لقد قلت بالندوة الشمالية ما أعتقده، ويعتقده كل سعودي، من ضرورة التركيز على الخصوصية السعودية في طرحنا الإعلامي وبنائنا التربوي، وهذه الخصوصية ليست مجرد ادعاء بل تؤكدها قوة سياسية بقيادة فريدة من الشعب، وشعب لا يرتضي بديلاً عنها، وقوة عقدية بعقيدة سلفية أساسها القرآن والسنة وتوحيد الخالق بلا واسطة بيننا وبينه جل شأنه، وقوة اقتصادية جعلت دول العالم تخطب ودنا وتراعي أهمية بلادنا، وقوة قيمية يرسخها مجتمع يتسابق في مكارم الأخلاق ويتوارثها أباً عن جد، وقوة المرأة السعودية التي تقدم أنموذجاً قيمياً راقياً للعالم أجمع، يجمع بين الستر والحياء الذي يميز المرأة ومقتحمة جوانب التمكين التي وفرتها دولتنا، وقوة خدمتنا للحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين سدده الله.
كل هذه القوى التي حبانا الله بها، تدفع السعودي لأن يعرف مكانة وطنه، ويكون على قدر ما يملكه فيحفظ المكتسبات ويسعى لرفعة الوطن نحو المكانة التي يستحقها، كما تنبهه إلى الاستهداف المتعدد الذي يواجهه وطنه، فكل ذي نعمة محسود، وهذا يحتاج إلى وعي، وعي رأسي بالوعي الفردي والوعي مجتمعي، ووعي أفقي بالوعي على مستوى الأسر والمؤسسات (خصوصاً التعليمية والثقافية) والمناطق والقبائل وكل مكون من مكونات الوطن، فلن يعرف النعمة ويواجه الهجمة إلا الإنسان الواعي.
لقد قلت لابني ونحن ننطلق من منطقة إلى منطقة في آخر الليل بأمن وأمان، اللهم لك الحمد على هذه النعمة، ورحم الله الملك عبدالعزيز، وطيب الله ثراه، فقد حوّل هذا الوطن من حال إلى حال.
@shlash2020