صحيح أنه قد لا يكون في مقدورنا رؤية ندوب الروح لأنها بالفعل غير مرئية، ولكن علينا أن ندرك أنها موجودة..
ندوب الروح، الناجمة عن الفقد أو الإيذاء الجسدي والنفسي والانكسارات، فهي غير مرئية لأنها ليست أنسجة وإنما أثر وإحساس مؤلم...
فما يخلفه الإيذاء والعنف في النفس قد يكون أشد إيلاما من فعل الإيذاء ذاته...
يقال: «يمكنك أن تتعافى جسديا، لكن ندوب الروح لا تلتئم». وهكذا، فإذا كانت الندوب في الجسد هي جزء من عملية الالتئام، فإن ندوب الروح هي الجرح ذاته، فالجسد له أنسجة ليفية تنهي الجروح، أما الروح فلها ذكريات تنكأ الجروح!!.
ويمكن القول إن الندوب تتوسط المسافة بين الجسد والنفس، وبين الجرح والالتئام، فهي في الجسد علامة الالتئام، وهي في الروح صوت الجروح وصداها...
هناك دموع لا ترى وإن لم تنهمر من العيون، وهناك غصة في القلب، وهناك ندوب في الروح مهما حاولنا إخفاءها لا بد له أن تظهر كشمس الظهيرة مهما حاولت الغيوم حجبها إلا أن شيئا منها يتسلل ويضيء ويقول لك أنا هنا موجود في داخلك، تظل تخدش الروح مهما تشفى ألا إنها تبان..!!
لا أحد يعرف تفاصيل الجراحة، التي أجرتها الحياة لتستأصلها منه، هو نفسه لا يذكر التفاصيل، مثل فقدان ذاكرة ما بعد الحوادث..
لكن لحظة الكسر نفسها شيء ضبابي للغاية صعب الالتئام ذلك الكسر، الذي قد كسر شيئا من روحك...
والفقد شخص قريب، الذي يكون ملازما لروحك قد يكون صعبا جدا ذلك الفقد، وقد يسبب جروحا في الروح كلما تذكرت ذلك الفقيد..
شمعة مضيئة:
فالألم والحزن والكسر وندوب وجروح الروح قد تؤلمنا دائما قد يبرئ الجرح لكنها لا يزال ينزف دائما في روحك، لكن اجعله دافعا قويا للحياة، فإنه يعلمنا القوة والتحدي أمام مواقف الحياة، فلا تجعله مصدر ضعف لكي يشقيك بالحياة.
فبعد كل ألم وجرح ووجع، هناك فرح وأمل أن الله سبحانه وتعالى لا يترك عبده إلا ويجبر ذلك الوجع والجرح والألم..
فبعد كل ظلمة وعتمة ليل ألا وهناك أمل وضياء صباح مشرق بكل خير..
«أيها الموجوع صبرا، أن بعد الصبر بشرى، أيها الباكي بليل سوف يأتي النور فجرا،
أيها المكسور قل لي، هل يديم الله كسرا، يا عزيز القلب مهلا، إن بعد العسر يسرا...».
«من محطة ندوب الروح الموجعة أحدثكم».
@Sa_Alaseri