تأتي أهمية السلامة المرورية في النقل المدرسي كونه من أهم العوامل المساهمة في نجاح المنظومة التعليمية، فالنقل بمثابة همزة الوصل إن صح التعبير بين المنزل والمدرسة وشركاء النجاح في النقل يبدأون من سائق الحافلة، ثم المدرسة، الأسرة، الطالب والحركة المرورية، وفيما يلي بعض الإرشادات على شكل نقاط، تبدأ رحلة النقل مع الحافلة التي يقضي فيها الطلاب أوقاتا طويلة ومتفاوتة عندما تنقلهم من منازلهم إلى مدارسهم والعودة بهم وأثناء مدة جلوسهم في الحافلات المدرسية لا بد أن يتعلم الطلاب والطالبات أساسيات ركوب الحافلة ومغادرتها والتقيد بالنظام واحترام الجميع وعدم اللعب أو القفز بين المقاعد، فالحافلة ليست (ملاهي) وهذا دور الأسرة في توجيه أبنائهم ونصحهم، وفيما يخص سلامة الحافلة يجب أن تكون بحالة جيدة كالإطارات والمكابح (الفرامل) والماكينة والتكييف بمعنى مجتازة للفحص الدوري دون إغفال أهمية النظافة الداخلية والخارجية للحافلة، فمنظر الحافلة المرتبة والنظيفة يفتح النفس للطلاب وغيرهم ممن يشاهد الحافلات المدرسية على الطريق أثناء الذهاب للمدارس والعودة منها.
بعد ذلك يأتي الحديث عن السائق الذي يجب أن يتمتع بشخصية حازمة لفرض النظام داخل الباص وفي ذات الوقت ودود مع الطلاب ولديه حس المسئولية وليس في مطلب الود والحزم تناقض فسلامة الطلاب خاصة عند الركوب والمغادرة للحافلة مطلب، فكم سمعنا من قصص محزنة في هذا الجانب من سحل لبعض الطلاب والطالبات نتيجة لتعلق الشنطة أو الملابس في الباب أثناء النزول ولم ينتبه السائق لأنه افتقد الحس الأمني والأبوي معا فوقعت المأساة، ومن القصص أيضا مغادرة سائق الحافلة دون أن يتأكد بأن الطلاب قد غادروا الحافلة، وفي هذا الجانب نذكر قصة ذلك الطالب الذي لفظ أنفاسه في (الباص) جعله الله شفيعا لوالديه، كانت بداية المأساة أن نام الطفل في آخر الحافلة ولم ينتبه السائق الذي أغلق الباص دون أن يتأكد أن جميع الطلاب قد نزلوا، ونكرر هنا الحس عند قائد الحافلة مطلوب، وذهب إلى منزله وعندما لم يعد الطفل تواصلت الأسرة مع المدرسة بحثوا في جميع الصفوف فلم يجدوه بعد المدرسة اتجهوا للحافلة فوجدوا الطفل قد فارق الحياة باختناق، وأتذكر ما قاله الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية السابق بعد تلك الحادثة اقترحوا وضع لوحة آخر الحافلة وطلبوا من كل سائق حافلة أن يقلب اللوحة قبل النزول والهدف هنا ليس في قلب اللوحة ذاتها ولكن أثناء ذهاب السائق إلى آخر الحافلة يكون قد شاهد جميع المقاعد فكانت فكرة خلاقة.
لأهمية سلامة الطلاب والنقل المدرسي أقترح مع بداية العام الدراسي أن يكون هناك يوم للتوعية يحضره سائقو الحافلات وأولياء أمور الطلاب والمشرفون في المدرسة يتم من خلاله إرشاد الطلاب حول اتباع أصول السلامة في الركوب والنزول وعدم العبور من أمام الباص والجلوس في المقاعد وعدم مغادرتها طوال الطريق عن طريق المحاكاة أو عن طريق استخدام الحافلة عمليا لترسخ التعليمات في عقول الطلاب والطالبات وبناء جسور للتواصل مع الجميع بما في ذلك سائق الحافلة.
أختم بهذه المقارنة التي يكررها جاري العزيز كلما يكون الحديث عن النقل المدرسي، قائلا إذا كانت البنوك حريصة على أن تختار شركات أمنية قوية ومركبة آمنة لنقل الأموال فمن باب أولى أن تطبق نفس المعايير مع الحافلات المدرسية ومن يقودها فرأس المال البشري لا يقل أهمية عن أموال البنوك... أعجبني الاستشهاد وأحببت أن أختم به المقال !!
Saleh_hunaitem@