DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

«المعارض المدفوعة».. انتشار للمبتدئين واستغلال تجاري للمشاهير

معظمها مجحف للفنان ويتعدى على حقه ماديا وخدميا

«المعارض المدفوعة».. انتشار للمبتدئين واستغلال تجاري للمشاهير
تشهد الحركة الفنية التشكيلية تحركا واسعا في جميع مناطق المملكة وعلى أصعدة كثيرة، منها الوفرة في الفنانين التشكيليين سواء المبتدئون أو الرواد، إضافة إلى الإقبال على المعارض الفنية التشكيلية من قبل المتذوقين وغيرهم من الزوار المهتمين بالفنون وغير المهتمين من محبي الاطلاع، وعدها إحدى الوسائل الترفيهية في وقتنا الحالي، أدى ذلك الإقبال إلى ما يسمى «طمع الجهات المنظمة للمعارض الفنية»، بحيث يتم طلب مبالغ مالية مرتفعة نسبيا من الفنان أو الفنانة التشكيليين للمشاركة في معرض هنا أو عرض أعماله في زاوية هناك، قد تكون التكاليف جراء تنظيم وإقامة المعرض الفني تستدعي ذلك، لكن هناك مَن استغل حاجة الفنانين، فأصبحت الخدمات المقدمة من قبل الجماعة أو الجهة المنظمة لا تتسق مع المبالغ المرتفعة المدفوعة، خصوصا إذا كانت الجهة المنظمة غير متخصصة في الفنون.
وأكد فنانون تشكيليون أن المعارض الفنية الجماعية أصبحت تجارة هدفها استغلال الفنان، مشيرين إلى سلبيات وإيجابيات المقابل المادي للمعرض الفني الجماعي، مقترحين عدة حلول للخروج بالفائدة لجميع الأطراف، والأهم للارتقاء بالمشهد الفني التشكيلي والمعارض الفنية في المملكة.
رغبة التألقويرى الفنان التشكيلي شاكر السليم، أن كل فنان مبتدئ أو ممتهن للفن لديه رغبة وحلم أن يرى أعماله في النور، فالعمل الفني التشكيلي وجد ليراه الناس ويوصل رسالة الفنان إلى العالم، وفي هذه الفترة توجد الكثير من المعارض الفنية الثقافية المجانية والتابعة لجمعيات الثقافة أو جسفت الفنية، ولكن في معظمها تكون محصورة بمجموعة معينة، وتخضع الأعمال إلى الشروط والتقييم ومحدودية المشاركة بعمل واحد، ومع الأسف هذه المعارض لا تأخذ الزخم الإعلامي والدعائي، فالحضور والدعم بسيطان ويصعب على الفنان تسويق أعماله، وكثير من الفنانين المبتدئين لا تقبل أعمالهم بهذه المعارض.
وأضاف: من جهة أخرى، هناك منظمون وشركات تسويقية لقاعات معارض ربحية تكون بمقابل مادي، وفيها تسويق فني ودعم مادي وحضوري، فتكون ملجأ لبعض الفنانين المشهورين والمبتدئين لتسويق أعمالهم وأنفسهم فنيا، ولها دور إيجابي في نشر الفن، وإظهار الأعمال الفنية والفنانين المغمورين ما دام هناك عناية فنية ومراقبة لهذه الأعمال من حيث القيمة الفنية والجمالية، بما لا يخل بالقيم الجمالية والأخلاقية والدينية للأعمال، وليست موجهة، والقصد منها الربح فقط ولو كان على حساب الفن والقيم الفنية والجمالية والثقافية، فيكون أثرها سلبيا على الساحة الفنية التشكيلية. معارض جماعية
أما الفنان التشكيلي محمد شراحيلي، فقال إنه لا مانع من عمل معرض جماعي لمجموعة متفاهمة صادقة مع بعضها، وهذا الشيء نادر نجده في معارضنا إلا لمجموعة بسيطة، ولكن المعارض تفيد الفنان الجديد حين ينضم إلى مجموعة قوية، فتكون له انطلاقة من خلال هذه الأسماء ليبدأ اسمه في الظهور، لكنها تظلم الأسماء القديمة في طريقة العرض والإعلام، وخلالها قد يستغل الاسم الجديد بعض العلاقات الإعلامية وتغييب أسماء الخبرات الفنية، وهذا يحصل في المعارض الجماعية.
وأشار إلى ضرورة تخصيص صندوق شهري للجماعات الفنية، يكون بغرض إقامة المعارض والورش الفنية، وأن يكون أمين الصندوق مرشحا بالتصويت من الجميع، وأن يكون هناك ملف لجمع الفواتير، وإقامة اجتماعات دوريه لنقاش أي معرض يقام في أي مكان كان.
تكاليف عاليةوذكر التشكيلي عبدالله الرشيد، أن الأمر يعود بحسب الجهة المنظمة، فإذا كانت جماعة فنية أو فريقا، فمن الطبيعي أنهم لا يملكون مردودا ماديا مثل المؤسسات والجهات الأكبر، لأن إقامة المعارض مكلفة من الناحية المادية، لذلك فمن الطبيعي طلب مبلغ بسيط، لكن هناك مَن استغل هذه النقطة، فأصبحوا يطلبون مبالغ عالية، ويتم تخصيص خانات صغيرة لتقديم الأعمال فيها، فأصبح فيها استغلال وطمع وجشع، والمجموعة تتسلم أضعاف المبالغ التي تستحقها والتي تفوق حاجتها، والضحية هو الفنان أو الفنانة.
وأكد ضرورة عدم المبالغة في الأسعار، وأن تكون معقولة وبحجم التكلفة والتنفيذ، مضيفا إن هناك حلولا مثل التعاون مع رعاة يتكفلون بالدعم المادي، ولكن هناك مَن استغل ضعف وحاجة الفنانين، وعند تسليط الضوء على نوعية المشاركين نجدهم من المبتدئين وصغار سن، لذلك تهمهم المشاركة والظهور على حساب دفع مبالغ مادية كبيرة.
وأضاف: شاركت قبل عدة سنوات في معرض بمقابل مادي طائل، وفي المقابل كان الحضور ضعيفا بحيث إن المبلغ المدفوع لم يستفد منه الفنان، لذلك من المهم حرص الفنانين على معرفة مَن المنظم قبل أن يدفع أو يتعاون معهم، فحينما تكون الجهة متخصصة بالفنون وتتقاضى مبالغ معقولة، فغالبا تعمل على التسويق للمعرض وللأعمال، وجلب مقتنين والعمل على إقامة ورش ضمن المبلغ وتقديم الفائدة والنفع للفنان، بالإضافة إلى تقدير قيمة العمل الفني والعناية به والحفاظ عليه، بهدف السعي إلى خدمة الفن.
جهات داعمةأما الفنانة التشكيلية هند الذرمان، فأكدت ضرورة وجود جهات تدعم الفنانين، مثل أن يتم تخصيص دعم للفنانين من قبل التجار من أعضاء الغرف التجارية من كل منطقة، مثل توفير صالة عرض وحواجز وغيرها من أغراض العرض، كون المملكة متوجهة إلى دعم الفن والفنانين، فلا بد من التعاون مع الغرف التجارية؛ بهدف الارتقاء بالذوق العام، وإيصال رسالة الفن الذي ليس فقط جزءا من الحياة، إنما الحياة التي ترتقي بذائقة الشعوب وأخلاقياتهم، فالفن يشغل الشباب ويعلمهم مهارات متعددة، بالإضافة إلى خلق فرص تطوعية ووظيفية من خلال هذه المعارض الفنية المدعومة من قبل التجار كخدمة مجتمعية.
وقالت: المعارض الجماعية ذات المقابل تعد ظالمة للفنان، وتعد على حقه، ليس فقط من ناحية طريقة العرض والخدمات، وإنما في طريقة التعامل معه كفنان أيضا، بحيث قد تحوي مثل هذه المعارض الغث والسمين من الأعمال، ما يظلم الأسماء البارزة والأعمال المميزة وعرضها مع أعمال في مستوى أقل.
وحول الإيجابيات، أشارت إلى أن المشاركة بحد ذاتها تعد إيجابية رغم أنها مدفوعة، إلا أنها الخطوة الأولى لبعض الفنانين للظهور وبداية الانطلاقة، والفنان عليه أن يستغلها للوقوف على خشبة مسرح الفن التشكيلي، وإظهار ما لديه خاصة أن هذا سيكون في حضرة الكثير من المهتمين بالفن التشكيلي.
تجميع فنانينوأوضحت الفنانة التشكيلية أحلام المشهدي، أن المعارض الجماعية أو المهرجانات ذات المقابل المادي، غالبا ما تكون تجارية أكثر من كونها معارض ذات هدف وتوجه وقيمة، ويستثنى من ذلك القليل، فغالبا ما نجد فيها مستويات ضعيفة من الأعمال، واختلاط الحابل بالنابل، وجني أموال من فنانين يحاولون السعي هنا وهناك من أجل المشاركة في أي مناسبة أو ملتقى لنشر أعمالهم بدون خبرة أو دراية كافية بالوضع، عدا أن يكون الفنان ضيف شرف، وأضافت: بالتأكيد لا أقصد هنا حينما تطلب القاعة أو الجاليري مقابلا ماديا مقابل تأجير الصالة، فهذا الأمر مختلف تماما عن موضوع تجميع فنانين من قبل منظمة معينة أو جهة لديها دعم أو رعاة، لكنهم يستغلون الفنانين وما أكثرهم الآن، وللأسف أصبحت المعارض والمهرجانات تجارة هدفها استغلال الفنان.
طريقة العرضوترى التشكيلية إيمان الجشي، أن طلب مقابل بسيط للإجراءات والمصاريف يعد أمرا مقبولا وجيدا، أما طلب الرسوم المرتفعة فهذا يعني أن المعرض تجاري، مشيرة إلى أهمية المعارض الجماعية للفنان كونها تعطي مجالا للمنافسة، بالإضافة إلى أن الفنان يرى عمله ومستواه بالنسبة لأعمال فنانين آخرين، ولكن الأهم اختيار المشاركة في المعرض الجيد الذي سيضيف له، مؤكدة أن طريقة العرض مهمة جدا لنجاح أي معرض فني.
زيادة الإقبال أدت إلى طمع المنظمين في تحقيق مكاسب مادية كبيرة
المعارض الجماعية تحل المشكلة بشرط أن تكون لمجموعة متفاهمة
هناك من يستغل حاجة الفنانين بتقديم خدمات أقل من المبالغ المدفوعة