* فمن الإنصاف أن نقول بأن أسباب ومبررات الاحتفاء بمناسبة تاريخ معين للتأسيس كثيرة، وقد لا يحويها مقال واحد إذا ما أراد المؤرخون وعلماء الاجتماع تبيان أهمية نشأة هذا الكيان العظيم «المملكة العربية السعودية» حتى أضحى كيانا شامخا ملء السمع والبصر على مستوى العالم، ومن تلك الأسباب:
* أن قيام الدولة السعودية خلال مراحلها الثلاث إلى أن استقر الوضع واستتب الأمن في عهد الملك مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبدالعزيز طيب الله ثراه بعد التوحيد لهو عمل خارق بل هو أشبه بالمعجزة.
* أن قوام هذا الاستقرار وتحقيق هذا الولاء وهذه الانقيادية التلقائية الفريدة من مكونات المجتمع السعودي بالرغم من تباعد مناطق المملكة وتنوع الثقافات وتعدد اللهجات لم يتحقق ويكتسب هذا الثبات وهذا الرسوخ إلا بالتمسك بثوابت الدين وبالحكمة وبالقيادة الراجحة والناجحة في كيفية إدارة شؤون الملك وبإرساء العدل وإنزال الناس منازلهم كشيوخ القبائل وأعيانها وصون حقوق الناس بصفة عامة حتى من وفدوا للإقامة والعمل.
* وبالتالي فإن التأريخ والتوثيق ليوم محدد بعينه كما قضى بذلك الأمر الملكي الكريم بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام مناسبة للتأسيس قرار صائب له عمق وطني وله أبعاد تاريخية جديرة بأن يعيها أبناء المملكة العربية السعودية إذا ما ربطوا ماضيهم المجيد بمستقبلهم الواعد بإذن الله.
* ومتى ما أدرك المواطن السعودي قيمة هذه المناسبة وأهميتها فإن ذلك سيعزز بحول الله من حتمية الصمود واليقظة لكل ما قد يخطط له الأعداء وما قد يراد - لا سمح الله - بهذا الكيان الفريد من مكائد ومؤامرات لن تهدأ إلا بالوعي وباستشعار كل ما يحدث حولنا، فمتى ما كان البناء مسموكا ومتينا ومتى ما كان التلاحم بين القيادة والمواطن قائما فسوف تتحطم بإذن الله أحلام وآمال شانئيه، لا سيما بعد أن سقطت بعض الأقنعة التي قابل أصحابها صنيع المملكة وما أسدته لهم على مدى عقود طويلة بالجحود والنكران.
[email protected]