فمؤتمر(ليب22 LEAP) التقني الذي عقد مؤخرا في العاصمة الرياض خلال الفترة من1-3 فبراير 2022م بمشاركة أكثر من 350 متحدثًا محليًا، وإقليميا ودوليًا، و700 شركة تقنية محلية، وعالمية وعبر 380 جلسة حوارية، واعتبر المؤتمر الأضخم إقليميا، وعالميا في مجال التقنية الإلكترونية والاقتصاد الرقمي.
وجاء هذا المؤتمر بتنظيم من وزارة الاتصالات، وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، وعددٍ من الجهات المحلية والإقليمية، والعالمية تحت شعار عين على المستقبل لدعم الاقتصاد الرقمي للمملكة، وتحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030م التي صاغها سمو ولي العهد الأمين، ويقودها بكل اقتدار.
هذا الجهد نلحظ فيه دورا بارزا للتخطيط الإستراتيجي في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، مما يؤكد لنا أن الريادة، والقيادة تحتاج رؤية، وإدارة وعزيمة، وكل ذلك أصبح متوفرا لبلادنا، حيث يعيش الشباب السعودي عصرا استثنائيا، وحلما يتقدمون نحوه بكل ثقة، ويوظفون إمكاناتهم وطاقاتهم لخدمة بلادهم ومواطنيهم.
وناقش المؤتمر موضوعات عدة منها الاقتصاد الرقمي، والتقنيات المالية، والاتصالات والإنترنت والتقنيات التعليمية، والبيولوجية والصحية، والفضاء والأقمار الصناعية، والعديد من قضايا قطاع التقنية الإلكترونية كالذكاء الاصطناعي والروبوتات، وإدارة التغيير، واستراتيجية القيادة، والابتكار والاستثمار، وأمن الوطن والمواطن.
كان هدف المؤتمر تعزيز مكانة المملكة كقائدة للفكر، والابتكار التقني العالمي، حيث يأتي تنظيم المملكة لهذا المؤتمر تأكيدًا، وتعزيزًا لمكانة المملكة، وريادتها الإقليمية والعالمية، وسعيها الحثيث للاستثمار في التقنية الإلكترونية، والرقمية لان المملكة تعتبر موطنًا لأضخم الاستثمارات في التقنية الرقمية باستثمارات تزيد عن 6.4 مليار دولار.
وأصبح (مؤتمر ليب LEAP) التقني أكبر منصة تقنية في العالم، حيث سلط الضوء على المنظومة العالمية الشاملة للابتكار، وأوجد جسور للتواصل، والتفاعل بين رواد القطاع، وأصحاب الأفكار وشركات التقنية، والمسؤولين الحكوميين، ورجال الأعمال، والمستثمرين لاختبار تقنيات المستقبل والتعرف عليها.
فالمملكة تتميّز بقوة استخدام التقنية في المعاملات، وبنسبة تتجاوز 80 %، وهذا مؤشر على أهمية العامل التقني في تخفيف الإجراءات، وهناك حضور كبير للتجارة الإلكترونية في بلادنا، التي بدأت تأخذ مساحة كبيرة في التعاملات الاقتصادية، وبدأت الشركات تختصر علاقاتها مع الجمهور عبر التقنية، وفتحت نوافذ، وأبوابًا جديدة.
نتمنى من وزارة الاتصالات استقطاب شركات التقنية العالمية، ونقل التقنية، والتكنولوجيا الحديثة إلى المملكة، وتنويع مصادر الدخل غير النفطي، والاستثمار في شركات التقنية العالمية المتقدمة وتوطينها، وجميع وظائفها، وجعل المملكة من أفضل الدول في قطاع الاتصالات، وتقنية المعلومات.
لقد سعدنا وتشرفنا بحضور المؤتمر، وشعرنا بالفخر بالحدث، ونقترح إنشاء مدينة للأعمال، وجامعة لعلوم التقنية، لنضمن وجود موارد بشرية سعودية مدربة لحاجاتنا المستقبلية، ولا يمكن أن تستفيد جهات أخرى خارج المملكة من التجارة الإلكترونية، ولم يستفيد منها المواطن، حيث تم الآن تصحيح السوق لصالح بلادنا ومواطنينا.
[email protected]