DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الخطوط الحمراء.. تقيك «المتطفلين» على حياتك الشخصية

سلوك سلبي ترفضه الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية

الخطوط الحمراء.. تقيك «المتطفلين» على حياتك الشخصية
يُعدّ التطفل أو الفضول من السمات الشخصية الطبيعية لدى الإنسان، ولكنها تصبح صفة سلبية غير محمودة عندما يترك الفرد لنفسه الفرصة للتدخل في الشؤون الخاصة للآخرين؛ نتيجة لمعاناته من الفراغ وحب التملك والتسلط والثرثرة، وقال المعالج النفسي العيادي الجنائي د. عبدالله الوايلي: التطفل أو الفضول غير المحمود هو آفة السلوك الإنساني، أي التدخل في شؤون الغير، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»، وفي هذا الحديث الشريف توضيح صريح للأدب الاجتماعي وأهميته في الحياة البشرية، كما قيل قديمًا «مَن تدخّل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه» في إشارة واضحة إلى عدم احترام الخصوصية.
فضول المتطفلين
وأوضح أنه في ضوء ذلك، يُعدّ التطفل وبمعنى آخر «اللقافة» العنوان الرئيسي للانحراف السلوكي؛ لأن التدخل في الشؤون الخاصة للآخرين عبارة عن معول هدم حقيقي وواضح للعلاقات الإنسانية، وقال: لأنه ببساطة صفة ذميمة وغير محمودة في كل الأزمنة وكل الثقافات، وله عدة مؤشرات مباشرة وغير مباشر تقود إلى السلوك السلبي اللفظي وغير اللفظي، وتلك المؤشرات جعلت من التدخل غير المحمود أكثر انتشارا في زمننا هذا، زمن العولمة بما فيه من آليات تكنولوجية متعددة ومختلفة، وفي ظل تلك المؤشرات فإن الفضوليين المتطفلين غالبًا يشعرون بأن التدخل في شؤون الآخرين مصدر سعادة واطمئنان لهم.
صيد سهل
وأوضح أنه لا بد من الإشارة إلى أن صفة التدخل السلبي في شؤون الغير تصل إلى مستوى أن تكون ظاهرة في كل المجتمعات، لكنها تختلف من مجتمع إلى آخر لاختلاف الثقافات فقط، أي أنها موجودة بالفعل كصفة غير محمودة وتختلف في نسبتها ودرجة تأثيرها على الأفراد، وأضاف: نستنتج من ذلك أن التطفل له سلبياته الحتمية على الأفراد والأسر والمجتمعات، لأن نزعة الفضول قوية لدى الإنسان وأثرها مباشر على الآخرين، إذ يؤكد ذلك استجابة «التذمر» كسلوك إرادي ظاهر من البعض نحو المتطفل، لكن في حقيقة الأمر هناك من يستطيع التحكم في فضوله وتطفله، وهناك من يمنح نفسه هواها من أصحاب الضمائر المستترة بالبحث في حياة الآخرين وتدميرها بسبب وبدون سبب من أجل معرفة شيء للوصول إلى كل شيء، خاصة لدى الأشخاص الضعفاء الاعتماديين المتمركزين حول أنفسهم، والذين يقبلون بالتدخل في شؤونهم الخاصة خوفًا من ردات الفعل، ما يجعلهم صيدا سهلا لكل مجرم فضولي.
برامج إرشادية
وأضاف إنه من هذا المنطلق لا بد من عمل برامج إرشادية توعوية وعلاجية أيضًا لتوجيه سلوك المتطفل وتعديله، وتغيير طريقة تفكيره السلبية التي تؤدي إلى الإيذاء النفسي المباشر وغير المباشر للمحيطين به، ولذلك لا بد من تدريبه وتعليمه المهارات الاجتماعية اللازمة والمطلوبة في كيفية التعامل مع الآخرين واحترام خصوصياتهم؛ لأن حرية الإنسان تقف عند حدود الآخرين، كما أن الجميع مسؤول عن تمادي المتطفلين وتدخلهم في حياتنا الخاصة والعامة؛ الأمر الذي نحتاج فيه إلى التفاعل والتماسك المجتمعي؛ من أجل درء مشاكلهم من خلال الوقوف بحزم أمام سلوكياتهم السلبية واللا أخلاقية التي تفضي إلى الإيذاء بكل أنواعه، خاصة الوجداني.
قبول اجتماعي
وأوضحت الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل والأسرة د. لمياء البراهيم، أن التدخل في الشؤون الخاصة يزيد في المجتمعات الصغيرة، ويقل كلما كبر المجتمع وتباعد، وزادت انشغالات أفراده، ويزيد أكثر في المجتمعات التي يكون انشغالها دائمًا مع بعضها البعض، وكلما كانت الروابط التي يعيش فيها الإنسان معتمدة على علاقاته الاجتماعية، كانت رغبته بأن يكون مقبولا اجتماعيا ستسمح للآخرين بالتدخل في شؤونه الخاصة، وعندما يكون الشخص خارجًا عن إطار المجتمع سيصبح منشغلا أكثر بتطوير ذاته، ويحيط نفسه بهالة لا يسمح لأحد بالتدخل فيها.
تدخل الأهل
وأشارت إلى أنه في الزمن الحالي، ومع زيادة وعي الناس وتغيرات المجتمع، والتقارب والتحاسد والتباغض والتغيرات في النفوس، بدأ الناس يصبحون أكثر وعيًا لحماية أنفسهم من التدخلات الخارجية، وتابعت: حماية حياتك الشخصية هي التي تجعل الآخرين لا يتدخلون في حياتك، ويكون التدخل في الحياة الشخصية من الأهالي، إن كان أهل الزوج أو الزوجة يعتقدون أن التدخل في حياة أولادهم من باب الحب أو الاهتمام.
حدود شخصية
وأضافت: الفراغ هو أحد أسباب تدخل الناس في حياة الآخرين، ومحاولة الهروب من المشاكل الشخصية، والمرأة تفكيرها شبكي، ومن طرق خروجها من مشاكلها الانشغال بمشاكل الآخرين، ومن هنا فإن النساء هن الأكثر تدخّلًا في شؤون الآخرين، ولا نستطيع تغيير الناس، لكننا نستطيع تغيير أنفسنا، وتغيير طريقة تعاملنا مع الآخرين، وأول خطوة في التعامل مع تدخّل الناس في شؤوننا الخاصة هي أن نضع خطوطًا شخصية حمراء غير مسموح لأحد بتعديها «كالعلاقة الزوجية، وأسلوب تربية الأبناء» فهذه أمور غير قابلة للنقاش.