في الحياة الممتدة نواجه أفرادا يختلفون في الأنماط السلوكية وعلى سبيل المثال وليس الحصر، منهم من يغضب بسرعة ومنهم من هو معتدل في الغضب، ومنهم من يمسك نفسه عند الغضب وهو بذلك يحقق مبدأ السنة وتطبيقها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تغضب أملك لك الجنة» لكن هناك في المقابل من يغضب بسرعة ويحب بسرعة، وتجده يكره بسرعة، علاقاته العاطفية غير مستقرة، لديه تغيرات سريعة في المحبة والكره، يتصرف تصرفات طائشة ومندفعة، متقلب مزاجيا، يفتقد أعصابه نتيجة الغضب بشكل حاد، وغيرها من التصرفات السيئة غير المقبولة والتي لا تخرج من الإنسان السوي، ويعد اضطراب الشخصية الحدية اضطرابا في الصحة العقلية يؤثر في طريقة تفكير الشخص وعلى نفسيته وبشعوره بالآخرين وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في مهام الحياة اليومية، مما يجعل الفرد ينظر لنفسه بشكل مضطرب ويصعب عليه السيطرة على مشاعره وسلوكه وبالتالي تفضي إلى اضطراب العلاقات الاجتماعية بشكل متكرر، كما أن صاحب هذه الشخصية يعاني أيضا من اضطراب شديد مثل الخوف من الهجر أو عدم الاستقرار، وقد يجد صعوبة في تحمل الوحدة، ولكن يدفعه الغضب الحاد والاندفاع والحالات المزاجية المتقلبة الآخرين إلى الابتعاد عنه على الرغم من أنه يرغب في الشعور بالحب ووجود علاقات دائمة ومستمرة، ويطلق على من يتمثل هذا النمط السلوكي الشخصية الحدية وصاحبها لا يستطيع التحكم في مشاعره، لأنها خارجة عن سيطرته الشخصية، تجده تارة قد يعشق ويحب بجنون، وفي تارة أخرى وفي الوقت نفسه يمكن أن يتغير ويثور ويتحول بشكل سريع إلى شخصية عدوانية وتعتبر هذه الشخصية من أخطر الشخصيات، قد يقترف هذا الفرد في ثورانه وغضبه أشياء كبيرة وأخطاء جسيمة لا تحمد عقابها، وسرعان ما يندم على ما فعل ويتراجع ولكن بعد أن يكون دمر كل شيء، وأفسد هذه الرابطة الإنسانية وأخل كثيرا في العلاقات الاجتماعية، ثم يحاول أن يبدأ في عملية التصحيح من جديد، ويحاول عملية الإصلاح، ولكن قد يعود لما كان عليه في وقت وجيز، عزيزي إذا كنت ممن يعاني من مثل هذه الاضطرابات السلوكية في شخصيته، يجب عليك التوجه إلى طبيب مختص في الصحة العقلية، وقد أكدت عدد من الدراسات أن أسباب اضطراب الشخصية الحدية غير مفهومة، قد يكون للبيئة والوراثة دور في ذلك، وقد يكون للمعاملة السيئة والإهمال اللذين يتعرض لهما الأطفال يكون لهما دور أيضا، كما أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن وجود تغيرات في الدماغ لها دور في صناعة هذه الشخصية المضطربة، ويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في فقدان العلاقات الحميمية والاجتماعية والوظيفية، لذلك يجب على صاحب هذه الشخصية البحث عن العلاج ولا يجعل الإحباط يتملكه ويسيطر عليه هذا الاضطراب، إن شاء الله مع تلقي العلاج ومع مرور الوقت، تستطيع أن تتكيف وتعيش في حياة مرضية ومقبولة وجميلة.
@alnems4411