شبكة الطرق تتفاوت صيانتها بتغير الطقس والطبيعة ونوعية الأرض والتربة، ولكنها تجتمع في زحف الرمال ومرور الشاحنات، وهذه الأخيرة ولو أنه حدد وزن معين لكل شاحنة خفت المشكلة. ولكنها ما زلت تنخر في الطرق، جرف الرمال أيضاً عملية دائمة ومستمرة، إذاً ما هي الحلول الجذرية والدائمة، أعتقد إذا لم يكن هُناك ربط سكة حديد، فإن إنشاء مسار خاص للشاحنات على أكتاف الطرق، خاصة أن هناك مساحات معقولة وبمواصفات عالية الجودة مهم للمحافظة الدائمة على الطريق وسلامته.
زحف الرمال في مناطق معينة يتوقف بالتشجير فقط، منظر جمالي ومراتع للطيور، اعرف منطقة تبعد عن الدمام سبعين كيلو مترا على طريق الرياض متواجد الجرافات بها بشكل دائم لجرف الرمال، التي تغطي أجزاء كبيرة من الطريق، فهل هو الحل الوحيد أم أن الجود من الموجود؟. التشجير سيوفر أموالا لإنشاء طرق جديدة.
الغريب مازال «القار الأسود» المخلوط بالرمل والأحجار هي مكونات تعبيد الطرق منذ أكثر من خمسين عاماً!
ولا نقرأ أو نسمع أن مركزا للأبحاث قد ابتكر مادة غير هذه التركيبة، وابتكرت مواد صلبة في القوة والمتانة! لا تحفرها الشاحنات ولا تنخرها مياه الأمطار.
الشوارع داخل المدن وهي من اختصاص البلديات وهي معفية بأمر المرور من الشاحنات والرمال ليست أفضل حظاً من الطرق بين المدن، فمنها شوارع تتمنى أن تقشط وتسير بسيارتك على الرمال. ومحظوظ مَن يحافظ على «سكبة عقاله» في أحياء كالنور وطيبة وأحد بالدمام.
كمثال، عبدت السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور طريقا من الكوفة إلى مكة المكرمة رصفاً بالحجارة، التي حملت بالجمال من جبال الحجاز وحفر على جنباته الآبار والأحواض، ووضعت العلامات والأعلام وصمد أربعة قرون ومازال حتى هذه اللحظة شاهدا على الصدق والإخلاص في التنفيذ. العجيب أنه على امتداد الطريق عملت مسارب للشعاب والأودية بشكل هندسي بديع، بحيث حتى الآن لا تتجمع مياه الأمطار بها! ورصفت جنبات الطريق بالمرو الأبيض، بحيث يضيء ليلاً حدود المسارات! فكيف الطريق إلى مشروع زبيدة؟!
تحويلة:
كُن سيد الموقف.. وليس موقفا لسيد، فالانجرار وراء الأكثرية ليس معناه الحكمة، والبقاء في الظل لا يعني الغلبة، وثق دائماً أن البقاء للأصلح، وأن الصدى لا يسمعه إلا مَن يصرخ خلف الجبال.. والله المستعان.
@sajdi9