لكن السؤال الأهم، ما الذي أو مَن هو من يصفر للأمل أن يعود، ويطرده قبل عودته؟ في الكيمياء درست أنه وقت التفاعل الكيميائي نستطيع تسريع العملية وإبطائها، هما (المحفزات والمثبطات)، المحفز أمر يساعد على تسريع وتقوية المواد الموجودة في التفاعل، والمثبطات هي عكس ذلك تماما، هذه المعلومة البسيطة هي تعبير عما نعيشه بشكل يومي وما نمر به خلال تجاربنا ومن طفولتنا،
البعض يتذكر «كوزيت» من رواية «البؤساء»، فتاة صغيرة تسكن في بيت ناس أمنتهم والدة كوزيت عليها، المؤسف أنها كل ما تفعل أمرا جيدا كالرسم أو مساعدة ابنهم في الدراسة يردون الجميل بالنكران والتحطيم، تساعد ابنهم على الدراسة، وهم لا يريدون أن تعتقد أنهم مدينون بجميل لها وعليهم رده، بل دفع الأموال والدروس الخصوصية أهون وأفضل من أن تكبر الخادمة علينا، (السيئ في الأمر أنهم وضعوها خادمة لهم).
السلبية كسرت قلبها وحطمته، وتترك ذلك وأصبحت ترى نفسها يائسة ومنبوذة، لكن رسائل أمها كانت تحفزها، كانت هي الأمل لها، هي السبب وراء إصرارها وابتسامتها دائما.
في مجتمعنا ذات الأمر، الرفض كثير بسبب السلبيات والجهل وعدم وجود الأمل على سبيل المثال: «جيه، كي، رولينج» كاتبة بريطانية في العشرينيات من عمرها، الآنسة رولينج تقدمت إلى أكثر من دار نشر لكي تنشر روايتها، واستمر الأمر بالرفض 12 مرة بسبب أنها امرأة، وأنه عار عليهم نشر شيء لها أو لغيرها!!
هذا الجهل لم يوقفها، ولم تيأس وعادت الكتابة والمراجعة والتعديلات، مرة أخرى تقدمت لكي تنشر سحر خيالها، وكان الأمل يكبر معها دائما، وأخيرا تم قبول طلبها وانتشرت وكانت أول كاتبة تصل إلى مليار دولار بسبب الكتابة، روايتها السحرية سُجلت في التاريخ، وهي رواية هاري بوتر.
ختاماً، مَن أراد الوصول لهدفه فعليه بالتوكل على الله ثم الإصرار وبذل الجهد، وإن كان خيرا له سيصل للهدف المكتوب، هناك صراع كبير بين العقل والقلب؛ لذلك يجب أن نحكم عقولنا قبل قلوبنا، ونرى الأمر من الجانب المشرق، فهناك دائما أمل، وحتى إن واجهنا الصعاب فلا بأس بذلك لأنه جزء من الخطة والطريق للوصول إلى الهدف المرسوم، والقهوة رغم مرارتها لذيذة وجميلة، فلا تيأس وابتسم وأحسن الظن بالله.
[email protected]