في الحب، في الصداقة، في الحياة الاجتماعية وحتى الزواج.. لكنني لم أجد معنى واضحا تماما فهل يأتي التنازل دائما رغما عنا أم أنه يأتي برغبة منا ورضا تام؟
ففي نظري وإن كان التنازل حينها لشخص نحبه فلماذا لا نقول ترفعت لا تنازلت عن شيء ما لأجله.. ترفعي عن شيء لأجل شخص ما سيرفع بالفعل من علاقتنا وسأكون لفعلي ذلك مغرمة لا مرغمة، وإن عدنا لواقع مجتمعنا وواقع الكثير منكم وإن لم يكن ترفعا كما أقولها جدلا، فهل سيجدي التنازل نفعا حينها؟
هل ستستقر حياتنا وتحل كل المشاكل بعد أي تنازل؟
أم هو مجرد قرار نتخذه ليرضي بعضا منا وتأثيره لا يسمن ولا يغني من جوع؟
قد يكون التنازل في بعض الأحيان صعبا جدا كالتنازل عن حلم سعيت من أجله كثيرا ولكن هناك أشياء أهم لتسعى لها.
كأن تلغي رحلة عمل مهمة من أجل والدك المريض ليس لديه أحد غيرك لتبقى بجانبه.
قد تتنازل عن الانتقال في وظيفتك من مكان لمكان آخر من أجل عمل زوجتك الذي لطالما حلمت به ونالته بعد سنوات من محاولة التقديم.
قد تتنازل أيضا عن شراء السيارة التي حلمت بها طوال سنوات شبابك من أجل أقساط مدرسة أبنائك لمستقبلهم.
ولكنك تتنازل عن هذه الأمور وأنت مقتنع تماما، لرضى والديك ووفائك لزوجتك وتفوق أبنائك، تتنازل لا للمعنى الحرفي بل لمعنى الحب لهم وسعادتهم هي سعادتك أنت وأن كل شيء قابل للتعويض من أجلهم.
سوف تتعلم فيما بعد مثلما تعلمت أنا هذا الدرس، أن التنازل من أجل عائلتك أولا وأخيرا فقط، التنازل من أجلهم في بعض الأمور لا يعتبر رغما عنك بل تتنازل بكل إخلاص وحب ولا تنتظر مقابلا لهذا التنازل أبدا.
@nanomomen