وقال القاص موسى الثنيان: الاحتفال بيوم القصة العالمي يعطي زخما كبيرا لكتابها، هذا الفن الذي رافق الإنسان منذ فجر التاريخ منذ أن اتخذ من النقوش في جدران الكهوف لغة يحكي بها عن حياته ومعاناته، حتى تطورت اللغة وبدأ ينسج أساطيره، ثم الحكايات الشعبية إلى أن وصلتنا القصة ببنيتها الحديثة، وإقامة المهرجانات يعطي فرصة لأن يتفاعل جمهور القصة مع مبدعيها ويتبادلوا الآراء حولها، محدثين تقاربا ثقافيا يحفز على تطوير تقنياتها.
سيدة الإبداع
أما القاص محمد الشقحاء، فتحدث قائلا: هذا اليوم يذكرنا بأن القصة تمثل حقيقة الإبداع، بل أرى أنها سيدة الإبداع وركيزته، فالكاتب يحولها إلى نص روائي أو قصيدة أو مسرحية، وتتعدد الطروحات كيف نحتفل باليوم وما هي الأنشطة المناسبة له، فيجب تكثيف المقالات والدراسات النقدية والعلمية، كما أننا بحاجة إلى كتب تجمع تجارب كتّاب هذا الفن الأدبي المتميز.
قصص الحب
وأضاف القاص عبدالجليل الحافظ: في يوم 14 فبراير يتعانق الحب والقصة عناقهما الحقيقي، واختيار هذا اليوم ليكون للقصة والحب ليس اختيارا عبثيا، بل هو اختيار تم من خلال أن قصص الحب التي جرت في التاريخ كانت سردا، نحن في يوم القصة العالمية نؤطر لمسيرة الإنسان وقصته عبر التاريخ على هذه المعمورة، ومن هنا يجب أن نحيي هذا اليوم، ليس من خلال الأمسيات التي لا يحضرها إلا قلة قليلة من كتّاب القصة، بل من خلال إعادة القصة إلى مكانتها في الحياة.
بذرة للأدب
أما القاص سعيد آل مرضمة، فأكد أن القصة القصيرة تواجه مؤخرا إهمالا من الناشرين والقراء على حد سواء، رغم ذلك تبقى منطلق كل أشكال السرد وأجناسه، بل إن الأسلوب القصصي أثبت فعاليته في التعليم وفي حقول أخرى متعددة، وقال: كثير من كتّاب الاقتصاد أو علم النفس والأنثربولوجي وعلوم أخرى، اتجهوا إلى أسلوب جديد في الكتابة يتخذ منه مدخلا لأطروحاته وأفكاره التي يرغب في إيصالها إلى القارئ، وفي اليوم العالمي للقصة القصيرة علينا إعادتها على طاولات الفصول الدراسية وفي ورش الكتابة والمجلات الأدبية.
اهتمام وقتي
ويرى القاص محمد المطرفي، أنه لا يكفي إقامة أمسيات وندوات واهتمام آن مؤقت، لا يلبث أن ينتهي، ويتكرر كل عام في يوم واحد ثم لا يؤثر في المشهد الثقافي العام، لذلك لابد أن يستمر التحضير لليوم العالمي للقصة ليكون قطف الثمار فقط فيه، أما البذر فطوال العام، كإنشاء جائزة للقصة تعلن فيها أسماء الفائزين في هذا اليوم ويتم تكريمهم وتدشين أعمالهم القصصية.
قصتا الإنسان
وقال القاص جمعان الكرت: كل إنسان يعيش قصتين في حياته المعيشية، قصة مع نفسه وقصة أوسع مع المجتمع المحيط، فالإنسان اجتماعي بطبعه يؤثر ويتأثر بالآخرين سواء جمادات أو بشر، وهنا يمكن أن نستثمر هذه المناسبة بمشاركة شريحة واسعة من المجتمع فيها، واقترح الاحتفاء بشكل أوسع وبمشاركة مجتمعية أشمل في المدارس والأماكن العامة.
عزوف كبير
ووصف القاص عبدالله الرستم القصة بأنها فن بليغ وممتع وجامع للفنون، وقال إنه إذا أعد للبرامج الثقافية إعدادا جيدا تمتد لأيام، فسيمنح هذا اليوم قيمة معرفية وفكرية وسوقية يتم فيها ترويج مفاهيم تدعو إلى تناول هذا الفن بكامل أبعاده، وبالتالي يقلص المسافة التي شغلتها وسائل التواصل الاجتماعي، وأقترح على المؤسسات الثقافية الإسهام بتقديم مبادرات تطرح فكرة تروج لهذا الفن الخلاق لتحظى بمساحة جيدة من الانتشار.
ارتفاع المستوى
وتمنى القاص والناقد زكريا العباد أن يرتفع مستوى جودة القصة أكثر من خلال علاقة بناءة ومثمرة بين القاص والناقد، تؤدي إلى الكشف عن مكامن القوة والجمال في النصوص من جهة، وإلى اقتراح فرص للتطوير من خلال مكامن الضعف إن وجدت، وهي موجودة بالتأكيد لكننا نطمح في أن يكون الناقد مرآة صادقة للقاص، إضافة إلى النظر في العوائق التي تحول بين قصصنا والمتلقي.
فوائد للحياة
وقال القاص عبدالعزيز الجاسم: حياتنا كبشر ليست سوى قصة قصيرة، كل فرد منا قاص يبني حبكة حياته عبر زمن سردي يقضي تفاصيله في أماكن متعددة أو محدودة وفق منهج يتباين من شخص إلى آخر، فبعضنا تسير قصته القصيرة دون أن يعرف عنها غيره، بينما يقوم بعضنا الآخر بتدوين تلك الحياة لتصل إلى مَن بعده، فيطلع عليها ويقرأ سطورها لإشباع متعته القرائية أحيانا، ولتعلم درس مفيد أحيانا أخرى.
فن رافق الإنسان منذ حكى حياته بالنقش على جدران الكهوف
الأمسيات والندوات الحالية اهتمام مؤقت لا يفي القصة حقها
مطلوب استمرار مبادرات اليوم العالمي طوال العام دون انقطاع
حياة البشر قصة قصيرة يبني كل فرد حبكتها عبر زمن سردي