فكل المبادرات الفنية التشكيلية والبصرية، التي تسعى لها وزارة الثقافة ومؤسساتها وجمعيات الثقافة والفنون وفروعها، لا تتوقف عند الانشغال بالحدث والاكتفاء بالعرض، بل باستشراف حركة التواصل البصري، التي يجب أن تستمر بعد كل نشاط لتكون نشاطا متكاملا على مستوى الفائدة، التي تتحقق للجميع أفرادا وجماعات فنانين ومتلقين مهتمين وباحثين.
فهذا التواصل المتكامل هو الذي يخلق الأهمية على عدة مستويات، وبالتالي يحقق أهدافا بعيدة المدى تساهم في دعم الخيال ودفعه نحو تطويع الأفكار واحتوائها، بتعويد المتلقي على الصورة وفهم وإدراك جمالياتها، بخلق إجابات بصرية بين المنجزات الفنية وتلقيها واستيعابها البصري، وبالتالي تحرير حضورها بالوعي البصري.
هذا على مستوى التلقي أما على مستوى الإنجاز الفني، فكثافة النشاط البصري والتشكيلي ستخلق الجودة الفنية والجمالية بما يضمن التطوير والتطويع الفكري لمفاهيم تواكب الإبداع التقني والأسلوبي والبصري والجمالي مع ابتكار الخصوصية الفنية ونشرها دوليا من خلال التعريف البصري بها، ما يخلق ثقة جمالية في المنجز الفني الوطني مع المتلقي، ما سيضمن للفنان حرية التعبير والإنجاز والعرض والخيال، خاصة أنه سيكون أمام متلقٍ واعٍ وحاضر وقادر على طرح الأسئلة والبحث عن أجوبتها لا على مستوى القراءة فحسب، بل على مستوى التقنية والعناصر التكوينية، خاصة أن المتلقي السعودي أصبح يمتلك بدوره ثقافة بصرية ويبحث عبر وسائل التواصل أو عن طريق المواقع عن خصوصيات الفنون ودورها البصري، ويحاول أن يجد شغفه محليا بخصوصية وطنية أبعادها عالمية.
@yousifalharbi