ويقول: لكن هذا الخروج يولد حالة إحباط في الشارع السني كبيرة جدا، رغم أن هنالك امتعاضا على أدائه في السنوات الماضية، ولكن لا توجد شخصية سنية اليوم بإمكانها أن تملأ هذا الفراغ».
سد الفجوات
ويضيف يوسف دياب: «لا أعتقد أن هنالك بديلا حاليا عن الحريري، قد تكون هنالك زعامات مناطقية بإمكانها أن تسد بعض الفجوات التي تحصل في المناطق، ولكن على صعيد زعامة لبنانية للطائفة السنية غير موجودة حاليا حتى إشعار آخر، وبالتالي هذا الإرباك الموجود سينعكس على واقع كل الأطراف السياسية في البلد، وحتى خصوم الحريري بحالة إرباك».
ويلفت دياب إلى أن «الموقف الذي عبر عنه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هو موقف واضح؛ إن خروج الحريري من الحياة السياسية يعني تسليم البلد لإيران وحزب الله، أما الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر رغم خصومته الشديدة للحريري، والتي وصلت إلى حد العداء في المرحلة الماضية، يعتبر أنه فقد ندا ومحاورا قويا، ورجلا قادرا على صناعة التسويات»، موضحا أن «خروج الحريري اليوم هو خسارة للكل، ولكن في تقديري يجب ألا تجعل البلد تقف عندها، يجب أن تفرز الانتخابات قيادات جديدة، وإن كانت على صعيد المناطق وتستمر الحياة السياسية في البلد».
ويشدد على أن «قرار الحريري له دلالات سياسية، والبلد يذهب إلى المزيد من العزلة العربية والدولية، وسيتجه أكثر ليكون في صف المحور السوري ـ الإيراني الذي يقوده في لبنان «حزب الله»، لهذا فالمرحلة المقبلة قاتمة إلى حد كبير ولا أحد يعلم ما نتائجها، ما نخشاه هو أن خروج الاعتدال السني من لبنان قد يوجد تيارات متطرفة لا توصل البلد إلى مرحلة استقرار؛ لا بل يوجد المزيد من التوترات التي قد تبدأ في لبنان ولا أحد يعلم أين ستصل».
فوضى لبنان
ميدانيا، وفور إعلان الحريري قراره خرجت مسيرات داعمة له وحصل قطع طرقات وإشعال إطارات؛ استنكارا للقرار وتأكيدا لوقوف مناصري المستقبل إلى جانبه.
وفي المواقف السياسية، لفت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حديث لقناة «روسيا اليوم»، إلى أننا «اليوم نعيش في عالم فيه فوضى، سبق أن عشته في أيام الماضي منذ خمسين عاما أو أكثر أو أقل، في الحرب الباردة، حيث كانت قواعد اللعبة الدولية معروفة أكثر، أما اليوم فنحن نتجه نحو المجهول، قل لي أين هو المكان في العالم الذي ليس فيه مشاكل داخلية وخارجية وفوضى، وقل لي في منطقة الشرق العربي، أين هو البلد الذي ليس فيه مشاكل، إلا بعض البلدان الصغيرة أو الكبيرة مثل الخليج».
وقال جنبلاط: «بالوقت الحاضر الدور الإيراني رائد في لبنان، وإن الإيرانيين ربما لا يتفهمون أو يتفهمون، هذا لغز، ما هو لبنان، فلبنان المتنوع، لبنان الجامعات والإرساليات والمدارس، والذي كان منارة العيش المشترك وبنفس الوقت منارة علم في الشرق العربي، ربما هناك دوائر لا تفهم هذا الأمر، ولا أملك علاقات مع الإيرانيين ولا صداقات قريبة معهم، والبعض من المسؤولين الإيرانيين قالوا: «نحن نمتلك الساحة اللبنانية والعراقية واليمنية والسورية، وهذه الطريقة ليست طريقة تخاطب، نعم نحن بلد صغير ومقسوم طائفيا ومذهبيا، لكن نحن بلد موجود وكيان موجود، وعليهم أن يكونوا أكثر حذرا في بعض التصريحات».
أمن الخليج
واعتبر جنبلاط «أن هجمات الحوثيين الأخيرة أمر خطير واعتداء على أمن الخليج مجددا، لكن باعتداء نوعي كبير ومخيف، ولا أدري كيف ستتطور الأمور».
وعن تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق حول اليمن، قال جنبلاط: «اعذرني ولا تضعني بنفس المرتبة مع الوزير قرداحي، أساء لنا كثيرا، والتصريحات الأخيرة لبعض القادة في حزب الله أساءت لنا أيضا، هذا الذي لا يفهمه الإيراني، لماذا جعل لبنان ساحة صراع حول اليمن، وحول العراق ربما، وغيرها، لماذا؟ استفادوا من الاعتداء على العراق في العام 2003 من قبل الأمريكيين، نتيجة الغباء والتعجرف والتكبر من قبل صدام حسين، واستمر الأمر، وهو مستمر».
وشدد جنبلاط على ضرورة أن تتمتع الدولة اللبنانية بـ«السيادة على كل المرافق اللبنانية، وبخطة دفاعية، وقد وضعنا أسس تلك الخطة على أيام الرئيس ميشال سليمان، وقبل أيام دعانا رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن آنذاك الخطة التي وضعناها رفضت من قبل حزب الله».
وتابع: «ربما نستطيع أن نضع شيئا من المقارنة مع الوضع العراقي، ماذا ينادي مقتدى الصدر؟ ينادي بوحدة إمرة الدولة على السلاح، نفس الشيء مثل لبنان».
من جهته، غرد النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر «تويتر» كاتبا: «دخل لبنان مع المبادرة العربية وانسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة الوطنية مرحلة بالغة الخطورة قد تقدم حجة لرئيس الجمهورية لدعوة طاولة حوار في حال حصولها، أصبحت الانتخابات في مهب الريح».