يقال إن المشاكل ملح الحياة، ولا تخلو أي علاقة اجتماعية دون مشاكل أو خلافات وبخاصة في العلاقات الاجتماعية القريبة جدا مثل العلاقات الأسرية أو الصداقة أو الزمالة. ولكن ما يحدث من خلافات أسرية له طابع حاد يحتاج منا جميعا لوقفة جادة وتسليط الضوء عليه نظرا للتغيرات الكثيرة، التي طرأت على العلاقات الأسرية، وما صاحبها من خلافات وأزمات وصلت أروقة المحاكم ونتج عنه طلاق وضياع وتشتت الأسر والأطفال. إن وجود المشاكل الأسرية يؤثر نفسياً على الأبناء من خلال التوتر والقلق الدائم وعدم الشعور بالطمأنينة، بل وعدم الشعور بالأمان، مما يؤثر عليهم سلوكياً، فتظهر بعضها كالأحلام المزعجة أو إهمال الدراسة أو الانطواء والعزلة أو العدوانية، أو تفريغ هذا الغضب على الآخرين.
الخلافات الزوجية في الآونة الأخيرة بدأت تأخذ منحنى آخر لعدة أسباب تقف خلف هذه الخلافات، التي معظمها يكون غير مبرر أو مقنع لتفاقم الأمور بين طرفي العلاقة، ولذلك يشير استمرار الخلافات الزوجية إلى وجود خلل كبير في الحياة الزوجية، يستدعي الالتفات إليه ومعالجته.
يتوجب علينا التحلي بقيم التسامح والإحسان، وأن نتعامل بأخلاقنا التي تربينا عليها من قيم ديننا وسنة نبينا، التي ربانا عليها آباؤنا وأجدادنا، لا أن ننجرف نحو الخطأ بحجة معاملة الطرف الثاني بالمثل، لأن الأصل في المعاملة الأخلاق. إضافة إلى ضرورة تغليب لغة الحوار والعقل أثناء نقاش المشكلات الزوجية، لأن الخلاف ليس معركة يثبت كل طرف فيها أنه الأقوى، بل الهدف الأساسي من الحوار هو حل المشكلة.
ختاما أود أن أقول تنازلوا قليلا حتى تستمر حياتكم وينعم أبناؤكم بالاستقرار والأمان الأسري.
@alsyfean