقيقي ومباشر للإصابة بنوبة توقف القلب المفاجئ».
الغزال: الوقاية أمر أساسي
وقال أخصائي العلاج الطبيعي الدكتور مجتبى الغزال إن 90 % من الذين أصابتهم سكتة قلبية في الملاعب كانت بأسباب متعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية في عمر أقل من 25 سنة وذلك بسبب أمراض وراثية أو تشوهات منذ الولادة مثل وجود ثقب القلب وتشوهات خلقية في صمامات القلب.
وأردف: «أما اللاعبون الأكبر سنا فموتهم في الملاعب بسبب الاضطرابات في الشرايين التاجية التي تغذي عضلات القلب ومن أهم أسباب الموت المفاجئ للاعبين الشباب هو اعتلال في عضلة القلب الذي يمثل 40 % من الموت المفاجئ للشباب في الملاعب سواء كان تضخما في عضلة القلب أو اضطرابات في ضربات القلب».
وأضاف: «الوقاية تكمن في الفحص الطبي للاعبين في بداية المواسم بمعايير عالمية معترف بها في الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث يتم فحص اللاعبين فحصا شاملا يتضمن عرض اللاعبين على استشاري قلب».
واختتم: «بما أننا نمر بجائحة كورونا فاللاعبون المتعافون من كورونا يتم فحصهم عند استشاري القلب لمعرفة إذا ما تأثير الفيروس على القلب».
الشريف: الفحوصات سهلة وغير مكلفة
وأكد أخصائي العلاج الطبيعي وتأهيل الإصابات الرياضية في مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، الدكتور خالد الشريف أهمية الفحص مبكرا للرياضي وعمل فحوصات مفصلة للقلب والدورة الدموية وذلـك قبـل الانخراط في التدريبات وللتنويه لأن فحوصات القلب سهلة وغير مكلفـة ومنهـا على سبيل المثال الفحص عن طريق التصوير باستخدام الرنين المغناطيس لعضلة القلب MRI والشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب والتي تكشف عن التغيرات التي تحدث داخل القلب وكذلك الفحص عن طريق عمل تخطيط كهربية القلب باستخدام جهاز ECG لمعرفة التاريخ الطبي للرياضيين بدقة.
وأردف: «يجب على الرياضي أو ولي أمره أن يشارك المسئول الرياضي عن معلومات عـن حالته الصحية حفاظا على سلامته لكـي يـتمكن مـن ممارسة رياضته المفضلة بأمان».
تابع: «من المهم جدا وجود كادر طبي متخصص في عـمـل اختبارات تمارين الجهـد (Exercise Physiologist) في مرحلة تسجيل الرياضيين والإعداد قبل ممارسة الرياضي رياضته المفضلة».
واسترسل: «من الأسباب وجود مشاكل أو اعتلالات في القلب مثل تضخم عضلة القلـب والـذي يشكل تقريبـا ما يقارب 36 % مـن حـالات المـوت المفاجئ للرياضيين».
وأفاد: «كذلك وجود تشوهات في شرايين القلب كضيق الشريان على سبيل المثال مما يسبب انخفاض تروية عضلة القلـب بالـدم، حيث إن الرياضـي يتعرض إلى جهـد عـال، وهـذا يتطلب أن تعمل الشرايين بأعلى كفاءة لإيصال كمية الدم إلى عضلة القلب».
وأتم: «منطقة تعرض منطقة الصدر من جهة منطقة القلب لضربة شديدة ولكنها من الأسباب نادرة الحدوث، وكذلك استخدام العقاقير المنشطة»
زادت في الآونة الأخيرة حالات الإصابات المفاجئة والنوبات القلبية لممارسي الرياضة أثناء ممارستهم للرياضة سواء على صعيد لعبة كرة القدم أو الألعاب الأخرى، والتي تعود لأسباب مختلفة ولكنها مخيفة بنفس الوقت وبحاجة إلى أمور يجب على الرياضي الالتزام بها حتى يقي نفسه من مثل تلك الإصابات.
و«الميدان» استطلع الآراء الطبية حول هذه الظاهرة التي زادت بشكل مخيف بسؤال عدد من الأطباء المختصين للحديث عن هذه الظاهرة وأسبابها أو طرق الوقاية منها.