DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«جائحة كورونا».. نموذج سعودي عالمي في إدارة الأزمات

التزام واستخدام أمثل لأنظمة الذكاء الصناعي وحلول الصحة الإلكترونية

«جائحة كورونا».. نموذج سعودي عالمي في إدارة الأزمات
أكد مختصون لـ «اليوم» أن حلول المملكة بالمرتبة الثانية في تصنيف وكالة بلومبيرج لأكثر الدول مرونة في التعامل مع (كوفيد-19) لشهر يناير الماضي، يعد إنجازا يعكس الاهتمام الكبير للقيادة ويؤكد أن كل ما اتخذته من إجراءات في مواجهة جائحة «كوفيد 19 » سواء من الناحيتين الصحية أو الطبية أو من الناحية الاقتصادية، يعد نموذجا لحسن الإدارة لأزمة كورونا واستثمارا للإبداع.
منظومة متكاملة بنيت على خبرات في إدارة الحشود البشرية
قال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبدالله عسيري، إن استجابة المملكة لجائحة كورونا، تميزت بالشمولية والاستعداد القوي، والعمق والاستمرارية من قبل تسجيل أول حالة داخل المملكة بعدة أشهر، إذ تم إنشاء منظومة حوكمة متكاملة مبنية على خبرتها الطويلة في التعامل مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا ميرس»، وباع طويل في إدارة الحشود البشرية في الحج والعمرة مدعومة بروح السعودية الجديدة، ونهج استجابة بني على تقييم المخاطر المستمر وتوصيات اللجان العلمية والإجراءات المبكرة والصارمة التي بدأت مبكرا ووضعت صحة الإنسان فوق أي اعتبارات اقتصادية أو سياسية، مشيرا إلى أن المملكة أحسنت استخدام أنظمة الذكاء الصناعي وحلول الصحة الإلكترونية (توكلنا، تباعد، تطمن، تقصي وغيرها) بفعالية قصوى لتخفيف مخاطر التجمعات والتحكم في النقل المجتمعي للمرض وتسهيل التنقل والسفر بأمان.
وأضاف: مع ظهور اللقاحات كأهم أسلحة مكافحة الجائحة كانت المملكة بين الدول الخمس الأولى التي أطلقت عمليات التحصين باللقاحات المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء السعودية ضمن استراتيجية متكاملة أخذت في الحسبان حماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات أولا، ثم التدرج في تغطية بقية المجتمع في ظل تنافس عالمي شديد على اللقاحات استدعى التدخل المباشر من قيادة المملكة عدة مرات لضمان استمرارية الإمداد. وأكد عسيري، أن الإقبال المجتمعي على التحصين ضد كوفيد كان كبيرا جدا ومعدلات إشغال المواعيد المتاحة للقاحات تفوق 90% في معظم الأيام، متابعا: كما وفرت المملكة تسجيل كل وقائع التحصين داخل المملكة إلكترونيا مع تمكين إظهار الجواز الصحي بطرق مختلفة وموثقة من أي مكان في العالم. وأستطرد: بالإضافة إلى ذلك فقد أطلقت آليات لتوثيق وتسجيل اللقاحات المعتمدة التي يتلقاها المواطن والمقيم والزائر خارج المملكة وإظهارها بنفس الطريقة في الجواز الصحي، إذ تدرك المملكة أن المعركة لم تنته بعد إلا أن الأهداف المرجوة من الاحترازات والتغطية باللقاحات بدأت تؤتي الحمد فقد خفت وطأة الجائحة بشكل واضح صحيا واقتصاديا واجتماعيا على المواطن والمقيم والزائر لهذا البلد المعطاء.
التقنية مساهم رئيسي في مواجهة الجائحة
قال استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث، إن إعلان وكالة «بلومبرج»، يجعلنا نشعر بكل فخر واعتزاز بحكومتنا الرشيدة -حفظها الله- في نجاحاتها الرائدة على كافة الأصعدة خاصة في النظام الصحي، موضحا أن هذا التقييم، جاء وفق إدارة العدوى وإطلاق اللقاحات وعودة الأنشطة.
وأوضح، أن الحكومة، حرصت منذ بداية الجائحة على الشفافية في التواصل ونشر المعلومات، مما أدت إلى قبول القطاعات المختلفة إلى الخطوات التصعيدية المرتقبة، وظهور روح التعاون للمضي قدما -على الرغم من الصعاب- في رحلة القضاء على هذا الوباء، مضيفا: كما سخرت دولتنا التقنية لمواجهة الجائحة، بما في ذلك دورها في تمكين التعليم الرقمي، والخدمات الصحية الرقمية، وخدمات الحكومة الذكية واستباقها في وضع سلسلة من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها مبكرا بناء على البراهين العلمية وخبرات التجارب السابقة بالإضافة إلى صمود النظام الاقتصادي الذي دعم ولبى كل ما يلزم لتصدي الجائحة مما جعلنا في مطاف الدول الرائدة والمتقدمة في إدارة الأزمات.
سبق في توفير اللقاحات لأكبر شريحة ممكنة
قالت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل، إن الهدف الأول، منذ بدء الجائحة كان الحفاظ على صحة كل من يعيش على أرض المملكة سواء مواطنين أو مقيمين، متابعة: وعليه فقد كانت وزارة الصحة على اتصال دائم ومستمر مع منظمة الصحة العالمية، لمتابعة آخر المستجدات والدراسات حول الفيروس واللقاحات.
واستطردت: احتلال المملكة للمركز الثاني في تصنيف وكالة بلومبيرج لأكثر الدول مرونة في التعامل مع كوفيد-19 ليس بمستغرب، فقد كان للمملكة الريادة والسبق في توفير اللقاحات، والدعم اللوجيستي اللازم لتقديمه لأكبر شريحة ممكنة حتى فئة الأطفال ذوى الخمس سنوات، من ناحية توفير المراكز وإعدادها، والتجاوب مع جميع الاستفسارات بكل شفافية، ما كان له الأثر الفعال في استقرار الاقتصاد وعدم الإغلاق، وعدم حدوث تفشٍّ.
وأوضحت د. عائشة أنه فيما كانت الدول تصل لديها الحالات إلى مئات الألوف وانهارت لديها المنظومة الصحية، كانت المنظومة في المملكة مستقرة، بل وعادت المسيرة التعليمية لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وفتح الحرمين والعمرة بنجاح، مشيرة إلى أن الفعاليات السياحية لم ترصد أي حالة تفشٍّ عكس الدول الأخرى ما يشير إلى مدى الالتزام والحصانة المجتمعية التي وصلنا لها، كما كان لتطبيق توكلنا دور فعال في هذه الجائحة وتعاون أفراد المجتمع ووعيهم.
الالتزام والتعاون أبرز سمات إستراتيجية التعامل
وقالت الأستاذ المشارك في الصحة العامة والمتخصصة في الوبائيات وجودة الرعاية الصحية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. أروى العمران، إن الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها المملكة والتعاون بين وزارات الدولة والشعب كان له أفضل الأثر كبير في الوصول لهذه المرتبة، مؤكدة أن من أهم عوامل محاربة كوفيد-19، كان هذا الالتزام والتعاون، الذي ظهرت نتائجه مقارنة بالعديد من الدول التي لم تحظ بنفس تلك النوعية من التعامل من الشعوب وبالتالي فقدت بعض الحكومات السيطرة على الوباء.
وأكدت أن قرارات وزارة الصحة، جاءت مدروسة بدقة وعناية، عن طريق خبراء في المجال، بدعم كبير من القيادة الرشيدة -حفظها الله- التي جعلت صحة الشعب السعودي من أولى اهتماماتها، مشيرة إلى أن قدرة الشباب السعودي على الإبداع والتطوير والتأقلم مع المواقف، ظهرت بشكل كبير وملحوظ وقت الجائحة، من خلال عدة تطبيقات تم تطويرها واستحداثها لتسهيل الحياة في أثناء تطبيق الإجراءات الاحترازية، في التصدي لانتشار الوباء.
وأشارت د. أروى، إلى أمر قد لا يكون غير متوفر في العديد من الدول المتقدمة، وهو سهولة المعيشة في أوقات الحجر الصحي، متابعة: وهذا يدل على قدرة الشباب السعودي للتأقلم مع الظروف الاقتصادية والصحية ووجود حلول منطقية وعملية لمواصلة النمو الاقتصادي في البلد.
فاعلية القرارات الحكيمة
حنكة إدارية واستثمار للمهارات القيادية
قالت الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع د. غادة اليوسف، إن حرص حكومتنا الرشيدة -رعاها الله-، على تعزيز كل ما من شأنه رفع مستوى الخدمات الصحية للمواطن والمقيم، ظهرت واضحا خلال التعامل مع الجائحة منذ بدايتها، في التدابير الوقائية التي أقرتها وطبقتها، وحرصها على توفير اللقاحات، ما قلص الحالات الحرجة مقارنة بدول أخرى مما أدى لتفادي تباعات الجائحة بأقل الآثار الصحية على المجتمع. وأضافت: إن آثار التعامل الجيد مع الجائحة ظهر أيضا على الوضع الاقتصادي المستقر، بفضل الحنكة الإدارية في التعامل مع هذه الأزمة، وكيفية تحويلها إلى فرصة للتطوير واستثمار المهارات القيادية والمصادر الطبية مجتمعة، مما أثمر عن هذا المرونة المتميزة وغير المستغربة على المملكة.
ذكر استشاري الباطنة والأمراض المعدية د. علي آل سويدان، أن حصول المملكة على هذه المرتبة المتقدمة يؤكد فاعلية القرارات الحكيمة والخطط المحكمة من القيادة الرشيدة -رعاها الله-، التي تضمنت الدعم السخي للقطاع الصحي وتوفير اللقاحات، وحث المواطنين على تلقيها، أدى لرفع المناعة المجتمعية، وكان لها الأثر الإيجابي البالغ في التصدي للفيروس.
وتابع: جاء ذلك بالتزامن مع التأقلم والتكيف مع الجائحة ولم تلجأ إلى أي إغلاق أو حجر كما شهدنا في العديد من دول العالم بل اتجهت إلى تعزيز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف آل سويدان: وكما عهدنا المملكة تواصل نموها الاقتصادي المتين مع استمرار جائحة كورونا ينعكس ذلك بالتطلع لرؤية 2030 وفاعلية الإجراءات الاقتصادية والتي ربطتها بخططها الطبية والصحية وهو ما أثمر عن استجابة ومرونة عاليتين في التعامل مع الجائحة.