وقاعدة الحب في العلاقات (ألا تقترب كثيرا فتحترق ولا تبتعد كثيرا فتنسى)، وهذا معيار مهم للحفاظ على الصداقة والمحبة، وعند اللقاء نركز على الضحك والجلسات السعيدة لأنها تقرب المسافة بدلا من أن يكون اللقاء فيه لوم واتهام وشكوى وحب للسيطرة أو التملك وهذه اللدغات تكون سببا في البعد والكراهية بين الصديقين.
فأهم شيء هو وضع الحدود حتى ولو بين الزوجين أو الأقرباء، فكل واحد منا يحتاج لمنطقة الراحة في العلاقة، حتى لا تكون العلاقة محرقة أو مرهقة، والإنسان الناضج الذي يضع لنفسه خصوصية ويحترم خصوصية الآخرين، والقاعدة بهذا أن تحب لغيرك ما تحبه لنفسك.
وكلنا لاحظنا كيف أن الحجر الذي حصل في زمن كورونا فضح كثيرا من العلاقات الزوجية بسبب أنهما لم يتحملا بعضهما البعض تحت سقف واحد، والمشكلة ليست في حجر كورونا وإنما المشكلة في ضعف أساس العلاقة، وكل يوم أعيش في الاستشارات أعيش فشلا بالعلاقة الزوجية بسبب دخول كل طرف إلى منطقة راحة الطرف الآخر والتفتيش في أغراضه الشخصية ظنا منه أنه يمتلك الآخر، وعندما تصل العلاقة لهذا المستوى تبدأ بالانهيار، فالحدود في كل علاقة مهمة لسلامة واستمرار العلاقة.
والحدود تعنى المعايير التي نضعها في علاقاتنا والتي تسمح للآخرين بمعرفة السلوك الذي يكون مقبولا أو مرفوضا عندنا، كما أن الحدود تعلم الناس كيفية التعامل معنا باحترام، والحدود تحدد منطقة الراحة عندنا وأننا مسؤولون عن مشاعرنا وسلوكنا وليس مشاعر الآخرين وسلوكهم، فالحدود جزء مهم من هوية الشخص وهو جانب مهم من الصحة العقلية ومهما بلغت العلاقة بين طرفين من الحب، إلا أنه لا بد من وجود حدود معينة يقف عندها كل منهما، حفاظا على هذه العلاقة من التراخي والانهيار..
فيمكنك وضع حدود في متى يتم لمسك أو دخول منزلك أو الاطلاع على أغراضك الشخصية أو أوقات راحتك، فكل إنسان يحتاج لخصوصية يضعها لنفسه ليكون مرتاحا ومستقرا، فلنتعلم (فن المسافة) وكيفية (التعامل مع مشاعرنا) فهما من أسباب نجاحنا في العلاقات والصداقات.
@drjasem