إن تأمل الضوء في الفنون المعاصرة المبنية على فكرة الصورة المرئية المتحرّكة، التي تجمع الأداء والعرض بين المسجّل والمباشر، ترتكز على تفاعلات مُختلفة تجمع بدورها بين المضمون والفكرة وبين قدرة الفنان على فرض قدراته الجمالية، التي تستجمع المدارس الفنية مع قوة الأداء والتجانس مع المؤثّرات، التي تجعل المتلقي أيضا عنصرا يتقاسم لحظات الخيال مع الفنان والعمل الفني ويثريها مع خياله، وهي الميزة التي يشتغل عليها فنانو الفيديو آرت، بحيث يكون الخيال طيّعا ومرنا ومفتوحا على الصورة والحركة، وهو الهدف الذي يسعى له ملتقى الفيديو آرت النبش في خصوصيات هذا الفن والبحث عن مداه التطويري.
إن الفيديو آرت منجز فني مبني على التقنيات الحديثة يعتبر فيها الضوء بمثابة المسطّح الأساسي للتعبير تماما مثل مسطّح اللوحة العادية، وبالتالي فهو العنصر الأول الذي ينتظر الفكرة ويتأسّس على الخيال العنصر الضامن لجمالية الخط التنفيذي للمجسّم العام للفيديو إذا ما أضفنا المؤثّرات والتركيب والدمج والمونتاج والإخراج، وهنا تكون نقاط التلاقي بين الفعل الفني والتعبير والخيال ودمج الضوء عملية متكاملة تلتقي عندها الفنون الحديثة وفنون ما بعد الحداثة.
لذلك إذا تأملنا الضوء في الفيديو آرت ستدفعنا الحركة نحو الخيال، وبالتالي سيقودنا الخيال إلى الجمال الساكن في المضمون التصويري داخل العمل، فكلما تأملنا في الضوء اكتشفنا تفاصيل جمالية وفنية أعمق.
@yousifalharbi