وأشار فتفت إلى أن عهد ميشال عون هو أفشل عهد في تاريخ لبنان، وهذا العهد يتحمل مسؤوليته «حزب الله»، فعون و«التيار الوطني الحر» هما مجرد أداة في يد «حزب الله».. فإلى نص الحوار:
- أطلقتم مجلسا لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، ما برنامج عملكم؟
ـ مر على تاريخ لبنان احتلالات عديدة بدءا من الاحتلال الفرنسي إلى الإسرائيلي إلى السوري، وفي كل مرة كانت المنصة الوحيدة التي تمكنت من إنهاء وإخراج الاحتلال هي نوع من وحدة وطنية عابرة للطوائف والمناطق، لهذا فأول أمر نستند عليه هو تأسيس منصة وطنية عابرة للمناطق والطوائف، وأعتقد أنه كخطوة أولى نجحنا بها ولو جزئيا على صعيد التكوين، أما المرحلة الثانية فهي التواصل مع الاغتراب ولقد بدأنا في هذه المرحلة من خلال انطلاق للفكرة ذاتها في الاغتراب الأوروبي وتم تكليف شخص مسؤول في فرنسا لجمع أصحاب التوجه ذاته على صعيد الاغتراب، أما في الداخل اللبناني سبق وأعلنا أننا لسنا تجمعا انتخابيا وليس لدينا مرشحون باسمنا للانتخابات، ولهذا نحن قادرون على أن نكون صلة تواصل مع كل الأطراف السيادية، لأنه شعرنا أنه في المرحلة الأخيرة أصبح هنالك تغير نوعي حتى في الخطاب السياسي.
- هل تعتقد أن اللبنانيين باتوا يدركون أنهم تحت الاحتلال الإيراني؟
لقد أصبحت فكرة الاحتلال الإيراني واضحة للناس، فهذا الاحتلال بطريقة غير مباشرة ومن خلال ميليشيات مسلحة، وهذه ليست فكرة جديدة ولسنا من أوجدها بل الأمم المتحدة، بل هو موجود سياسيا وقانونيا، كما حصل تطور كبير جدا عندما زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبنان، وتقدم له خمسة رؤساء سابقون بمذكرة تضمنت كل البنود التي تتعلق بالتركيز على أن أي حل في لبنان يكون باعتماد الدستور واتفاق الطائف والالتزام بالشرعية العربية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها 1559. ليس لدينا معركة كحزب لبناني يمثل طائفة أو يسعى لأن يكون مكونا سياسيا أبدا، لدينا مشكلة مع سلاح «حزب الله» وممارساته الأمنية وغيرها، ومحاولة تعطيل المؤسسات الدستورية، لهذا فإن أفقنا واضح وصريح ونكون قد أسسنا جبهة داخلية وطنية ومن ثم ننطلق باتجاه الأشقاء العرب.
- هل فعلا يعيش اللبنانيون في دويلة «حزب الله»؟
عندما نعود إلى الممارسات من العام 2011 حتى اليوم، وضع «حزب الله» يده على الاقتصاد اللبناني والدولة وبدأ الانهيار، هنالك أناس يعتقدون أن الانهيار قد بدأ في 17 أكتوبر 2019، لا بل في الانتفاضة حصل الانفجار الاقتصادي ولكن الانهيار بدأ منذ العام 2011، فكل المؤشرات الاقتصادية والمالية منذ العام 2011، توضح ذلك. أما في السياسة فـ «حزب الله» بعد اجتياح بيروت في العام 2008، عمليا حيد المؤسسات الأمنية ووضع نفسه في مكان المقرر، بعد العام 2011 بدأ بالتسويات السياسية وصولا إلى وضع يده على المجلس النيابي عن قانون الانتخابات وعبر فرض انتخاب رئيس الجمهورية الذي يريده وأخيرا يحاول وضع يده على القضاء متجاهلا كل المعطيات ومصالح المواطنين اللبنانيين، فنجده يسعى إلى قطع علاقة اللبنانيين بالدول العربية والغربية. نعم نحن لا نعيش في دويلة «حزب الله»؛ لا بل في دولة «حزب الله»، وأصبحت الدولة اللبنانية هي الدويلة.
- هل سيتوسع هذا المجلس ليشمل أطرافا سياسية أخرى؟
من يدخل إلى المجلس فإنه يدخل بصفته الشخصية ولو كان لديه انتماء حزبي، كلنا موجودون في المجلس بصفتنا الشخصية، وليس لدينا مانع أبدا إن كان هنالك أي طرف سياسي إذا يلاقينا على النقاط التي أعلناها وعلى عنوان رفع الاحتلال الإيراني، فالكل مرحب به، ولكن نحن على أبواب مرحلة انتخابية ونحن لن نكون طرفا سياديا إضافيا على الأطراف التي تتنازع، لا بل نحن نتأمل أن تتجمع كل الأطراف السيادية تحت هذا العنوان ونحن دورنا في الانتخابات هو رفع الشعار لكي يتمكن اللبنانيون والأطراف السياسية من أن تقرر ما تريد.
- أنتم من خلال هذا المجلس تفتحون النار ليس فقط على «حزب الله»؛ بل أنتم تطالون حلفاءه.. ما تعليقك؟
نحن لا نفتح النار على أحد بتاتا، نحن ضد فتح النار ومعركتنا هي معركة سيادية بشكل واضح، ونحن ليست مشكلتنا فقط «حزب الله» بل «كل سلاح غير شرعي في البلد»، ولذلك إن كان هنالك سلاح غير شرعي غير منضو تحت لواء الدولة اللبنانية فنحن ضده، نحن لا نفتح النار لا بل نقول بكل وضوح «إننا نريد إعادة الشرعية اللبنانية في الداخل اللبناني، ونريد إعادة دور لبنان العربي كما نص اتفاق الطائف والمحافظة على الامتداد العربي»، وإيقاف العدوانية التي يمارسها «حزب الله» عبر ميليشياته مباشرة أو عبر حلفائه في المنطقة ضد الدول العربية، من اليمن إلى العراق إلى سوريا، ونريد في الداخل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
- بات من الواضح ضعف «حزب الله» ميدانيا وشعبويا، إلى ماذا يعود الاختلاف بين آيار/ مايو 2008 واليوم؟
ـ هنالك اختلاف كبير جدا، لقد كان موضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يتبلور بعد، إلا أنه بعد قرار المحكمة الدولية بشأن الاغتيال وبات واضحا من يقوم بالاغتيالات في لبنان بشكل علني ورسمي، أما الأمر الآخر فإنه قبل العام 2008 كان «حزب الله» لم يمارس بعد السيطرة المباشرة إلا أنه بعد اتفاق الدوحة بدأ بالسيطرة المباشرة التدريجية وصولا إلى العام 2011 عندما وضع يده على الحكومة عبر القمصان السود وأصبح هو يمارس السلطة مباشرة، إلى حين تعطيل البلد من أجل تولي ميشال عون رئاسة البلد، حيث يعد عهد ميشال عون هو أفشل عهد في تاريخ لبنان وهذا العهد يتحمل مسؤوليته «حزب الله»، فعون والتيار «الوطني الحر» هم مجرد أداة بيد «حزب الله»، إضافة إلى سياسات الحزب العدوانية تجاه الدول العربية والغربية التي جعلت تصنيفه إرهابيا بممارساته وأدت إلى ضرب الاقتصاد اللبناني عبر قطع العلاقات مع الدول العربية، كل هذه الأمور تراكمت مما جعلت الشعب اللبناني أكثر وعيا ووضوحا.
- هل تعتقد أن «حزب الله» سعى لجعل الوضع الأمني غير مستقر، لعدم إجراء الانتخابات النيابية المقبلة؟
أعتقد أن «حزب الله» لا يكترث كثيرا إلى الانتخابات النيابية لأنه وإن خسر الأكثرية فهو بإمكانه أن يفرض بقوة سلاحه وهيمنته وشروطه على الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن الانتخابات هي مرحلة وأنا على قناعة أن «حزب الله» لديه مصلحة دعائية لتمرير الانتخابات وهو ضمن ما يمثله من البيئة الشيعية مع حركة «أمل» قادر على أن يحصل على الأكثرية الساحقة من النواب، وسيكون لديه حلفاء من كل الطوائف، لهذا لا مشكلة لديه في الانتخابات.
- هل ستتمكن الانتخابات النيابية المقبلة من إضعاف نفوذ المنظومة السياسية الحاكمة؟
ـ نحن نأمل أن يحاسب الشعب اللبناني هذه المنظومة التي على رأسها «حزب الله»، فهو المسؤول عن قراره بمسألة الانتخابات.
- ما الذي يخشاه الثنائي الشيعي من التحقيقات في مرفأ بيروت؟
لا أعلم، ولكن أنا أسميهم الأحادي الشيعي، هنالك خشية لدى الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، لهذا هو متهم بهذه القضية لحين إثبات العكس، لأن الطريقة التي يتعاطى فيها في هذا الملف ورط نفسه إلى أقصى درجة ولهذا أشك أن يكون بريئا فلا أحد يملك القدرة على وضع كل هذه المتفجرات في مرفأ بيروت ويحميها كل هذه السنوات إلا «حزب الله».
*هل نجح «حزب الله» في فك ارتباط لبنان بحاضنته العربية وخاصة مع السعودية، وسط فشل السلطة اللبنانية في معالجة الأزمة؟
شئنا أم أبينا فإن السلطة اللبنانية واقعة تحت سيطرة «حزب الله»، لهذا المطلوب من الجميع أن يرى الموضوع من هذا الشكل، فالسلطة اللبنانية هي سلطة «حزب الله» الفعلية من رئاسة الجمهورية إلى كل ما يقر على الصعيد السياسي، النقطة الثانية إن «حزب الله» يحاول ضرب عروبة لبنان لكي يتمكن من السير من المسعى الذي يسعى إليه منذ تأسيسه تحت عنوان «ولاية الفقيه»، لكي يؤسس الهلال الفارسي الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق، المطلوب وعي لبناني ودعم عربي لهذا الوعي اللبناني، كما على الصعيد الدولي.
- كيف تصف الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها «حزب الله» والحوثيون بحق السعودية ودول الخليج؟
هذه ممارسات جديدة وقديمة، فـ«حزب الله» مارس تدخلات مباشرة في العديد من الدول العربية، لذلك صنف بتنظيم إرهابي، هو ليس تصنيفا عربيا فحسب، بل دوليا أيضا، وبالتالي هذا عمل عدواني لا أستغرب تصنيفه بالإرهابي، فهو مارس الإرهاب في الداخل والخارج، من أجل تنفيذ سياسة إيرانية، وهو اعترف أنه عميل يعمل لحساب إيران والحرس الثوري عندما صرح نصرالله بأنه يتلقى كل شيء من طهران.
- ما تقييمك لأداء الحكومة في حل المواضيع الشائكة التي طالبت السعودية بوضع حد لها، كمنع تصدير المخدرات وإيقاف التعدي اللفظي عليها؟
الحكومة اللبنانية ستبقى عاجزة لأنها تحت سيطرة «حزب الله»، الذي لديه القدرة على تعطيل البلد، لهذا فإن السؤال هل الدولة اللبنانية هي تحت هيمنة وسيطرة «حزب الله»، هو نعم، بكل وضوح وصراحة، وموهوم من يعتقد أن لدى السلطات اللبنانية القدرة في المرحلة الحالية على تنفيذ القرارات، ولكن فعليا على الأرض فإن «حزب الله» هو صاحب القرار في لبنان.