الأدوية التي تقدم ووعود التخلص من الوزن أو حرق الدهون قد تحمل أخطارا مخفية على صحة الفرد، وبالرغم من مخاطر استخدام هذا النوع من الحبوب والمنتجات، فإن الطلب عليها في ارتفاع مستمر، والدراسات تشير إلى أن حوالي 50 % من الذين يعانون من الوزن الزائد يستخدمون حبوب الحمية دون وصفة طبية، فهم يخوضون تجربة غير محسوبة المخاطر، ويبحثون عن سرعة الحصول على جسم صحي ورشيق بعيدا عن ممارسة الأنشطة الرياضية أو جهد بدني، وهنا تكمن الخطورة فقد تكون أدوية لها عوارض صحية خطيرة، وحذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء من مستحضرات تسوق لها محلات عطارة وباعة متجولون وبعض مواقع التواصل الاجتماعي غير المعروفة وتعرضها للبيع على أنها مستحضر طبيعي لإنقاص الوزن والتنحيف، في حين أنه مادة دوائية خطرة ومحظورة تحمل ادعاءات مضللة، وبعض المنتجين لهذه المواد يتجنب ذكر جميع المكونات في ملصق المنتج وخاصة الضارة منها، وبالتالي فلن يكون لدى المستهلكين أي طريقة لمعرفة أنهم يتناولون منتجات تشكل خطرا على صحتهم.
ففي عام 2009م حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء من استخدام منتجات هيدروكسي كت (Hydroxycut) المصنعة بواسطة شركة لوفيت هيلث ساينسز Lovate Health scinces وذلك نظرا لتسببها في عدد من الأعراض الجانبية الخطيرة على الكبد، وقالت الهيئة في بيان أصدر لها «إن الشركة سحبت هذه المنتجات من الأسواق الأمريكية بناء على 23 بلاغا مقدما لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، خلال الفترة من 2002-2009م والتي اشتملت على بعض الأعراض الجانبية الخطيرة على الصحة، مثل ارتفاع في أنزيمات الكبد واليرقان (الصفار) والتي تدل على اعتلال الكبد، مما يتسبب في حدوث وفاة نتيجة للفشل الكبدي» ونبهت الهيئة المستهلكين بضرورة التوقف عن استخدامها تفاديا لأي آثار جانبية تحدث من جراء الاستخدام، فهذه المستحضرات تتداول كمكملات غذائية تحتوي على العديد من المكونات والمستخلصات العشبية غير المعروفة، وتسوق بادعاءات طبية مثل إنقاص الوزن، حرق الدهون، تعزيز الطاقة، التقليل من امتصاص الكربوهيدرات، والتخلص من الماء الزائد في الجسم، ومع مرور هذه السنين على تحذيرات الهيئة العامة للغذاء والدواء وقع هذا المستحضر بيد أحد الزملاء، بطلب هذا المنتج عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي دون علمه بأضراره الخطيرة، قام باستخدامه لمدة 40 يوما مما تسبب بإتلاف أجهزة الجسم الحيوية من كبد وبنكرياس والكلى وأدى ذلك إلى دخوله العناية المركزة ثم وفاته، بالرغم من أن المنتج تم التحذير منه منذ 13 سنة إلا أنه وقع في يد ضحيته.
مع كل هذه التحذيرات المستمرة لحماية المستهلكين من خلال الإعلان عن قائمة المنتجات الخطرة ومعرفة المنتجات التي ينبغي عليهم الابتعاد عنها، لكن يجول في خاطري سؤال: كيف دخلت هذه المنتجات الخطيرة دون رقابة مع وجود تحذير من الجهة الرسمية في الدولة؟
@alzebdah1