بسيفي إذا جد الوغى لخطيبُ
فبلغت كلماته خالد بن صفوان، فقال:
والله ما علا ذلك المنبر أخطب منه، ولو أنه كلام استحق خروجي من بلدي إلى قائله استحساناً، لا خرجتني هذه الكلمات إلى قائلها، لذلك تعتبر المواجهة من أكثر الأمور الصعبة، التي يواجهها الشخص عند الحديث مع الآخرين نتيجة الشعور بالخوف، والقلق، والتوتر، الذي ينتابه خلال مواجهة الجمهور، وكذلك عدم الثقة بالنفس، مما يحدث لديه الانزعاج والحرج الاجتماعي، وأثبتت بعض الدراسات النفسية أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في الشعور بالخوف والقلق والتوتر، وكذلك الجينات أيضاً لها دور في نقل الخوف والقلق المرضي، التي قد تسببها، مشكلات الطفولة، الضغوط الحياتية، الصدمات النفسية، التفكير الزائد، التفكك الأسري؛ لذلك يجب على الشخص محاولة معرفة الأساليب الصحيحة لمواجهة الجمهور، والعمل على التدرج في عمل الحديث أو الخطابة أمام بعض الجماهير القليلة، التي قد تكون من معارفه، أو بعض التجمعات البسيطة في المحافل الاجتماعية قليلة العدد البعيدة عن الطابع الرسمي، فمع الممارسة والتدريب تقل نسبة الخجل، وتتكون لدى الفرد عملية التعود على مقابلة الجمهور، ويعمل على هذا التدريب المتدرج حتى يصل إلى أكبر عدد من الجمهور، وعليه الاطلاع والقراءة المكثفة لمختلف المواضيع والخطب والكلمات والمقدمات والتقليد ومحاولة تفعيل عملية تطبيق العمل، والتدرب كذلك بالمنزل مع أسرته، أتذكر دكتورا في كلية التربية كان يقول لنا: إن هناك شخصاً كان يتدرب في بداياته على الخطابة على بعض مزارع الكوسا، وكان يتخيلها وكأنها رؤوس من الناس، فيبدأ بالاستعداد والتحضير ويذهب هناك وحيداً، ثم يقوم بعملية الخطابة وكأنه يتحدث أمام جمهور، وبعد فترة وجيزة استطاع تجاوز هذا الاختبار لمقابلة الجمهور والتحدث بطلاقة وثقة في مختلف تفاصيل حياته.
@alnems4411