قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».. جاء ليذكرنا أننا أمة واحدة، جاء ليخبرنا أننا كالجسد الواحد ثم رحل لجنات الخلد.. وكأن العالم كله عالق في تلك الحفرة المظلمة..!!
كيف أصبحت تلك الأسرة محطة العالم والتفاف الأمم والشعوب بالدعاء لهم ومواساتهم، ليدركوا أن هناك خيبة لا يعلمها إلا الله أو صبر جميل سيأتي مع العوض الجميل...؟!!
فما سبب انتشال هذه الأسرة البسيطة من مكان صغير إلى نور العالم..!!
إنه بسبب ذلك الطفل الذي سقط في حفرة بئر واستمر يناضل الحياة فيها في مكان مظلم لا أكسجين ولا طعام ولا ماء يتألم ويخاف ويحزن..!!
قال تعالى: ((لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب)) فقد حمى الله نبينا يوسف وحفته الملائكة وأنزل الله سكينته عليه لا تسعها عقولنا ولا تبصرها قلوبنا.. فقد حمى الله ذلك الطفل وهو في الحفرة فكان الله له وليا ونصيرا..
قال تعالى: ((فرددناه إلىٰ أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولٰكن أكثرهم لا يعلمون))، فعند خروج الطفل عم الفرح في قلوب الناس إلا أنه الخبر الذي تألم منه العالم بعده كأنه يقول خرجت يا أماه كي أودعك، فقد قرت عين أمه برؤيته ثم انتقل إلى رحمة الله..
قال تعالى: ((فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما))، قال تعالى: ﴿فإن مع ٱلۡعسۡر يسۡرا﴾.
علمنا هذا الطفل أن من رحم المصيبة يخرج الصبر ومنها سيخرج الخير واليسر قد يبدلهم الله خيرا فإن بعد كل عسر مصيبة إلا أنه هناك يسر من الفرج القريب..
حكمة من حكم الله سبحانه وتعالى لا يعلمها إلا هو في هذا الطفل البريء الذي علمنا أن العالم كله يقف يدا واحدة لا تفرقه جنسية أو عرق أو قبيلة أو لون.. علمنا على الصبر والقوة والعزيمة..
علمنا أن الإنسانية هي وحدة لا تموت وما زالت حية في قلوبنا..
فقد وحد العالم لعدة أيام.. ثم رحل بالدموع والدعاء لكنه رحل ليقول لنا أنا خرجت من الظلام إلى النور وداعا أيها العالم الإنساني الجميل كونوا كجسد واحد دوما ليس فقط لريان، إنما للجميع حتى لا تموت الإنسانية بيننا كونوا أمة واحدة..
لقد رحل ذلك الطفل من باطن الأرض إلى عنان السماء، اللهم اجعله طيرا من طيور الجنة وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك..
طفل الإنسانية..
من محطة جاء ليختبر إنسانية العالم أحدثكم..!!
@Sa_Alaseri