أوضح عدد من السياح لـ «اليوم»، أن المهرجان يمثل تجربة استثنائية، من خلال فعالياته المميزة، مشيرين إلى أن المهرجان يتضمن ابتكارات متعددة في الصناعات المتعلقة بالتمور.
أصناف وأشكال مختلفة تجذب الزوار
لفت التمر المعروض باسم «خلاص عيار 24»، المطلي باللون الذهبي من بودرة الطعام، والذي يتميز بالحجم الكبير للتمرة، أنظار الزوار بشكل لافت، فيما جاءت أقراص التمور الصغيرة والدائرية والمكونة من 80 % لنسبة التمور الأكثر طلبا متزايدا من المرتادين.
وصنعت هذه الأقراص خصيصا بشكلها وعلبها الصغيرة لتكون جاذبة، للصغار، فيما شهدت معاميل التمور المتنوعة، طلبا متزايدا، أيضا، من زوار المعرض، كالتمر بالزعفران والشيكولاتة، بالإضافة إلى باقي المنتجات ومن بينها مربى التمور وكنافة التمر وسمبوسة التمر التي تم تغليفها بطابع تراثي إحسائي لجذب الزوار.
تجربة تنقل المرتادين للقطب الشمالي
نجح المصور الفوتوغرافي الفنان طالب المري العاشق للتصوير في نقل زوار المهرجان إلى القطب الشمالي في أجواء ثلجية حملت اللونين الأبيض والأسود ومن خلال معرض التصوير الفوتوغرافي في قصة مصورة اختار فيها فلسفة الخروج عن المألوف والتحرر من القواعد والتصوير التقليدي ليعكس أفكاره من خلال مجموعة من الصور التي استوقفت الزوار.
«المري» قال لـ «اليوم»: جاءت مشاركتي في المعرض بمشروع العدسة المتجمدة في مهرجان التمور، إذ سافرت إلى القطب الشمالي لتصوير الحياة البرية بطريقة فنية، واخترت أعمالي باللونين الأبيض والأسود، لأني أجد أن هذين اللونين يعكسان إحساس المصور.
وأضاف: صنعت أعمالا عدة، منها إظهار تفاصيل وجه الدب وقدمه، وأيضا، إظهار بيئة الدب على نطاق واسع، وآخر عمل في هذا المشروع كان لرحيل دب وكأنه يقول وداعا مع إظهار أثر أقدام الدب على الثلج، وبعون الله سأسافر لداخل المملكة وخارجها من دول العالم لتحقيق أهدافي وإرضاء ذائقتي وشغفي في التصوير.
تنوع ثري لم يتوقف عند حدود العادات
ضمن الجهود المبذولة لمعرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية، داخل المهرجان وتحت إشراف منسقة المعرض الفنانة التشكيلية مريم بو خمسين، أقيمت محاضرة إدراج اليونسكو الأحساء موقعا تراثيا عالميا، قدمتها المهندسة المدنية وعضو مجلس إدارة شعبة الأبنية الخضراء وعضو مجلس إدارة جمعية التراث العمراني، م. شيماء الشايب تحدثت فيها عن أن محافظة الأحساء أول موطن استيطان بشري. وقالت: شكل سكان الأحساء بأطيافهم الاجتماعية؛ الحضر والريف والبادية، تنوعا ثريا لم يتوقف عند حدود العادات بل إلى حالة من التعايش الاستثنائي الذي كان من نتائجه الاستقرار.
وأضافت: يوجد في محافظة الأحساء 40 موقعا أثريا، 9 منها مدرجة على لائحة التراث العالمي ومنها واحة الأحساء، وقصر صاهود، وجبل القارة، وقصر محيرس، ومسجد جواثا، وميناء العقير، وسوق القيصرية، موضحة أنه في عام 2015 أدرجت المحافظة ضمن المجتمعات الإبداعية والخلاقة باليونسكو، وفي عام 2018 أعلنت واحة الأحساء موقعا تراثيا عالميا وفي عام 2020 أعلنت الأحساء أنها أصل أو مهد النخلة كأكبر واحة في العالم بـ3 ملايين نخلة منتجة.
مستقبل فني قادر على المنافسة عالميا
وعلى مسرح قلعة أمانة المحافظة «جلسة قهوة»، كشف الفنان والممثل السعودي إبراهيم الحساوي عن بدايته مع التمثيل. وقال: كانت الألعاب الشعبية لها أثر كبير ومهم في البداية لطبيعتها وما تحمله من تمثيل في أغلبها، كما كانت تستهويني الشخصية التي لا تشبهني والتي دائما من خلالها أدخل في تحديات وتجارب كثيرة بطبيعة البحث في أبعاد الشخصية.
وأضاف: بدأت في المجال الفني بالشعر لأهمية الشعر في تلك المرحلة، الذي يعتبر خطوة للتعبير؛ فعلاقتي مع الشعر قديمة.
وأكد «الحساوي» أهمية الدراما المحلية وتصوير الأماكن، موضحا أنه ومن المهم إنتاج أعمال درامية ذات هوية وطابع محلي مدروس من جميع جوانبه، فبيئتنا خصبة وتحمل الكثير من القصص العصرية والشخصيات التاريخية، والمشاهد المحلي يمتلك ذائقة فنية عالية خصوصا مع انفتاح العديد من الجمهور على أعمال عالمية كثيرة، مما ساهم في صناعة ذائقة فنية عالية، وذلك يحفز المنتجين المحليين إلى صناعة أعمال فنية ذات جودة عالية.
وقال: صناع الأفلام السعوديون يمتلكون حماسا وخبرات رائعة تمكنهم من صناعة أعمال تنافس عالميا، مؤكدا أهمية الفن في توسيع الإدراك وتهذيب الإنسان.
35 عاما في صناعة الطيران
على صوت الطيران وطربها يتواجد الحرفي أحمد القصيمي البالغ من العمر 80 عاما ليحكي قصة حرفة كانت وما زالت موجودة لزوار الفريج التراثي داخل القلعة، مؤكدا شغفه الكبير بحرفة الطيران.
وقال تعلمت هذه الحرفة من أخي محمد لأكثر من 35 عاما وما زلت أعمل بها، فهي حرفة تحتاج إلى جهد وعمل لإنتاج طيران مختلفة في الأحجام والأنواع ما بين مرجاف ومرقاع ومرد ومصقال ودف تعتمد كثيرا على جمع الجلود من الأغنام أو الإبل التي يتم دبغها جيدا بقرف الرمان والتمور والملح لتقويتها وتوفر الخشب والخيوط من القطن الخاصة بها لنصنع منها تلك الطيران التي تستخدمها فرق الفنون الشعبية، وهذه الحرفة تجد طلبا كبيرا عليها، كما أن هناك من نجح في تعلمها، ولا يزال يعمل بها لتكون مصدر رزق له.
سحر خاص يجذب الزوار من مختلف الجنسيات
شهد المهرجان زوارا من جنسيات أجنبية مختلفة. وقال بابي من كندا: فوجئنا كثيرا بتنوع ووفرة التمور وجودتها والتي أحببناها كثيرا.
وذكر توم من أسكتلندا: على الرغم من أنني، لأول مرة أزور المملكة، إلا أن المهرجان أثار إعجابي كثيرا، خاصة اختيار هذا الموقع الأثري.
وقالت كيري من جنوب أفريقيا: لأول مرة أزور المملكة، وسعيدة بوجودي في هذا المهرجان الرائع وبما شاهدت من لطف كبير من أبناء المملكة. وأكدت أليشا من كندا: من بداية دخولنا المهرجان انتابنا شعور جميل جدا، خصوصا الاستقبال الذي حظينا به. وذكرت سمانتا من أمريكا: وجدنا كل ما هو جميل داخل هذا المهرجان، فالفعاليات متميزة، ومعرض التمور، يقدم أصنافا متنوعة.