تبذل المملكة العربية السعودية جهودا حثيثة في مكافحة المخدرات والحد من أضرارها وخطورتها على الفرد والمجتمع، ومحاربة هذه الآفة التي تعد واحدة من أخطر المشاكل التي تعاني منها العديد من المجتمعات حول العالم، ولم تعد أضرارها تقتصر على الفرد المتعاطي فقط، بل أصبحت تتجاوز حدود الفرد، وامتدت إلى الأسرة والمجتمع ككل، وباتت داء خطيرا يتوجب التعامل معه بحذر وحسم. وتأتي الخطورة لهذه الآفة في ظل «حرب المخدرات» التي تديرها مافيات عالمية بعد أن أصبحت تجارة ومصدر تمويل لبعض الدول الإرهابية، التي تمارس تجارتها من خلال عمليات التهريب ومحاولاتها لدخول المملكة، في ظل الجهود الكبيرة المبذولة من الجهات المختصة لإحباط هذه العمليات والتي نجحت خلالها هيئة الزكاة والضريبة والجمارك خلال العام الماضي في ضبط أكثر من 190 مليون حبة، كان من أبرزها حبوب الكبتاغون التي شكلت النسبة الأكبر من مضبوطات الحبوب المخدرة، ونحو 37 ألف كيلوجرام من المخدرات كالحشيش والهيروين والكوكايين والقات وغيرها، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، من المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمديرية العامة لحرس الحدود. ومن هنا.. أصبحت المخدرات من أخطر القضايا التي تهدد أسرنا وشبابنا، وقد تنوعت أشكال المخدرات وأنواعها فهي من أخطر الآفات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمعات لما لها من آثار سلبية جسيمة على كل من الفرد والأسرة والمجتمع، لذا وجب علينا زيادة الوعي لحماية أسرنا وشبابنا بكل الوسائل والأساليب.
وقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها بالنصوص القرآنية والسنة النبوية وإجماع الأمة، كونها مفسدة للضرورات الخمس،، قال الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)) المائدة 90، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أسكر كثيره فقليله حرام» وقوله صلى الله عليه وسلم «حرام على أمتي كل مفتر ومخدر».
وبما أن الفرد يعد نواة الأسرة والمجتمع، فلا بد من تعريفه وتذكيره وبشكل مستمر بالأضرار المترتبة على تعاطي المخدرات وأسباب تعاطيها وطرق الوقاية والعلاج منها. وهنا يأتي دور الأسرة والمجتمع متمثلا بالمدارس والجامعات والقطاع غير الربحي مثل جمعية تعافي الخيرية المتخصصة للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية وتساهم في نشر التوعية بين أفراد المجتمع، ومساعدة من يعاني منهم من شبح تعاطي المخدرات بالطريقة العلمية والمبتكرة الصحيحة كما تقوم على احتواء المتعافين من الإدمان والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاح ومساعدة أسرهم، وذلك لمواجهة ظاهرة الإدمان لذلك وجب على الأسرة المتابعة المستمرة لسلوك الأبناء، واستيعاب طاقاتهم وتوجيههم لممارسة الأنشطة المختلفة،، ومساعدتهم على اختيار الأصدقاء، فالعصبية والعزلة والكسل وفقدان الشهية والكذب والسرقة من المؤشرات التي تدل على أن هناك خطورة على الأبناء يجب تدخل الأسرة فورا والتواصل مع الجهات المعنية بكل جراءة وشجاعة قبل أن تتفاقم المشكلة وتخرج عن السيطرة. في الحقيقة نحن نفخر بما تقدمه المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالشراكة والتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وكافة الجهات ذات العلاقة في المملكة من جهود في توعية الشباب وتثقيفهم في كل ما يتعلق بالمخدرات من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وشبكات التواصل الاجتماعي، ولا نزال نتطلع للمزيد من الجهد والعطاء من أجل مكافحة هذه الآفة وبكافة الوسائل الممكنة.
@khalid_ahmed_o