وفي جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية، تبادلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس العبارات الحادة علنا مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف أثناء محادثات في موسكو.
وزار جونسون مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، كما التقى مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين لبحث الصراع في شرق أوكرانيا.
وتنفي روسيا، التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا، اتهامات الغرب بأنها تخطط لغزو الجارة السوفيتية السابقة، على الرغم من قولها إنها قد تتخذ إجراء عسكريا غير محدد إذا لم تُلب مطالبها الأمنية.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في بروكسل «بصراحة لا أعتقد أنه تم اتخاذ قرار (من قبل موسكو) حتى الآن، ولكن هذا لا يعني استحالة حدوث شيء كارثي في وقت قريب جدا، ويؤسفني القول إن معلومات مخابراتنا لا تزال غير مبشرة».
وأضاف: «ربما تكون هذه اللحظة هي الأخطر، ومن الممكن القول إنه في غضون أيام قليلة مقبلة، وفي خضم أكبر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ عقود، ينبغي لنا أن نتفهم الوضع بدقة، وأعتقد أن الجمع بين العقوبات والحسم العسكري، بالإضافة إلى الدبلوماسية هو الشيء الصحيح».
الحل الدبلوماسي
وقال ستولتنبرج في المؤتمر الصحفي المشترك مع جونسون: إن على روسيا أن تختار بين الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية أو العقوبات الاقتصادية من الغرب وزيادة الوجود العسكري لقوات الأطلسي في دول الحلف الشرقية.
وأضاف: «ستكون هناك عقوبات اقتصادية، سيكون هناك وجود عسكري أكبر لحلف الأطلسي في دوله الشرقية وبريطانيا في الواقع جزء مهم من ذلك».
وعبرت وزيرة الخارجية البريطانية عن استيائها من نظيرها الروسي في المؤتمر الصحفي المشترك بموسكو الذي اتهمها فيه بالاستعلاء ورفض الإنصات.
وقال لافروف (71 عاما) للصحفيين: «بأمانة أشعر بخيبة أمل إزاء وضع نجد أنفسها فيه أمام شخص أصم وأبكم، توضيحاتنا المفصلة للغاية لم تجد آذانا مصغية».
وكان مسؤولون أمريكيون قد حذروا من أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا بعد حشد قوات قرب حدودها واتهموا موسكو بتصعيد التوتر بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها أكبر حشد عسكري لروسيا في البلاد منذ الحرب الباردة.
وقال ستولتنبرج الأسبوع الماضي: إن من المتوقع أن تنشر روسيا 30 ألف جندي في روسيا البيضاء، بالإضافة إلى قوات عمليات خاصة وطائرات سوخوي سو.إس-35 المقاتلة ونظم الدفاع الصاروخي إس-400 وصواريخ إسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية.
ومن المقرر أن تستخدم القوات الأوكرانية المشاركة في التدريبات، والتي لم يذكر عددها، طائرات مُسيرة من طراز بيرقدار وصواريخ من طراز (جافلين) و(إن.إل.إيه.دبليو) المضادة للدبابات المقدمة من شركاء أجانب، والخميس، حصلت كييف على شحنة أخرى من المساعدات العسكرية الأمريكية.
مهاجمة أوكرانيا
وحذرت ليز تراس موسكو من مهاجمة أوكرانيا وقالت: «بالأساس، سيكون لشن حرب في أوكرانيا نتائج كارثية على شعبي روسيا وأوكرانيا وعلى الأمن الأوروبي، حلف شمال الأطلسي أوضح أن أي توغل في أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكلفة باهظة».
وتأمل بريطانيا في استغلال زيارة جونسون لحلف الأطلسي في التأكيد على تضامن أوروبا في حين تطالب موسكو بضمانات بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وقال خبراء روس بعد اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الإثنين الماضي: إن هناك إشارات على أن بوتين، الضابط السابق بالمخابرات السوفيتية «كي.جي.بي»، يريد تجنب تصعيد أزمة أوكرانيا.
وهددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا، وذلك بناء على خطوات اتُخذت عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وساندت انفصاليين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا في 2014.
وفيما اجتمع دميتري كوزاك، مبعوث الكرملين للمفاوضات، مع مسؤولين من أوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين في أحدث محادثات بشأن الصراع الدائر في شرق أوكرانيا.
وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا: إن المحادثات مهمة وإنه يأمل في حمل مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن الصراع في شرق أوكرانيا على العمل مرة أخرى، وتضم المجموعة روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان: إن الاتفاق في المحادثات على استمرار المناقشات سيكون بادرة إيجابية.
وقال مسؤولون روس: إن ست طائرات مقاتلة روسية وصلت إلى سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، لتعزيز قوات موسكو في البحر الأسود بالتزامن مع تدريبات بحرية مقررة.