ركزت في مقدمتي على الفرصة واقتناصها ولم أركز على الفشل أو البطالة أو حتى العطالة عن العمل لأن الفرصة برأيي هي الأهم، فالفشل هو مرحلة للوصول للنجاح، أما العطالة عن العمل فهي مؤقتة تنتهي بتوقيعك عقد عمل أو البدء بمشروعك الخاص، ولكن الفرصة لا تعطى ولا تؤخذ من أحد وإنما أنت من يجب عليه السعي الحثيث لتحصيلها
وعليه ليس كل عاطل عن العمل فاشلا، فالعاطل عن العمل هو خريج ومثقف ولديه الخبرة والمعرفة، لم تتح له الفرصة بعد لكي يثبت نفسه أمام نفسه وأمام المجتمع ومتى ما أتيحت له هذه الفرصة ثق تماما سيكون مثله مثل الكثيرين من المبدعين في هذا العالم.
ستيف جوبز، أديسون والكثيرون هل ولدوا ناجحين؟
هل كان يدرك الناس المحيطون بأديسون أن فشله مئات المرات في صنع المصباح الكهربائي سيقوده في النهاية لإضاءة العالم؟!!
حيث لم يكترث أديسون بطرده من المدرسة ولا ثرثرة المحبطين من حوله بل كان واثقا بأن كل تجربة فاشلة يصل إليها هي عبارة عن استبعاد احتمال خاطئ.
في قصة أخرى يذكر الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله في أحد مواقفه أنه سافر إلى كندا باحثا عن عمل لكنه لم يجد فتوجه إلى أحد الفنادق وطلب لقاء المدير وقال له هل لديكم وظيفة لي في فندقكم فقال لا.. وتكرر طلب الدكتور إبراهيم من مالك الفندق حتى أنه في المرة الرابعة قام بطرده ولكنه عاد في الخامسة وأصر على العمل حتى قام بتوظيفه كعامل في تنظيف الصحون وبعد ثماني سنوات عاد لمدير الفندق وقال له: لدي خبران أحدهما جميل والآخر سيئ
الأول أنني أنهيت دراستي وحصلت على شهادة عليا في إدارة الفنادق أما الخبر السيئ فإنني سأحصل على مكانك هذا، قد يعتقد البعض أن العاطلين عن العمل هم أشخاص كسالى ويجب توبيخهم ليحثهم ذلك للبحث عن عمل، لكن بالحقيقة عند الحديث عن العاطلين عن العمل يجب التنبه لحقيقة أن عدم العمل لم يكن خيارهم المفضل ولكن لا بد وأن تكون هناك أسباب مختلفة تقف وراء هذا الأمر. لذا فإن الحديث عن البطالة والحصول على وظيفة مناسبة يجب أن يتم بحرص شديد نظرا لكونه يعد من المواضيع الحساسة بالنسبة لمن يعانون منه.
وحسب ما يذكر موقع “LifeHack” فإنه وعلى الرغم من أهمية الوقوف إلى جانب صديقك قدر الإمكان عندما يكون بلا وظيفة، نظرا ما لهذا الأمر من أثر سيئ عليه، إلا أنه يجب عليك أن تتجنب بعض الأحاديث التي لن تؤدي إلا إلى “زيادة الطين بلة” حتى لو لم تكن تقصد حدوث هذا الأمر..
وعليه أخي العاطل عن العمل لا تتهيب المصاعب وكثف من بحثك وخبراتك وطور من نفسك فكما قال الشاعر أبو القاسم الشابي:
وأعلن في الكون أن الطموح لهيب الحياة وروح الظفر
إذا طمحت للحياة النفوس فلا بد أن يستجيب القدر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
@badreralsiwan