«التشخيص» لمعرفة حجم الفاقد وعلاجه
قال المختص بالإدارة والإشراف التربوي د. موسى السلامي: إن ما يجب التركيز عليه في فترة عودة الدراسة الحضورية هو البحث عن المهارات، التي فقدت لدى الطلاب أثناء فترة التعليم عن بُعد، مشيرا إلى أن الفاقد التعليمي يعود لعدة أسباب أهمها أن الحد الأدنى من متطلبات التعلم السابقة لم تكن متوافرة، ولم تُختبر خلال فترة التعلم عبر المنصات الإلكترونية، التي كانت تعتمد على تفاعل الطالب مع التقنية، مع الأخذ في الحسبان، ضيق وقت الحصص الدراسية والقصور في وسائل التعليم المستخدمة.
وأضاف: إن التعليم كان خاليا من التدريبات، وحل المسائل؛ لضيق وقت الحصص، ولم يراع خصائص المتعلمين المختلفة، إضافة إلى اختلاف البيئة الدراسية التي تقيد المعلم.
وأشار د. السلامي إلى أهمية استغلال الفترة الأولى من عودة الدراسة حضوريًا في إجراء اختبارات التشخيص، للتعرف على مدى إتقان المتعلم لمهارات محددة يحتاج إليها الطالب في مرحلته الدراسية.
وقال: حقيقةً المرحلة القادمة هي مرحلة تشخيص للمهارات، التي فقدت خلال السنة الماضية والفصل الدراسي الأول من هذا العام وبعد الانتهاء من عملية التشخيص لا بد من تصميم برنامج علاجي عاجل يشترك فيه المعلمون مع الموجه الطلابي والخبراء، يكون موازياً للمهارات الحديثة التي يتم تدريسها الآن، وعمل التقويم التكويني للوصول في النهاية إلى إتقان مناسب لهذه المهارات، لأن الطلاب إذا لم يتمكنوا من تلك المهارات إضافة للمهارات الحالية لن تكون المخرجات صحيحة، لذلك لا بد من التركيز على التشخيص والعمل على البرنامج العلاجي للحصول على نتائج مجدية.
تأهيل الكادر التعليمي لاحتواء الطلبة
أوضح محمد العلي أن أزمة كورونا فاجأت الجميع، وأجبرت جميع الأطراف على الدخول في جو مختلف وجديد، لم يكن معروفًا في السابق، فالأسرة لم تكن مهيأة للجلوس مع أبنائها أمام المنصات، والطلاب لم يكونوا مستعدين للدراسة من أمام الأجهزة لمدة تزيد على الثلاث ساعات، والمعلم لم يكن مستعدًا بشكل كاف، ليقوم بهذا الدور.
وأضاف: إن الطالب قبل أن يفقد المادة التعليمية، فقد المادة التربوية، إذ إنه اعتاد على الانضباط والحركة المستمرة من خلال الدخول والخروج من المدرسة والاصطفاف في الطابور الصباحي أو الانتقال من حصة لأخرى، وخلال فترة التعليم عن بُعد أصبح يعيش في فوضى واتكالية على والديه في حل الاختبارات والتحضير والتجاوب مع المعلم. كما فقد الطالب المهارات التي كان لا بد أن يتقنها في جميع مستويات التعليم، ومنها المهارات اللفظية واللغوية ومهارات التفاعل مع الآخرين.
تعاون تام
وأكمل العلي: ينبغي أن يكون هناك تعاون تام بين الأسرة والمدرسة، وأن نخرج من دائرة اللوم، وأن نهيئ الطفل قبل الخروج من المنزل بالتحفيز والتشجيع والترغيب في العودة إلى المدرسة، إضافة لقدرة الكادر التعليمي والتربوي على استيعاب واحتواء الطلبة واستقبالهم أفضل استقبال وتنفيذ المدرسة لمبادرات تشجيعية ومحفزة، مشيرًا لأهمية التركيز على الجوانب الإيجابية المكتسبة في الفترة الماضية والعمل على تعزيزها ومعرفة جوانب الضعف، ومحاولة استعادة المهارات المفقودة تدريجياً.
وأضاف: لا فائدة من لوم أنفسنا على حدث لم يكن من صنعنا، لأنه مقدر، ولم نختر أن نكون في هذه الأزمة، ولسنا مسؤولين عن هذا الوضع، لكن في نهاية الأمر، لا بد أن ندرك أننا خرجنا بإيجابيات مبهرة وتميز في الأداء واكتساب مهارات جديدة بالرغم من فقدان مهرات أخرى. وأكد أهمية اكتساب الأسرة والكادر التعليمي الكثير من المهارات لتعويض الطلبة ما فقدوه طوال أزمة التعليم عن بُعد.
«الدمج».. إضاعة وهدر لمجهود سنوات
قالت رند الشمراني: إن فترة التعليم عن بُعد، كانت من أصعب السنوات بالنسبة لها، نظرًا لأن لديها 3 أطفال جميعهم كان يدرس افتراضيا، ما أدى لاستعانتها بمدرسين خصوصيين لتعليم أبنائها، وعلى وجه الخصوص، ابنها الذي يعاني من التوحد في الصف الخامس الابتدائي.
وأضافت الشمراني قائلة: عانيت مع طفلي من فشل فكرة الدمج التي أضاعت تعب سنوات وشكلت انتكاسة له، وبعد عودة أبنائي للمدارس، خضعوا لاختبارات، أسفرت عن عدم قبول أحدهم بحجة التشتت الذهني، مطالبة بالنظر في الإجراءات المتبعة وتخفيفها.
منهجية تدريس جديدة تثير حماس الطلاب
قالت رئيس مجلس إدارة جمعية «أرفى» للتصلب المتعدد فاطمة الزهراني: إن أطفال التوحد يعانون بسبب فقدهم للتواصل الحركي واللعب، وأثرت فترة التعليم عن بُعد عليهم بشكل كبير، ووقع العبء الأكبر على عاتق الأهالي لتغطية كافة المهارات، التي كان يتدرب عليها الطفل في المدرسة.
وأكدت: يجب تكثيف الواجبات المدرسية والاختبارات بما فيها الاختبارات الدورية والاختبارات التشخيصية لتعزيز المهارات التي فقدها الطالب، كما يجب على المعلم البحث عن منهجية تدريس جديدة تثير حماس الطلاب وتشجعهم على التعلم.
وتابعت: الميدان التربوي شهد مسؤولية كبيرة، وتفعيل «الكتاتيب» لمرحلة الابتدائية أمر في غاية الأهمية حتى يتم تعويد الأطفال على مهارات الانضباط واحترام المعلم والمنسوبين واحترام القوانين كذلك.
تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي
قال الأخصائي الاجتماعي يحيى عسيري: إن على المرشد الطلابي متابعة الطلبة، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدى عملية تطور تعليمه، مطالبا بتفعيل دور الأخصائي الاجتماعي مع افتقار الكثير من الدوائر الحكومية والمراكز التعليمية لهذا المجال.
وأكد أهمية دور الأخصائي الاجتماعي، الذي يمثل جزءا مهما من متابعة تطور التعليم لدى هذه الفئة، ومعالجة مثل صعوبات التعلم.
معالجة الفاقد التعليمي والسلوكي
أكدت أخصائية التوحد وفاء منصور أن التوحد حسب منظمة الصحة العالمية هو مجموعة من الاضطرابات المعقدة، ودرجة التفاعل، مشيرة إلى أن الاستفادة من برامج التعليم عن بُعد كانت مختلفة من طفل لآخر.
وقالت: أثناء دمج أطفال التوحد مع المدارس في التعليم أصبحوا بحاجة لغرف ومصادر خاصة وخطط تعليم فردية، وهذا ما لم توفره برامج التعليم عن بُعد، فطالب التوحد لا ينقصه فاقد تعليمي فقط، بل فاقد سلوكي أيضًا. وأضاف: إن الجائحة كانت استثنائية تطلبت خططا فردية وخططا توجهت بها إدارات التعليم متمثلة في قسم الإرشاد وقسم التربية الخاصة، وبالطبع تم العمل بها عن طريق التعليم عن بُعد، مشيرة إلى أن الفترة القادمة لا بد أن تشمل خططا علاجية مكثفة لتلك الفئة، مع ضرورة تكثيف التعاون ما بين الأسر والمعلمين وإدارات التعليم وإدارات المدارس لسد الفجوات التعليمية والتربوية السلوكية، التي أحدثتها فترة التعليم عن بُعد، مثل محدودية الحركة وبطء المفاهيم.
وقالت: كان التعليم ذكيا ورقميا، والآن مع العودة، لا بد أن يكون التعليم محاكيا للتعليم الرقمي بالسبورة الذكية والإستراتيجيات الرقمية على عكس الفترات السابقة، مشيرة إلى أهمية الابتعاد عن التعليم المجرد، الذي لا يجدي مع أطفال التربية الخاصة والتوحد، مع اتخاذ آليات فاعلة لسد الفجوات والعودة للحياة الطبيعية مثل ما كانت.
تشتت ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم
فقدان العديد من المهارات
قالت المواطنة مريم البراك: إن الوقت الراهن، يشهد إصابة بعض المعلمين وتغيبهم بشكل مفاجئ، مما يعيق العملية التعليمية مطالبة بوجود بديل في مثل تلك الحالات.
وأضافت: لدي طفل مصاب بالتوحد، كان يحضر يومياً للمركز، ومع الوضع الراهن وتبعاته، تأثر سلبا وفقد العديد من المهارات، كما أن لدي طفلا آخر لديه صعوبة في التعلم، ولاحظت عدم تجاوبه مع المنصة ومواجهته للعودة بخوف ورهبة. وأكملت:
فوجئت بصدور قرار عدم القبول في الرعاية النهارية لمَن قدراته تزيد على 50 %، ونظرا لتلك الظروف لم أتمكن من مراجعة قسم التربية الخاصة مما نتج عنه إيقاف تعليمه لمدة سنتين.
قالت «أم زاهر»، والدة طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن جائحة كورونا أرهقت الأهالي والمجتمع والعالم أجمع، وعانينا من وجود أطفالنا بين المركز حضورياً لثلاثة أيام ويتخللها أيام عن بُعد، ما أدى لتشتيت الطلبة ذوي الإعاقة، والأهل على حد سواء. وأشادت بتغلب مراكز المنطقة الشرقية على تشتت الطلبة بين عملية التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد واستطاعتهم تنسيق أوقات التعليم مع الأهالي. وأكدت أهمية احتواء المعلمين للطلبة وتشجيعهم خاصة للمراحل الأولية وفهم طبيعة تعودهم على الطرق الإلكترونية في الفترة السابقة واعتمادهم عليها وفقدانهم للإمساك بالقلم والمهارات الكتابية الخطية.
رفع مستوى التحصيل الدراسي
أوضحت مستشارة التدريب د. إقبال البعداني أن عودة التعليم حضوريًا يساهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب وتوسيع مداركهم والحفاظ على نفسيتهم وبناء العلاقات مع الزملاء واكتسابهم الكثير من المهارات العلمية أو المهارية. مشددة على أهمية مراعاة نفسية الطلاب لتفادي إصابتهم بالرهاب الاجتماعي وتعزيز ثقتهم بنفسهم؛ لأن المدرسة هي اللبنة الثانية بعد الأسرة في صقل شخصية الطالب وتكوينها، التي من خلالها يخوض الطالب العديد من التجارب والخبرات الجديدة في المدرسة.
وأضافت: إنه يجب تشجيع الطالب على التعبير عن آرائه وأفكاره واحترامها والأخذ بها إن كانت صحيحة أو تقويمها، كما أنه لابد من احتواء الطلاب ومساعدتهم وذلك من خلال تفعيل دور الموجه الطلابي، الذي يزرع في نفسية الطالب الأمن والاستقرار. مشيدة بنجاح منصة «مدرستي» لتحقيقها الكثير من النجاحات ودور المعلمين في تطبيقهم الإستراتيجيات التعليمية للمساعدة على رفع مستوى تحصيل الطلاب الدراسي والمساعدة على اكتشاف المواهب ودعمها.
وأضافت: يجب على المعلمين احتواء الطلبة وتحفيزهم وإيجاد تنوع بالأنشطة المطروحة وأدوات التحفيز وإشعارهم بأهمية وجودهم وبأن المدرسة تعد منزلا آخر لهم. وعلى المعلمين التنوع في الأنشطة وطرق تقديم الدروس وإستراتيجيات التعلم. وأكدت أهمية دور منصة «مدرستي»، في مساندة عملية التعلم الحضوري، وألا نتجاهل مساعدتها في توصيل المحتوى بشكل أفضل والعمل على دعم عملية التعلم عن بُعد مع عملية التعلم حضورياً والدمج بينهما واستخدام أدوات المنصة الرائعة، التي تخدم العديد من الأمور.
التركيز على استخدام الوسائل السمعية والبصرية
قال الخبير التربوي والتعليمي د. عبدالعزيز آل حسن إن الكثير ينظر إلى عودة التعليم الحضوري بشكل سلبي إلا أن له إيجابيات خاصة في مرحلة الابتدائي، إذ سيجد الطالب نفسه في محيط جديد ويقضي معظم الوقت في جو اجتماعي يتطلب منه مطالب معينة، وبالتالي فإن هذه المرحلة أساس للتكيف الانفعالي والاجتماعي، وتتميز بمميزات وتغيرات عديدة وهي بطء معدل النمو مقارنة بالمرحلة المتوسطة، ويتعلم الطفل فيها بعض المهارات اللازمة لشؤون الحياة ومعايير خلقية، إضافة إلى أنها تبنى فيه القيم وتكون لديه الاتجاهات وضبط الانفعالات.
وأضاف: إن هناك بعض المهارات التي يفتقدها الطالب أثناء الدراسة عن بُعد وهي اللعب والتواصل الاجتماعي، وفي هذه المرحلة من المهم جدًا أن يركز المعلمون والمعلمات على النمو العقلي للطلاب من خلال الإدراك والمفاهيم والانتباه وتركيز الحواس حتى يشعر الطالب بالفروقات بين التعليم عن بُعد والحضوري.
تبسيط المعلومة
وأهاب د. آل حسن بالعاملين في القطاع التعليمي، معاملة الطلاب في المرحلة الابتدائية وكأنهم يدخلون المدرسة لأول مرة حتى إن كانوا في الصف الثالث ومضت سنتان وهم يتلقون التعليم عن بُعد، والإكثار من عملية الحوار والتعليم والصبر واستخدام الوسائل المتنوعة التي تعزز من عملية الفهم، ومراعاة الطلاب الفاقدين لآبائهم بسبب كورونا أو غيره، ومعاملة الطلاب كمعاملة الأهل لأبنائهم والصبر عليهم.
وقال: لا بد أن نثري البيئة المدرسية بالمثيرات ونسهل قدرة الأطفال لاكتساب بعض المبادئ والمفاهيم عبر عمليات ذاتية، ويجب أن تكون الموضوعات المطروحة للطلبة ذات معنى يمكن فهمه، وتتصل اتصالا وثيقا بالاهتمامات والقيم الدينية والاجتماعية، التي نود أن نغرسها لديهم.
ولفت آل حسن إلى أنه من الأمور المهمة جدا لدى الصفوف الأولية، أن تكون حروف القراءة كبيرة وواضحة لأن الطفل في هذه المرحلة يعاني من صعوبة في قراءة الحروف الصغيرة، كذلك التركيز على استخدام الوسائل السمعية والبصرية وإيجاد فرص كافية للأطفال للمعالجات اليدوية ولا تقتصر على الأحاديث الشفوية المجردة ونبتعد قدر الإمكان عن التأليفات ونرجع للغة البسيطة السهلة حتى يستطيع الطفل تلقي المعلومة بشكل مبسط وواضح ويكسر حاجز البعد.
وأضاف: في هذه المرحلة يجب أن نسمح للطفل أن يعبر عن الانفعالات والمشاعر بطريقة متزنة، لأنه في فترة الانقطاع لم يكن لديه سوى الصوت للتواصل مع المعلمين، وتختلف أجواء الدراسة عن بعض والدراسة حضورياً التي يتخللها تفاعل ومشاركة مع الزملاء إضافة لتوفير الأمان النفسي للطفل في المنزل والمدرسة وإشعارهم بالتقبل وإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية هذا الأمر يساعد في نمو شخصياتهم بشكل سليم.
صعوبة التعلم خلف الشاشات
قال المواطن فيصل العوهلي: إن هناك تحديات في الجانب التعليمي لذوي الإعاقة، مشيرا إلى أن وجودهم خلف الشاشات يشكل صعوبة لاحتياجهم للكثير من الإمكانات حتى تصل إليهم المعلومات، وبالنسبة للموظفين المصابين بالتصلب المتعدد، فقد واجهوا في الفترة الماضية، تحديات عدة، أثناء العمل، مثل شدة الحرارة والخوف والقلق من الإصابة بالمرض سواء داخل أو خارج البيت لضعف المناعة.
وأضاف: عملنا الآن مُجهد، مقارنة بباقي الوظائف، وبحاجة لتقليل الجهد المبذول وساعات العمل في بعض الأوقات، وهذا لا يعني بأن المصاب بالمرض شخص متكاسل أو ليست لديه رغبة في تأدية العمل، ولكن لا بد من التوعية بهذا المرض واحتياجاته ليس فقط في المجال التعليمي، بل كل المجالات.
التوصيات
1 - استغلال الفترة الأولى من العودة الحضورية في اختبارات التشخيص.
2 - تصميم برنامج علاجي عاجل موازٍ للمهارات الحديثة.
3 - استكشاف جوانب الضعف واستعادة المهارات المفقودة تدريجياً.
4 - تفعيل دور «الكتاتيب» لمرحلة الابتدائية.
5 - مراعاة الطلاب نفسيا لتفادي إصابتهم بالرهاب الاجتماعي.
6 - التنوع في الأنشطة وطرق تقديم الدروس وإستراتيجيات التعلم.
7 - رصد النمو العقلي للطلاب وتعزيز الإدراك والانتباه.
8 - معاملة الطلبة وكأنهم يدخلون المدرسة لأول مرة.
9 - تكثيف الحوارات المفتوحة مع الطلبة واستخدام وسائل تعليم جاذبة.
10 - عرض حروف القراءة بشكل كبير وواضح.
11 - استحداث خطط علاجية خاصة بالأطفال ذوي الإعاقة.
12 - برامج تربوية وسلوكية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.