وبفضل برنامج اكتفاء تمكنت أرامكو من تحقيق نقلة كبيرة في زيادة المحتوى المحلي تمثلت في توجيه 59 % من إنفاقها خلال العام 2021م إلى الموردين المحليين ليكون الإنفاق داخل اقتصاد المملكة، مقارنة بـ 35 % عند إطلاق النسخة الأولى من البرنامج في العام 2015م.
ويسلط منتدى اكتفاء، الذي يعقد تحت شعار «تمهيد الطريق للنجاح الاقتصادي»، الضوء على كيفية استمرار الشراكات مع أكثر شركات الطاقة واللوجستيات والتصنيع نجاحا في العالم، وفرص تعزيز بيئة النظام التجاري المحلي، وتمكين الإمداد الموثوق للطاقة للعالم.
ويحوي نموذج (اكتفاء) العديد من العناصر الأساسية مثل الابتكار والاستدامة، حيث يتميز باحتضانه للتقنيات الجديدة وتشجيعه لشبكات لوجستية أكثر فعالية، وتركيزه على إطار اقتصاد الكربون الدائري، كما يشكل الأمن السيبراني أيضا إحدى أولويات البرنامج بضمانه توفير الحماية القوية لأرامكو السعودية وشبكة مورديها والمقاولين من أي تهديدات سيبرانية ويحافظ على استمرارية الأعمال.
فرص تجارية جديدة للشركاء المحليين والدوليين
أكد رئيس مجلس إدارة أرامكو، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان أن برنامج اكتفاء أدى إلى إنشاء قاعدة صناعية تنافسية في المملكة، حيث يتم التصدير حاليا إلى نحو 40 دولة، مشيرا إلى أن البرنامج منذ إطلاقه في 2015 حقق نجاحا كبيرا، إذ ارتفع المحتوى المحلي في سلسلة التوريد في أرامكو من 35 % إلى ما يقرب من 60 % في آخر إحصاء، إضافة إلى إنشاء سلسلة إمداد أكثر كفاءة وموثوقية وأقوى للشركة.
وأضاف الرميان: إن برنامج اكتفاء أثبت نجاحه ليس فقط لأرامكو، ولكن لجميع الشركاء المعنيين، مشيرا إلى أن البرنامج يعمل على خلق فرص تجارية واستثمارية جديدة وموسعة في المملكة للمشاركين المحليين والدوليين بما في ذلك فرص بعيدة عن النفط.
وأشار رئيس مجلس إدارة أرامكو إلى أن استثمارات اكتفاء اجتذبت نفقات رأسمالية تقدر بنحو 7 مليارات دولار حتى الآن.
180 فرصة استثمارية بقيمة 15 مليار ريال
أوضح رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين الناصر أن المنتدى حرص على توطين الصناعات والخدمات المرتبطة بصناعة الطاقة بشكل عام وأيضا توفير الفرص للمستثمرين، مبينا أن بيئة المملكة جاذبة للاستثمار بسبب بنيتها التحتية وقربها من مصادر الطاقة، مشيرا إلى أن نحو 180 فرصة استثمارية بقيمة 15 مليار ريال يستعرضها المنتدى بمقومات عالية للنجاح ونعمل مع شركائنا على تسخير كل التسهيلات بمشاركة أكثر من 12 قطاعا حكوميا ستساعد الكثير من المستثمرين على فهم متطلبات التوسع الاستثماري في المملكة.
وأضاف الناصر: إن برنامج اكتفاء حرص على توفير المنتجات والخدمات داخل السعودية وعلى الصادرات خارج المملكة والشركات المشاركة نجحت في تصدير الكثير من المنتجات، ووصولنا اليوم إلى 57 % من ناحية التوطين ونتطلع إلى الوصول إلى 70 % في 2025، وترك الجزء المتبقي للمنتجات التي يصعب توطينها في الوقت الحالي والوصول إلى 70 % يعتبر مؤشرا جيدا.
وقال الناصر: إن الجافورة حقل غير تقليدي عملنا على تطويره بالتعاون مع وزارة الطاقة لإنتاج يصل إلى 2 مليار قدم مكعب في 2030، ومن ميزة الغاز غير التقليدي في جافورة هو المنتجات الأخرى والغازات المصاحبة له والسوائل ولها مردود اقتصادي، وتطوير الحقل يتطلب أعمالا كثيرة من مختلف الشركات العالمية التي توطن صناعاتها في المملكة، والمملكة نجحت في تطوير الغاز غير التقليدي بكميات كبيرة خارج أمريكا ولكن بسعر منافس وباستخدام مياه البحر في أعمال الحفر، وكل الأعمال التي ستنشأ بناء على تطوير حقل جافورة ومقدمي الخدمات فيها سيكون الأعمال التوطين فيها أيضا 70 % من عام 2025 م.
نقلة نوعية لتوطين الصناعات
قال المحلل الاقتصادي عبدالله الجبلي: إن معرض اكتفاء يعد نقلة نوعية، ويعكس توجه أرامكو لتوطين الصناعات، مشيرا إلى أن أرامكو يندرج تحت مظلتها العديد من الصناعات، التي تتطلب التوطين لضمان استمراريتها، فيما يعد توطين تلك الصناعات منهجا أمنيا قبل أن يكون استثماريا. وأضاف: إن اليوم خرج من تحت مظلة أرامكو شركات كبيرة، خرجت صناعات متنوعة، فضلا عن شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودي، التي كان اعتمادها على مشاريع أرامكو، مشيرا إلى أن تلك الشركات أصبحت تسهم في الناتج المحلي الإجمالي. وأشار إلى أن بعض الشركات انتقلت من المحلية إلى العالمية، إذ بدأت من اكتفاء واليوم تنقل خدماتها وصناعاتها للخارج، إذ تمكن «اكتفاء» أن يكون مركزا لإنتاج الصناعة الوطنية وتوجيهها للخارج.
تجربة محلية تلهم دول العالم
أكد الباحث في إستراتيجيات الطاقة نايف الدندني: إن برنامج اكتفاء يحظى بتميز ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي، إذ بدأت دول العالم استنساخ نفس النسخة التي أسستها أرامكو، من خلال برنامج تنافسي يعظم الفائدة من المحتوى المحلي، ويزيد نسبة المحتوى المحلي وسلاسل الإمداد، مشيرا إلى وجود زيادة في الأنشطة بعد توقيع 50 مذكرة تفاهم ووجود نحو 9 آلاف مشارك في المنتدى.
وأضاف: إن المنتدى أصبح الحدث الأكبر في عالم المحتوى المحلي وتحسين سلاسل الإمداد بما يخدم الاقتصاد المحلي.
9 اتفاقيات و10 فائزين بجوائز اكتفاء
ووقع برنامج اكتفاء اتفاقية مع شلمبرجير تتضمن شراكة حول الريادة في مجال المناخ والرقمنة من خلال مبادرات التوطين، إضافة إلى شراكة مع «كاميرون، تكنيب إف إم سي، بيكر هيوز» تتضمن اتفاقيات مشتريات محلية لمعدات فوهات الآبار، واتفاقية مع «لارسن وتوبرو» تشمل توطين تصنيع أوعية الضغط، فضلا عن اتفاقية مع «ساذرلاند قلوبال سيرفسز» لتوطين خدمات المدينة الذكية، وشركة التوليد المشترك في تناقيب، وهي اتفاقية توليد مشترك وتحلية مياه في تناقيب، إلى جانب اتفاقية مع هانيويل لتوطين حلول التشغيل الآلي للعمليات، وشركة الفنار تتضمن تعاونا استثماريا في ألياف الكربون.
ومن ناحية أخرى توج عدد من الفائزين بجوائز برنامج (اكتفاء) لعام 2022: ففي جائزة أعلى أداء إجمالي في برنامج اكتفاء، فاز بها في قطاع الخدمات: شلمبرجير الشرق الأوسط، وفي قطاع الإنشاءات: سي إيه تي إنترناشونال وفي قطاع التصنيع: الخريف للبترول.
وأما جائزة الأفضل في التدريب والتطوير فتوجت بها شركة هاليبرتون، وجائزة الأفضل في تطوير الموردين توج بها شركة بيكر هيوز، وجائزة الأفضل في السعودة في قطاع التصنيع: أرسيلورميتال، وفي قطاع الخدمات: شركة الحفر العربية، وجائزة الأفضل في توظيف النساء فاز بها «التميمي جلوبال»، وجائزة الأفضل في الصادرات، في قطاع التصنيع: فاز بها البابطين للطاقة والاتصالات، وفي قطاع الخدمات: شركة أرامكو نابورس للحفر.
ناقشت الجلسة الأولى من منتدى اكتفاء إبراز دور برنامج اكتفاء والمردود الإيجابي لتوجهات دعم المحتوى المحلي في تطوير سلاسل الإمداد ورفع مستويات اعتماديتها ومرونتها.
وسلط المتحدثون الضوء على نجاح اكتفاء في الحد من تبعات التذبذب الذي ألقى بظلاله على سلاسل الإمداد جراء جائحة كوفيد-19.
وحضر الجلسة كل من النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج أرامكو ناصر النعيمي، وكبيري رؤساء بعض الشركات. وتناول المتحدثون في الجلسة الثانية: تطوير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والأمن السيبراني المستدام، فيما ناقشت الجلسة نماذج وسياسات الحوكمة، إضافة إلى التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في المجالات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والأمن السيبراني الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة وعلاقتها باستدامة منظومة الإمداد.
تطوير سلاسل الإمداد وحوكمة الشركات