وكمثال عملي على الترغيب يذكر في التعليم أن سياسة الضرب بالعصا أثبتت فشلها، وسبق أن نظرنا إلى أسبابها ومسبباتها ووجدنا أنها لم تحقق الهدف المرجو من ذاك العقاب فأزلناها وإلى ما هو أفضل. والأمثلة على الترهيب كثيرة ومن أمثلتها اتباع سياسة زيادة عنصر التكلفة على المنشآت والمؤسسات وكما مع الحد الأدنى للأجور وليس هو الحل وإلا لتحققت السعودة ومنذ فترة طويلة من الزمن. كما يمكن للقطاع الخاص ببساطة رفع تكلفة السلع والخدمات لتغطية الفرق بينما يستمر التحويل من العمالة الوافدة للخارج مستنزفة المليارات من الاقتصاد ومن إيرادات النفط بالعملات الأجنبية.
وعلى العكس الرسوم للعمالة الوافدة أو من تلك الألوان المتغيرة من برامج السعودة تأتي ككلفة إضافية على قطاع الأعمال ولا تخدم التنمية ولها وقع سلبي على متخذ القرار لدى القطاع الخاص الاستثماري والمثل يقول «إذا أردت أن تطاع اطلب المستطاع». فالترغيب هو المطلوب وليس الترهيب وإلا لأصبح ضرب الأطفال بالمدارس هو الخيار الأفضل للتعليم. وهناك العديد من الحلول دون الترهيب إلا أنها تحتاج لتضافر الجهود من قطاعات متعددة.
ومن الأمثلة الناجحة السعودة القطاعية بالتضامن مع مواءمة التعليم والتدريب. ولقد رأينا فعاليتها في شركة سابك وأرامكو السعودية فهم من خلال برامجهم بالتضافر مع برامج التدريب والتعليم استطاعوا تأهيل كادر سعودي كلنا نفتخر بإنجازاتهم.
ويطالب القطاع الخاص بالسعودة دون وجود برامج تدريب أو تأهيل كما في قطاع المطاعم وغيره من القطاعات. فليس هناك معاهد مهنية متخصصة بقص اللحوم أو كافيه لتعلم فن الطبخ لتغطية احتياج الآلاف من المطاعم. فتكاد تنحصر السعودة في الاستقبال أو الكاشير بينما جل الوظائف هي بأعمال التحضير للأطعمة. وكذلك نرى ذات الأمر في وظائف المشاغل النسائية على كثرتها أو في الصالونات الرجالية كما نراها تتكرر في الفنادق وغيرها من القطاعات الخدمية.
وليس هناك مواءمة للتعليم واضحة المعالم وكافية وإلا لأصبح كل التمريض بمستشفياتنا يقوم به أبناء وبنات الوطن. وهناك الآلاف من الفرص الوظيفية الشاغرة للوافد بسبب عدم وجود مثلها من تخصصات أو من كفاية خريجين بالجامعات السعودية. وقد شاهدنا أداء قطاع التمريض السعودي من خلال جائحة الكورونا الرائع بكل المقاييس فهم يستحقون منا الإشادة من كفاءة متناهية كلنا نفتخر بوجودها بين ظهرانينا.
ويمكن إن نظرنا إلى الترغيب يمكننا تزويد القطاع الخاص بمميزات عند السعودة من خفض الرسوم بشكل مؤثر أو من إزالتها عن السعودة بنسب عالية. كما يمكن بالإضافة دعم قطاع التأهيل والتدريب بتيسير قروض في قطاعات محددة حسب الدراسات لتلك الوظائف.
السعودة الشاملة الكاملة بالنهاية هي الآمال والتطلعات ومع تضافر الجهود والهمم من القطاعات المختلفة كل شيء سوف يتحقق بإذن الله.
@SaudAlgosaibi