وهي تلك التفاصيل التي خلقت الخصوصية المؤثرة في كل تجربة وقادتها نحو النضج بتفرد باحث وطموح مستمر، ولعلنا من خلال هذا الرأي لا نسعى إلى أن نقدم لمحة تاريخية عن الفن التشكيلي السعودي، بقدر ما نلمح لهذه الميزة ونحن مقتنعون بها وبجمالياتها التي عبرت وتعبر عنا بعمق هويتنا الثابتة، خاصة وأنها تجارب فتنت كل عابر من حدود الجغرافيا إلى عمق الأمكنة في وطننا والتجارب المعبرة عنه وهذا ما يشيد به دائما الشيخ سلطان القاسمي ويعبر عنه دوما وعند كل زيارة له للمملكة، معتبرا أن السعودية ثرية بتجاربها التشكيلية وعميقة بتجريبها وحرة في توثيق ذاكرتها البصرية دون مبالغات التأثر العربي أو الغربي بمدارسه الفنية بل بالاستفادة والتطويع.
فمن خلال زيارته الأخيرة للمملكة ومشاركته بتقديم محاضرة عن «السياسة في الفن العربي الحديث» ضمن فعاليات ملتقى أقرأ الإثرائي، والتقائه بشباب أقرأ طلاب الجامعات والمرحلة الثانوية، مؤكدا لهم «مكانة الفن السعودي وقوته.. ويحق لكل سعودي أن يفتخر بفنانيه وبتجاربهم البصرية وهذا الحق يبني التكامل بين الفنان ووطنه وضرورته ودوره في البناء الثقافي والانتصار للهوية التي من شأنها أن تكسب التجربة التشكيلية السعودية خصوصياتها المتفردة».
فهو بهذا التصريح أو الاعتراف لا يقف عند حصر التجربة التشكيلية بل عند مستوياها ونهضتها خاصة في الفترة الأخيرة التي تركز فيها الاهتمام وتدعم فيها التواصل وخلقت فيها منافذ البحث والإنجاز والمنافسة والمواكبة، حتى جعلت الفنان السعودي شريكا حقيقيا في صناعة الهوية الثقافية الوطنية من خلال رموزه وخاماته ومواكبته ومقترحاته ومعارضه المتنوعة، إضافة إلى إيمان المؤسسات الثقافية ووزارة الثقافة، بقدرة الفنان السعودي ودوره في خلق الحراك الفني المرجو ودفعه لمستوى الوعي العام في المجتمع السعودي خاصة وأن القيادة الحكيمة للمملكة اعتبرته شريكا وسعت لتشجيع المنجز الفني السعودي وتكريم الرواد وخلق همزة وصل بين الأجيال الفنية من أجل تسيير الحركة البصرية نحو اكتمالاتها الجمالية.
@yousifalharbi