فمن هذه الخصائص، أن نهر النيل جاء فيه حديث صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيحان وجيحان، والفرات والنيل: كل من أنهار الجنة) ومن ذلك أيضا أن هذا النهر هو ثاني أكبر نهر من أنهار العالم بعد نهر الأمازون، حيث يبلغ طوله ٦٦٥٠ كم أي قرابة ٦ أضعاف المسافة من الدمام إلى الطائف، وهو بذلك يشق قارة أفريقيا من جنوبها إلى شمالها عكس اتجاهات الأنهار الأخرى في الغالب، ومن مميزات هذا النهر، أنه يمر في عشر دول من دول القارة، ست منها تعد من أفقر دول العالم، ويعيش في حوضه حوالي 300 مليون نسمة أغلبهم في مناطق ريفية، ويمر أيضا عبر أكبر مدن القارة كدار السلام وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا والخرطوم والقاهرة.
ويبلغ إجمالي تدفق نهر النيل ٨٤ مليار متر مكعب تحظى منه مصر بنصيب الأسد والذي يقدر بـ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وهي الدولة التي استطاعت أن تستفيد منه إستراتيجيا منذ إنشاء السد العالي في عام 1960م والذي ساعد في تأمين مخزون مائي للبلاد، بالإضافة إلى مساعدته في توليد طاقة كهربائية كبيرة تقدر بـ 10 مليارات كيلووات ساعة سنويا.
وختاما، الكلام في نهر النيل يطول كطول امتداده ويحلو كحلو مشاهدته، ولكن لعلي تطرقت إلى معلومات تلقي بضوئها على عظم هذا النهر، وفي الختام نقول كما قال شوقي:
من أي عهد في القرى تتدفق
وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من
عليا الجنان جداولا تترقرق
@azmani21