بشكل عام، فإن المعروف يُعتبر حقا أخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا تتطهر به النَّفس ويصلح به حال المُجتمع. وفي البداية، إن كرامة الإنسان من كرامة ذويه وأولويتهم بحق المعروف تحفظ للإنسان اعتباره، وتقوي مِنعَتِه وهو بين أهله ليكونوا له خير عون بعد الله سبحانه. ثانياً، أولويتهم بحق المعروف -أيضاً- يضمن بقاء المحبة فيما بينهم ويُجَدد الصِّلة ويُعزز الروابط الأسرية ليستمر التكاتف ويرتفع مستوى الأمان الأُسَري والاجتماعي. ثالثاً، صلاح الحال والأحوال الناتج من فعل المعروف وتقديمه للأقربين يُشجّع على استقامة الفرد مما يؤثر إيجاباً على مُحيطه وما يُحيط به.
رابعاً، سد حاجة المُتعفف من ذوي القُربى يعتبر حقا شرعيا وواجبا على الفرد اتجاه أقربائه، وهو نوع من أنواع الطاعات والعبادات التي تُقرِّب العبد إلى ربه. خامساً، الحرص على تقوية الروابط الأسرية من خلال أولويتهم بالمعروف يُعتبر منهجا للإصلاح الاجتماعي، الذي تقوم على أساسه المُجتمعات المُتقدمة والشعوب. وأخيراً، فإن عمل المعروف أجدر لذوي القُربى لما في ذلك من إحسان وبِر، يرفع صاحبه منزله رفيعة عند ربه، وهذا فضل من الله يعطيه من يشاء من عباده.
وفِي النهاية، فإن سلامة الفرد -أحياناً- تتوقف على سلامة محيطه، والعكس، وهذا يُفسّر تأكيد الله تعالى على مسألة أولي القُربى وحقّهم في المعروف. وكذلك، إن فعل الخير وصُنع المعروف لذوي القُربى سبب من أسباب البركة التي يخُصها الله تعالى لمن سعى إلى توطيد صلة الرحم. وكل هذه الأسباب وغيرها تكون في طيَّاتِها حِكَما ربانية عظيمة، تعود بالمنفعة الخاصة على الفرد أولاً ثم المُجتمع والوطن.
FofKEDL @