أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة م. سعيد بن جار الله الغامدي أن عدد البلاغات على مستوى منطقة مكة المكرمة خلال عام 2021 وصل إلى 166 بلاغا، وتم ردم 511 بئرا، منها 132 بمحافظة جدة، و306 بمحافظة الخرمة، و72 بمحافظة رنية وجارٍ العمل على ردم جميع الآبار المهجورة والمكشوفة بالمنطقة.
وقال: إن البلاغات ترد عن طريق غرفة العمليات «911»، وكذلك وزارة البيئة والمياه والزراعة أتاحت نظام «بلاغات» للتبليغ عن الآبار المكشوفة عبر التطبيق الموحد للخدمات الإلكترونية، التي تخدم جميع قطاعات الوزارة من خلال موقعها الإلكتروني ضمن الخدمات الإلكترونية.
ودعا المواطنين والمقيمين إلى المشاركة في الإبلاغ عن الآبار المهجورة، بالاتصال على هاتف الوزارة رقم «939» أو تسجيل بلاغ وتزويد الوزارة بإحداثيات المكان من خلال الموقع.
وأضاف الغامدي: إنه بعد استقبال بلاغات الآبار المهجورة والمكشوفة عبر نظام «بلغ» (الذي يوضح فيه رقم البلاغ والتصنيف ونوع البلاغ وتاريخ البلاغ) يتم التنسيق مع الجهات المختصة والوقوف على بلاغات الآبار المهجورة والمكشوفة عن طريق لجنة مكونة من مندوبي فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة ومندوبي إدارة الدفاع المدني، ويتم عمل المحاضر اللازمة عند الوقوف عليها، ومراسلة جميع الجهات المعنية، فإذا كان موقع البلاغ مثلا بمحافظة جدة تتم مخاطبة المحافظة لتحديد ملكية تلك الآبار المهجورة والمكشوفة إن لم تتمكن اللجنة من تحديد ملكيتها.
وردا على سؤال لـ «اليوم» عن التصرف في حال تحديد صاحب البئر المكشوفة، أوضح الغامدي أن على صاحب البئر تحصينها ودفنها حسب الإجراءات النظامية، وبعد اكتمال محاضر اللجنة يتم رفعها وتعبئة البيانات الخاصة بها على نظام الوزارة «بلغ» لإدراج تلك الآبار من قبل الوزارة في عقد ردم الآبار المهجورة والمكشوفة لدى الوزارة لتحصين تلك الآبار ودفنها.
اشتراطات السلامة «قبل وأثناء وبعد» البناء
قال مضحي دغيم، تشكل الآبار المكشوفة خطراً لابد من وقفة جادة تجاهه، فكثير من قصص المآسي كانت بسبب الآبار وحتى هذه اللحظة لا نعرف سر عدم إدراك أهمية خطرها من قبل المواطنين ممن يحفرون آبارهم بالمزارع وغيرها وتجاهل وضع وسائل السلامة ودفن تلك الآبار بعد انتهاء الحاجة منها. وهنا نطرح التساؤل: هل هناك اشتراطات خاصة بالسلامة قبل وأثناء وبعد بناء البئر، وهل يسمح لأي شخص بحفر بئر؟ وهل هناك لجنة مختصة لديها المواقع الجغرافية تأتي للكشف عن تلك البئر والتأكد منها؟ وإن أتينا للحلول الحالية بوضع الصبات الخرسانية على تلك الآبار والدحول بالأماكن المكشوفة كالبر وغيره لا تكفي، فعندما يحل الظلال لا يرى مرتادو البر وهواة المكاشيت تلك الصبات مما يعمق المشكلة بوقوع حوادث تصل للوفاة، فلابد من وضع شرائط عاكسة للنور على تلك الصبات لتفادي الوقوع بمشكلة.
هاجس لمرتادي البر والمتنزهين
ذكر أحمد البصيص أن الدحول والآبار المكشوفة تعتبر هاجسًا لدى كثير من مرتادي البر والمتنزهين، غير أننا في الآونة الأخيرة نتعجب فعلياً بالسماع عن وجود بئر مكشوفة بالأحياء السكنية، فالسؤال الذي يطرح مَن الذي سمح لهذا الشخص ببناء هذه البئر؟ وما الحاجة الملحة لبناء هذه البئر بالحي السكني؟ وكثير منا يعرف عن وجود مشاريع المياه التي وفرتها دولتنا الكريمة وهل من رادع لمثل هذه الفعلة كفرض أقصى العقوبات على حافر تلك البئر؟، أقترح أن يتم إنشاء رقم موحد للواتساب على مستوى كل مدينة ومحافظة، حيث يكون التواصل سريعا، فبدلاً من تحميل تطبيق وتصوير وغيره يتم الإرسال على ذلك الرقم وتصوير البئر وإرسالها، وهنا سنرى تجاوباً أكثر من المواطنين وأيضاً تكثيف الحملات البيئية على المزارع والأماكن العامة من مماشي وأسواق، ومعرفة إذا تم حفر بئر للخدمة لهم وأيضاً أماكن التنزه بالبر بشكل دوري ومجدول لتفادي وقوع الكارثة.
إحكام إغلاق فوهات الآبار
قال خالد الحربي: إنه لا يجب ترك الحفر والخزانات مكشوفة أو مخفية عن الجميع وإنما يتطلب الأمر إغلاقها أو دفنها كمسؤولية مشتركة بين الجميع، «المقاول وصاحب الملك والبلدية والدفاع المدني ومكتب الزراعة» والمواطن أيضاً يتحمل جزءًا من المسؤولية بسكوته وصمته وهو يرى الخطر المحيط به ومجتمعه بعد حادثة الطفل ريان، وكذلك ممن سبقه حيث تتكرر الحادثة ونحن هنا ندق ناقوس الخطر ليتحرك الجميع، ويضعوا حداً لهذا الخطر الداهم فلابد من إحكام إغلاق فوهات الآبار وردم الحفر المهجورة قبل أن تتحول إلى قبور لأطفالنا وتغطي حفر العمائر بأغطية محكمة الإغلاق.
إغلاق 18 «دحل» في حفر الباطن
كشف مكتب البيئة والمياه والزراعة بحفر الباطن عن إغلاق 18 دحلا في مناخ والنايفية وذبحه والبرازي بالتعاون مع أمانة حفر الباطن، وعدد من الآبار التي تم ورود البلاغ عنها بداخل الأحياء مثل الروضة والخالدية والمحمدية والواقعة بالمحافظة وتم إغلاقها والتأكد من تراخيصها واستدعاء أصحابها وإكمال الإجراءات النظامية تجاههم.
تحمل المسؤولية وعدم التهاون
اقترح مطلق حسن أن يتم عمل أبواب حول فتحات الآبار مع وجود أقفال لها لمنع الأطفال من السقوط فيها، حيث نشاهد حالات تتكرر لسقوط الأطفال بالحفر والآبار ولم نتعظ ونتهاون، ففي كل مرة نسمع عن أطفال ذهبوا ضحية الحفر والآبار وعلى الجميع تحمل المسؤولية وعدم التهاون بالخطر الذي يحيط بهم.
رقابة دائمة ومعالجة الملاحظات
من جانبه، قال المواطن رشيد الفايز: إن ترك فتحات الصرف الصحي بدون أغطية يشكل خطورة بالغة على مرتادي الطرقات سواء المارة أو المركبات، ومحافظة الجبيل لا تخلو من تلك الفتحات وهذا دور المسؤولين لتفقد تلك الفتحات وإغلاقها؛ لتجنب الحوادث -لا سمح الله-، كما أن للمواطن والمقيم دورًا من خلال الإبلاغ عن وجود تلك الفتحات مع جهات الاختصاص، كما يجب وضع رقابة وتخصيص تطبيق أو رقم من جهات الاختصاص للإبلاغ عن أي ملاحظات ويتتم معالجتها أولاً.
تحديات وصعوبات تواجه رجال الإنقاذ والإسعاف
قال رئيس لجنة السلامة بغرفة الرياض المهندس عبدالهادي القرني: إن حوادث السقوط في الآبار الارتوازية تمثل هاجسا كبيرا، وهناك تحديات وصعوبات تواجه رجال الإنقاذ والإسعاف حيال إنقاذ المحتجزين داخل تلك الآبار، وقال هناك مسؤوليات تقع علينا جميعا حيال الحد من أو التقليل أو منع تلك الحوادث، والمسؤولية الأولى تقع على الأشخاص الذين قاموا بحفر تلك الآبار حيال التعرف عليها وردمها، كذلك هناك مسؤوليات أخرى على المواطنين في إبلاغ الجهات ذات العلاقة عن تلك المواقع، وهناك أمنية من الجهات ذات العلاقة أن تسخر الباحثين وأصحاب الأفكار والإبداع حيال تسخير أفكارهم وإبداعاتهم ومبادراتهم في كل ما يتعلق بأي مقترح له علاقة بأفكار جديدة في تصميم الأجهزة التي تسهم في إنقاذ المحتجزين في تلك الآبار.
دور المواطنين في الإبلاغ
أوضح المواطن محمد الشثري، أن الآبار المهملة تشكل خطرا على أرواح الموطنين، ومن الواجب على المواطنين الإبلاغ عنها لردمها، وأن الجهات المعنية تسعى بكل جهد لحل هذه الظاهرة.
تزايد حوادث السقوط في القرى
وأشار المواطن رائد الخرعان، إلى أن انتشار الآبار المهجورة في القرى، يشكل خطرا على صغار السن، خاصة أن حوادث سقوط الأشخاص منتشرة في القرى، رغم قيام الجهات المختصة بكل ما بوسعها لحل هذه الظاهرة.
معارض توعوية وتحذيرية من الدحول
قال مشعل العنزي: يؤرقنا كثيرا الدحول المكشوفة بالبر ونقول دوما يا رب السلامة السلامة عند سيرنا ليلاً خوفاً من الوقوع بأحد الدحول «لا سمح الله»، وحقيقةً نرى تفاعلاً من مكتب البيئة والزراعة بخصوص تلك الدحول وإغلاقها، ولكن يجب على المواطنين أيضاً التعاون مع المكتب إن تمت رؤية أي دحل ولا يكتفون فقط بتصويره عبر جوالاتهم الشخصية وإرسال المقاطع عبر جروبات السناب وغيرها للتحذير منها، فكلنا شركاء بالكارثة إن وقعت لأن أرواح المسلمين أمانة، فإن أنجاك الله من الوقوع بالدحل المكشوف لا تعلم ما القدر السيئ، الذي قد يصيب غيرك عند المرور به، وأيضاً أقترح إقامة معارض توعوية للتحذير من تلك الدحول، وذلك بأماكن التجمعات العامة كالأسواق والكافيهات والمتنزهات والمماشي وأيضاً عبر المدارس من خلال الأنشطة المدرسية وغيرها، وأيضاً مقاطع توعوية «فيديو ممنتج» عن القصص المأساوية لتلك الآبار والدحول وغيرها، ونشرها لتوعية المجتمع فكلما تثقف المجتمع انتهت المشكلة ولنبدأ بإطلاق حملة توعوية «نتعاون جميعاً لنحيا جميعا» للقضاء على تلك الدحول والآبار المكشوفة.
حفر الموت ومصائد الأطفال بقرية العليا
فوهات حفر مفتوحة وأخرى مغطاة بقطع من الخشب غير واقية وأخرى متوارية وسط الأودية والرمال، إنها حفر الموت ومصائد الأطفال بقرية العليا وقبل أن يقع المكروه -لا قدر الله-، وبعد حادثة الطفل ريان انتاب الأهالي الخوف على أبنائهم ولأن الحادثة متكررة بكل مكان، نظرا لأن قرية العليا ومنطقة الصمان يكثر بها الدحول والغيران والآبار القديمة المنتشرة بالمنطقة ويرتادها محبو البر والكواشيت مع عوائلهم.
أشار هلال الخالدي إلى انتشار الحفر والآبار في كل ركن وزاوية من زوايا المحافظة ويحيطها الكثير من المزارع، التي تعج بالآبار غير المرئية، وكذلك في الأودية حفرت قديماً وتركت مهملة وتجدها في العمائر التي تحت الإنشاء، خصوصاً المباني المتعثرة تركت سنين مهملة ومكشوفة وحفرت بعض البرك وترك المقاول الفتحات دون غطاء كي تتصيد المارة من الأطفال وغيرهم من الدواب، ومصائد أخرى لا تقل عنها خطورة ألا وهي فوهات الخزانات التي أقيمت في المباني المهجورة ﻻستقبال الماء من العدم هي الأخرى تركت مفتوحة، وأن خزانات العمائر التي تحت الإنشاء فوهات مفتوحة وسط الأخشاب والركام تتربص بطفل يلهو.
جولات ميدانية وعقود مع شركات متخصصة
صرح مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة م. عقاب المطيري بأن وزارة البيئة تعمل منذ سنوات على القيام بمراقبة ومتابعة الآبار المكشوفة، حيث توليها اهتماما عاليا، التي نتج عنها توقيع عقود مع شركات متخصصة للقيام بعملية ردم الآبار المجهولة وتحصينها بطريقة فنية حفاظاً على سلامة الناس والمتنزهين.
وأتاحت الوزارة الإبلاغ عن أي بئر مجهولة وذلك عن طريق الرقم الموحد 939 وعند تلقي البلاغ تعمل لجنة بشكل سريع على زيارة وتغطية البلاغ، وتحدد طريقة المعالجة من ردم أو تحصين كذلك يوجد مراقبون يعملون بشكل يومي للمراقبة ومتابعة الحفارات، التي قد تعمل بطريقة غير نظامية.
هذا وقد أصدر المكتب العديد من المخلفات نتيجة الحفر العشوائي، وكذلك تكليف المخالفين بردم الآبار تحت إشراف المختصين لدينا.
والعمل مستمر والتعاون موجود بشكل دائم مع الجهات المختصة «المحافظة، الدفاع المدني، الشرطة، البلدية» للقيام بجولات ميدانية مستمرة، التي نتج عنها اكتشاف بعض الدحول نتيجة هطول الأمطار وتمت معالجتها بشكل قياسي وتسويرها.
انتهاء أولى مراحل مشروع الردم والتجهيز لانطلاق الثانية
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن ردم 2450 بئراً مهجورة حتى نهاية عام 2020 في مختلف المناطق، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، والحد من تلوث طبقات المياه الجوفية بالمملكة. وبهذه الخطوة، تكون الوزارة قد أنهت المرحلة الأولى من مشروع ردم الآبار المهجورة بالمملكة، فيما يجري الآن التنسيق مع اللجان المشتركة في الجهات ذات العلاقة، لانطلاق المرحلة الثانية منه. وقالت وزارة البيئة والمياه والزراعة: إنها تولي أهمية قصوى لمعالجة وضع الآبار المهجورة ومنع خطرها على المارّة، وأنشأت في سبيل ذلك لجنة في كل منطقة لحصر تلك الآبار وتحديد الإجراءات والضوابط، التي تضمن سلامة عابري الطرق والمتنزهين.
وتتيح الوزارة الإبلاغ عن أي بئر مهجورة في جميع مناطق المملكة عن طريق نظام التطبيق الموحد للخدمات الإلكترونية، التي تخدم جميع قطاعات الوزارة «بلّغ» أو عبر الهاتف الموحد «8002472220» بثلاث خطوات تبدأ بتسجيل الدخول، واختيار الموقع، وإدخال المرفقات، ثم متابعة البلاغ. عند تلقي فروع الوزارة في جميع المناطق أي بلاغ عن بئر مهجورة، تزور لجنة حصر الآبار المهجورة في المنطقة المعنية الموقع المحدد، وتعد تقريراً عن حال البئر ومدى خطورتها، وتحدد طريقة المعالجة إما بالردم أو التحصين، ويتبع ذلك تعميد المقاول لتنفيذ الإجراء المطلوب.
فتحات صرف «دون أغطية» في الجبيل
انتشرت في داخل الأحياء السكنية بمحافظة الجبيل فتحات الصرف الصحي الخالية من الأغطية، مما أثار ذعر السكان وخوفهم من عواقب كثيرة قد تحدث بسبب هذه الحفر الخطرة.
وأوضح المواطن يحيى الكعبي: إن الأمر يعتبر خطيرا جدًا يثير قلق المارة ومخاوف الأهالي على الأطفال كون تلك الفتحة متواجدة على أطراف الطريق ومرت فترة طويلة دون تغطيتها، وغيرها من الحفر الأخرى، ونطالب البلدية بالنظر بجدية لموضوع فتحات الصرف الصحي قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
وأضاف: بعيدًا عن موضوع وجود هذه الفتحات بدون أغطية يعتبر الأمر تشوها بصريا للمنطقة ومكانا لتجمع القاذورات.