وبحسب التقرير، فإن الجولة التي بدأت هذا الأسبوع حاسمة رغم تأكيد أحد المصادر أن المفاوضات ليست قريبة من تحقيق اختراق.
وتابع التقرير: مخاطر انهيار المفاوضات واضحة أيضا، تعالت الأصوات المعارضة من الصقور الأمريكيين، كما كثف الحوثيون، حلفاء إيران في اليمن، هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة على الإمارات، وقد دفع ذلك بدوره إلى نشر سفينة حربية أمريكية وطائرات مقاتلة متقدمة، ليس فقط للمساعدة في حماية البلاد، ولكن لإرسال تحذير ضمني إلى إيران.
خطة العمل
وأردفت مجلة «إيكونوميست» البريطانية: حدت خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تُعرف بالاتفاق النووي، بشدة من برنامج إيران النووي وعززت عمليات التفتيش مقابل رفع العديد من العقوبات، لكن تم التنديد بها من بعض الديمقراطيين.
وأشار إلى أنها سمحت لإيران باستئناف تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع بعد 15 عاما، ولم تُلزم طهران بإنهاء برنامجها للصواريخ الباليستية أو تورطها في صراعات إقليمية.
وأضاف: ردًا على ذلك، سارعت إيران تدريجيًا في تخصيب اليورانيوم، وهي المادة الانشطارية المطلوبة لكل من المفاعلات النووية والقنابل، كما خصبت بعض اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة على مسافة شعرة من المواد المستخدمة في صنع القنابل، كما قامت بتحويل غاز سادس فلوريد اليورانيوم المخصب إلى معدن يورانيوم، والذي يرجح أن يكون استخدامه في صنع القنابل، كما أعاقت عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونبّه إلى أن الوقت الذي تحتاجه إيران لتجهيز مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة تقلص إلى أقل من شهر، وهي أقصر بكثير من مدة العام أو أكثر عندما كانت خطة العمل الشاملة المشتركة سارية المفعول.
وبحسب التقرير، قد يستغرق وضع رأس نووي على صاروخ سنة أو سنتين أخريين.
وأضاف: من هنا جاء تأكيد أمريكا على أن المحادثات وصلت إلى نهاية اللعبة، ما لم يتم التوصل إلى صفقة في القريب العاجل، فإنها ستفقد قيمتها، وكلما طال أمد المحادثات، انتهى سريان القيود المفروضة على برنامج إيران بموجب «الشروط ذات الآجال المحددة» الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتابع: يعترف روب مالي، كبير المفاوضين الأمريكيين، بأن العودة إلى الصفقة في الوقت الحالي لن تؤدي إلى استعادة الوقت الكافي لاختراق إيراني والذي كان يبلغ عامًا.
ضغوط شديدة
واستطرد تقرير المجلة البريطانية: بالنسبة للإيرانيين أيضًا، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة تفقد قيمتها، قد يكون أي رفع للعقوبات الأمريكية مؤقتًا، بالنظر إلى أن جو بايدن قد يكون خارج منصبه في 2025، وقد يعود ترامب إلى البيت الأبيض، على أي حال، سيتعرض أي رئيس جمهوري لضغوط شديدة للتخلي عن الصفقة.
وأردف: رفض المفاوضون الأمريكيون المطالب الإيرانية بضمان عدم إعادة فرض العقوبات، يقولون «إن بايدن لا يمكنه إلزام خليفته بشيء، وإن أفضل ما يمكن أن يقدمه هو الوعد بالالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة إذا استمرت إيران في الامتثال»، لكن هل ستكون هذه الطمأنينة المحدودة كافية؟
ومضى يقول: يرى المتفائلون أن هناك فرصة بنسبة 75% للتوصل إلى صفقة، وأردف: فيما يرى المتشائمون احتمالية عالية للفشل.
ولفت إلى أن خطر سوء التفاهم مرتفع، بالنظر إلى أن إيران ترفض التحدث مباشرة مع أمريكا، وبدلاً من ذلك، فإنها تتفاوض بشكل غير مباشر من خلال دبلوماسيين أوروبيين وصينيين وروس.
وتابع: يقول بايدن «إنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، لكن إسرائيل غير مطمئنة، وتقول «إنه لا ينبغي أن تمتلك إيران القدرة على امتلاك سلاح نووي».
وأضاف: بعد أن وعدت بصفقة أطول وأقوى من خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن إدارة بايدن ستحصل في أحسن الأحوال على صفقة أقصر وأضعف.
الخطوات التالية
ونبّه تقرير «إيكونوميست» إلى أن اللوم في ذلك، بحسب الإدارة، يكمن في انسحاب ترامب من الاتفاق، وهي تأمل أنه بمجرد أن تستعيد خطة العمل الشاملة المشتركة بعض الاستقرار، قد تؤدي مفاوضات المتابعة إلى تحسين شروطها.
وتابع: يستعد المسؤولون الغربيون لانهيار المحادثات، ويناقشون بهدوء الخطوات التالية لزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على إيران.
ولفت إلى أنه قد يكون أحد الخيارات بالنسبة لبلد أوروبي كبريطانيا اللجوء إلى الأحكام التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن ذلك سيكون له تأثير محدود ويخاطر بحدوث اختراق بين الغرب وروسيا والصين، التي سيساعد قبولهما في زيادة تأثير أي جهد لفرض مزيد من الألم الاقتصادي على إيران.
ومضى يقول: حتى الآن، ساعدت روسيا والصين في دفع إيران نحو صفقة، في ديسمبر، على سبيل المثال، دفعاها للعودة إلى تعاونها المحدود مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتجنب عرض الأمر على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، علاقاتهما مع إيران معقدة، حيث تقوم روسيا بتزويدها بالأسلحة والتكنولوجيا النووية المدنية، بينما الصين هي أكبر مشترٍ لنفطها، وكلاهما يبدو حريصًا على استخدام إيران كثقل موازن ضد النفوذ الأمريكي، لكن لا يريد أي منهما أن تصبح إيران نووية، ولا يبدو أنهما تريدان أزمة جديدة في الخليج من شأنها أن تزيد من عدم الاستقرار الجيوسياسي.
وأردف: قد تؤثر العاصفة المتصاعدة في أوكرانيا على مثل هذه الحسابات، يأمل بعض الدبلوماسيين أن تسرع الأزمة الأوكرانية في الواقع بالتوصل إلى اتفاق، حيث تسعى القوى الكبرى لاحتواء تنافسها، يخشى آخرون من أن المواقف أصبحت بالفعل متصلبة.