وتابع: ربما.. لكن التاريخ قد لا يعيد نفسه. لدى روسيا خيارات أخرى غير الانتشار النووي، وهي خطوة قد تعتبرها موسكو تصعيدية بلا داع. لكنها قد تستفيد من الخيارات التقليدية.
وأضاف: على سبيل المثال، قد تنشر البحرية الروسية سربًا من السفن الحربية في منطقة البحر الكاريبي بأعداد كافية وقوة قتالية لجعل وزنها محسوسًا على طول الممرات البحرية التي تعبر المنطقة.
ونبّه إلى أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تواجه الولايات المتحدة من جديد بمعضلة قديمة جديدة.
ومضى يقول: في عام 1897، تحدث المؤرخ البحري الكابتن ألفريد ثاير ماهان عن «السمات الإستراتيجية للبحر الكاريبي وخليج المكسيك». أراد ماهان أن يعرف أين كانت البحرية الأمريكية بحاجة إلى قواعد لضمان وصول السفن الحربية والتجار الأمريكيين إلى بنما. كان الأطلس دليله الموثوق لهذا التحقيق.
وتابع: رسم ماهان لأول مرة الطرق البحرية المؤدية إلى موقع قناة بنما المستقبلية من أوروبا ومن الموانئ البحرية الأمريكية في الخليج والساحل الشرقي. بعد ذلك، نظر في مواقع القواعد البحرية للجزيرة التي يمكن من خلالها للسفن الحربية التحكم في المرور إلى برزخ. وكشفت الخريطة عن مواقع إستراتيجية واعدة، ثم قام بتقييم المواقع المرشحة من خلال معايير الموقع الإستراتيجي والقوة بمعنى الدفاعات الطبيعية أو الملاءمة للدفاعات البشرية والموارد.
وأردف: لاحظ ماهان أن الممرات البحرية الحاسمة تمر على طول السواحل الشمالية والشرقية والغربية لكوبا. ولاحظ أن كوبا غنية بالموارد الطبيعية، مما يجعلها مناسبة لاستضافة أسطول. وفي مجال الدفاع، لاحظ أن كوبا جزيرة صغيرة من الصعب حصارها. ويمكن للمدافعين ببساطة المناورة من ميناء إلى آخر على طول الخطوط الداخلية، والتهرب من أسطول الحصار.
وتابع: حكم ماهان على جامايكا كأفضل موقع لقاعدة للسيطرة على الوصول إلى القناة، حيث إنها تجاور جميع الممرات البحرية المهمة. ولكن بما أن جامايكا تنتمي إلى بريطانيا العظمى وبحريتها الملكية، فقد كانت كوبا ثاني أفضل بديل.
وأردف: بالفعل، في العام التالي انتزعت الولايات المتحدة جزيرة من الإمبراطورية الإسبانية خلال الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898. وكانت كوبا جزءًا من تلك الإمبراطورية. وتمركزت القوات الأمريكية في خليج جوانتانامو بالقرب من الطرف الشرقي للجزيرة منذ ذلك الحين. وبحسب الكاتب، لا شك في أن الإستراتيجيين الروس قد لاحظوا القيمة الإستراتيجية لكوبا.
وأضاف: اليوم، يمكن للبحارة الروس مواجهة هيوستن ونيو أورلينز وموبايل ومدن أمريكية ساحلية أخرى على خليج المكسيك.