المبادرة الخليجية، التي حملها وزير الخارجية الكويتي إلى الحكومة اللبنانية بقصد رأب الصدع في العلاقات اللبنانية الخليجية بعد المواقف العديدة، التي صدرت من جهات إعلامية، بل وحتى رسمية محسوبة على الحكومة اللبنانية تجاه دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية، التي أعلنت التأييد الصريح للعدوان على أراضي المملكة من قبل هذه الجهات، إضافة إلى هيمنة تنظيم مسلح على لبنان ومصادرة قرار الدولة اللبنانية واستباحة حدود لبنان لتكون ممراً لتهريب المخدرات لدول الخليج، إضافة إلى التدخل المسلح السافر خارج حدود لبنان ودعم العصابات الخارجة على الشرعية باليمن في عدوانها على دول الجوار وسيطرتها على المؤسسات الشرعية ضد إرادة الشعب اليمني؛ كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى التوتر، الذي أصاب العلاقات بين لبنان وحكومته، التي يخطفها حزب حسن نصر الله الطائفي ودول الخليج، التي لم يلق لبنان منها منذ قيامه إلا كل عون وتأييد ومساعدة، ولطالما وقفت إلى جانبه في كل ما مر به من ظروف ويكفي أن نضرب لذلك مثلا بمؤتمر الطائف، الذي عقد بجهود سعودية دعمتها جهود دول الخليج ودول عربية أخرى، التي لولاها لم يكن من المستطاع وضع حد للحرب الأهلية، التي استمرت سنين عديدة وأحرقت الأخضر واليابس في لبنان، التي أوقفتها جهود السعودية ودول الخليج ليس ذلك فحسب، بل إن دول الخليج اتبعت الاتفاق بإنفاق ملايين الدولارات لإعمار لبنان وإعادة بناء ما هدمته الحرب وإعادة تسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية مما ساهم في استقرار لبنان، الذي عاد ليتزعزع مرة أخرى بظهور حزب الله، الذي أفقد الحكومة اللبنانية سيادتها، وهيمن على شؤونها لا لتنفيذ إرادة شعب لبنان، بل للسيطرة على مقدرات هذا البلد لصالح قوى أجنبية يصرح زعيم الحزب ليل نهار بأنه تابع لها، ويدين لها بالولاء والطاعة، وأنه جزء لا يتجزأ من محور تقوده للسيطرة على المنطقة، ثم يتبع ذلك بالتدخل في الحرب الأهلية بسوريا مساهمة في قتل الشعب السوري وهدم منازله فوق رؤوس أصحابها تعزيزاً لنفوذ إيران، التي تطمع في الهيمنة على دول المنطقة، وتعلن على رؤوس الأشهاد أنها تحتل أربع عواصم عربية من بينها بيروت عاصمة لبنان. وفي الوقت الذي يعطل فيه حزب نصر الله عمل الحكومة اللبنانية والبرلمان ويمنع القضاء اللبناني من ممارسة واجباته في الكشف عن المجرمين، الذين يقفون وراء تفجير ميناء بيروت، الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، ودمر آلاف المنازل حتى لا تظهر الحقيقة، كما منع من قبل ذلك العدالة من الوصول إلى قتلة الرئيس رفيق الحريري، وفي حين كانت هذه السلبيات والمصائب هي ما يُقدمه حزب الله، ومَن يقف وراءه للبنان فلم يلق لبنان من دول الخليج وعلى رأسها المملكة إلا كل مساعدة وعون. وإذا كانت الحكومة اللبنانية جادة في العمل لصالح شعبها بعيداً عن هيمنة هذا الحزب، فإن الاستجابة للمبادرة الكويتية الخليجية هي الطريق لخلاص لبنان وخروجه من محنته واستعادة قراره وسيادته بعيداً عن هيمنة السلاح المنفلت على الشرعية، وعن نفوذ عصابات تهريب المخدرات، والتدخل لصالح المشروع الإيراني في اليمن وغيره من البلاد العربية.. اليد الخليجية الممتدة بالمبادرة للبنان تحمل له ولشعبه الخير والأمن والسلام، فهل تفك يد لبنان قيودها وتصافح أشقاءها ليعود للبنان وجهه العربي الجميل؟؟.
@Fahad_otaish